رأي

مسألة مستعجلة

الجديد في مؤتمر الحركة الإسلامية
نجل الدين ادم
حرصت أن أحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التنشيطي للحركة الإسلامية السودانية لأقف عن قرب على المتغيرات التي طرأت في الطرح وتناول القضايا وحجم التفاعل والتفاؤل وسط العضوية، وذلك من خلال مقارنة بين ما حملته المؤتمرات السابقة.
أول ما لفت نظري وبرغم أن المؤتمر الحالي تنشيطي ولا يحمل أي إجراءات لائحية، فقط لإعادة القراءة في مسيرة ما أنجز بغرض التقويم والتقييم، لفت نظري الحضور الكبير للعضوية، فقد شكلت الولايات نبضاً حياً في هذا المؤتمر.. الشيء الثاني هو دقة التنظيم وإحكام البرامج والتطوير في الوسائل، وهذه كانت السمة الأهم في هذا المؤتمر.
أيضاً من الملاحظات المهمة، حضور فرقاء الأمس بجانب الناقمين على أداء الحركة من الذين خرجوا من صفوف الحزب الأم (المؤتمر الوطني)، فقد كان حاضراً المهندس “الطيب مصطفى” رئيس منبر السلام، وكذلك ممثل لحزب المؤتمر الشعبي بزعامة دكتور “حسن الترابي”، وممثل الإصلاح الآن بزعامة د. “غازي صلاح الدين”، بجانب ممثلين عن التنظيمات ذات الأيديولوجية الإسلامية والطرق الصوفية وغيرهم من الحضور النوعي، حضور فرقاء الأمس ربما يعطي مؤشراً جيداً عن إمكانية إعادة بناء الحركة الإسلامية بالنحو الذي يضم كل هؤلاء وآخرين وليس عضوية المؤتمر الوطني وحده، وهذه ظلت أشواق للبعض من الإسلاميين، ربما تؤهل إلى مرحلة ثانية ليعود هؤلاء إلى الحزب الأم.
حضور اللواء “الطيب سيخة” في المحفل يوم أمس وخطفه للأضواء برغم أنه هو الآخر الآن خارج الأطر التنظيمية لحزب المؤتمر الوطني حسبما أكده بنفسه، وهو يتبوأ منصب رئيس المؤتمر العام للحركة، يعطي مؤشراً أن الحركة يمكن أن تجمع الشتات وليس في ذلك استحالة.
أيضاً ومن خلال تقرير أداء الأمانة العامة وهي الدينمو المحرك، يتضح جلياً أن هناك نشاطاً وعملاً قاعدياً كبيراً تم خلال الفترة الماضية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تعزيز البناء لهذا التنظيم الذي يريد أن تتوغل التعاليم الإسلامية والتربية الروحية في المجتمع السوداني، وقليل من الجهد يمكن أن يحيل هذه الأماني إلى واقع ماثل، يمكّن من القضاء على حالة التطرف والغلو الذي يحمل الشباب إلى “داعش” وغيره من التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
من الملاحظات السالبة الإيجابية في ذات الوقت أن الولايات هي التي شكلت الحضور الأكبر في النقاش، بينما تتغيب عضوية المركز (الخرطوم) عن هذه الاجتماعات التي تمثل الأساس، وعمل اللجان أهم من الجلسة الافتتاحية، حيث إن اللجان هي من يوكل إليها مهام إعداد عصارة مقترحات التقييم والتقويم والبحث، وعضوية الحركة من الدستوريين هي الأقل حضوراً في اجتماعات اللجان برغم أن في مشاركتهم إضافة حقيقية من واقع تجربتهم التنفيذية، التي غالباً ما تكون هادية لإعطاء تصورات واقعية في أي ملف، لذلك فإن الأمانة العامة بحاجة لشحذ همم هؤلاء الدستوريين ليكونوا رأس الرمح في قراءة الأوراق والتصويب.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية