الديوان

المطربة "نهى عجاج": والدي علمني حب الغناء وغرس الشتول

ما يميز “نهى عجاج” أنها اعتمدت منذ اختيارها الغناء حقلاً (تشتغل) فيه، بأغنياتها الخاصة، ربما كانت تريد بذلك أن تقول للناس (هذا الشبل من ذاك الأسد)، فهي ابنة الموسيقار البارع المرحوم “بدر الدين عجاج” الذي أثرى الساحة والوجدان السوداني بألحانه وموسيقاه الشجيِّة، ما ساعدها على ولوج الفن من أوسع أبوابه، حيث تمكنت “نهى” في فترة وجيزة من خلق قاعدة جماهيرية عريضة لها، وقابل الجمهور أغنياتها بحماس كبير.
شقاوة الطفولة.. (رزانة) الشباب
وفي حديثها إلى (المجهر) عن ذكريات طفولتها مع والدها بدت “نهى” وكأنها تأتي بها من بعيد، وكمن تستعيد أبيات الشاعر “أمل دُنقُلْ” الشهيرة:
هذه الصورة العائلية
هل أنا كنت طفلاً
أم الذي كان طفلاً سواي
كان أبي جالساً، كُنت واقف.. تتدلى يداي
قالت بأسى: ذكرياتي مع والدي لا تنمحي أبداً كأنها نقوش راسخة على (صخرة) وجداني، ثابتة بذهني لا تصيبها الأيام والسنوات بالوهن ولا يبددها النسيان، وأضافت: أيام طفولتي موثقة في مخيلتي خاصة تلك التي قضيتها مع والداي، كنت شقية بعض الشيء، لكن والدي كان يحبني ويعتبرني الساعد الأيمن له، كنت مقربة جداً منه، حتى صرت أمتلك ذات مواهبه وهواياته، مثل زراعة الشتول والأزهار في المنزل، وإنني لا زالت أشعر بملمس الطين على أصابعي، وبعد رحيل والدي (رحمه الله) لم أتخل عن تلك الشتول التي أحبها.
النقد أفضل من الإطراء
وعن تأخرها نسبياً في الظهور كـ(مغنية)، قالت “نهى” ربما أكون بدأت الغناء في مرحلة متأخرة قياساً بنشأتي في أسرة مناخها يضج بالإبداع، وكنا ونحن صغاراً نغني سوياً ونردد الألحان السودانية بشكل لا شعوري، وكان صوتي قوياً منذ ذاك الوقت، لكنني لم أنتبه إلى ذلك إلاّ بعد حين.
واستطردت في معرض ردها على سؤال (المجهر) حول ما إذا كان طريق وصولها للجمهور صعباً وشائكاً أم ممهداً ناعماً، قالت “نهى” بصراحة كان طريقاً صعباً، اعترف بذلك، لكنه لم يكن مستحيلاً لأنه (ممتع)، والدليل على ذلك نجاح أغنياتي ووصولها للجمهور، وتحديداً ألبوم ( بهاجر ليك)، الذي أكد على أنني لامست أوتار الجمهور الذي صار يحفظ كل أغنياته عن ظهر قلب.
أما عن سياستها في طرح الأعمال الخاصة، فأكدت على أن الهدف الأول وربما الوحيد الذي تحمله رسالة الفن هو أن تطرح أعمالاً جديدة، وتقدم أشياء ترضي مستمعيك ومعجبيك. ومن جهة أخرى أشارت “نهى عجاج” إلى أنها لا تعترض على النقد، بل تهتم به أكثر من الإطراء، وأضافت: النقد البناء يسهم في تطوير أي فنان، ولكني بالمقابل لا أتقبل النقد غير الهادف والشخصي.
لست مغرورة وأعمال والدي متاحة للجميع
من ناحية أخرى، قالت “نهى عجاج” إن أعمال والدها ليست حصراً على أسرته فقط، وكشفت عن أن للمرحوم ” بدر الدين عجاج” أعمالاً لم ترِ النور بعد، وأعلنت أن أعمال والدها متاحة لكل من أراد أن يتغنى بها.
أما عن رأيها في أبناء (جيلها) من الفنانين والفنانات، فأثنت على عدد كبير من الأصوات التي اعتبرتها جميلة ومميزة، ووصفتهم بأنهم تمكنوا في فترة وجيزة من وضع بصمتهم الخاصة في خارطة الأغنية السودانية.
ونفت “نهى” ما يشاع عن أنها إنسانة مغرورة، بقولها: هذا الحديث تكرر كثيراً، وكنت قلت فيما يليه في إحدى الحوارات الصحفية، أن هنالك فرقاً كبيراً بين احترام الشخص لنفسه وبين الغرور.
والدتي.. الناقد الأول
أما بالنسبة لـ(الشهرة) فأكدت ” نهى” على أنها لا تمثل مشكلة بالنسبة لها لأنها تتعامل مع كل الناس، وأضافت: أتعامل مع المجتمع كشخص يحترم نفسه وفنه وجمهوره، ولا أعتقد أنني وصلت تلك المرحلة التي تمثل الشهرة فيها مشكلة بالنسبة لي.
واختتمت ” نهى” جلستها مع (المجهر) بعدة محاور صغيرة أولها علاقتها بوالدتها التي وصفتها بأنها علاقة صداقة حميمة، وأضافت: هي التي ترافقني في كل حفلاتي وأحياناً تنتقدني، وأخرى تمدحني وتثني عليّ وتشيد بي، وأنا أعتبرها الناقد الأول بالنسبة لي، فهي رفيق دربي في كل الأوقات.
ووصفت علاقتها بالرياضة بالضعف والفتور، رغم أن والدها حبب إليها كرة القدم التي كان يعشقها إلى حد بعيد وتحديداً العالمية، بحسب قولها، وأضافت: كنت دائماً أتابع معه كأس العالم، لكن بعد رحيله ضعفت علاقتي بكرة القدم إلى حد كبير.
أما آخر أخبارها، كشفت “نهى عجاج” أنها تستعد لطرح أعمال جديدة خلال الفترة المقبلة، حيثُ تجري لها الآن بروفات مكثفة، كما أنها صورت عدداً من الحلقات الحوارية لبعض الفضائيات السودانية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية