"علي محمود": لم نحسن استغلال عائدات النفط.. والراحل "عبد الوهاب عثمان" كان محقاً
بدلاً عن الزراعة
الخرطوم – المجهر
اعترف وزير المالية السابق “علي محمود عبد الرسول” بخطأ استغلال عائدات النفط، وقال في حديث لبرنامج (أوراق) الذي يقدمه “جمال عنقرة”، وتبثه قناة الخرطوم الفضائية، الساعة العاشرة مساء اليوم (السبت)، إن الراحل الدكتور “عبد الوهاب عثمان” وزير المالية الأسبق كانت له نظرة بعيدة وثاقبة، وكان قد نصح بعدم تضمين عائدات النفط في الميزانية العامة للدولة حتى لا تدخل في مصروفات استهلاكية، وأوصى بتخصيصها للإنتاج الذي يدعم موارد الدولة وينميها، إلا أن المدرسة الثانية غلبت، وأدخلت عائدات البترول في الميزانية العامة، فساهمت في رفاه المواطنين، لكنها لم تساهم في رفع مقدرات الدولة الإنتاجية، وعاب “محمود” على هذه السياسة أنها عودت الناس أنماط حياة لم يعودوا قادرين على التراجع عنها مهما تغيرت ظروف البلاد.
وأبدى “محمود” اعتراضاً على إنشاء سدود الشريك وكجبار ودال، وقال: (الأفضل من ذلك تحويل هذه القروض لإنشاء ترع وبنيات أساسية للزراعة في السدود القائمة، مروي، الروصيرص وستيت، فالسودان ليس في حاجة إلى مزيد من تخزين المياه في الوقت الراهن، لكنه يحتاج إلى استغلال أمثل للمياه الموجودة حالياً في السدود القائمة لتوسعة الرقعة الزراعية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة الصادرات، لدعم ميزان المدفوعات)، وأضاف: (يجب الاستفادة من التجارب السابقة)، وقال إن ما أنفق في بعض المشروعات، وعلى رفاه الناس، لو كان قد وظف في تعمير وتحديث المشروعات الزراعية المروية التي تتجاوز مساحتها الأربعة ملايين من الأفدنة، لما تعرضت البلاد لأزمة اقتصادية، ولما انخفض سعر الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية. ونصح “محمود” بالتوسع في زراعة الذرة، وهي مطلوبة في كثير من البلدان المجاورة، وأن عائد تصدير طنين من الذرة يمكن أن يستورد نحو طن ونصف الطن من القمح.
وقال وزير المالية السابق، إن الحكومة استطاعت أن تمتص كثيراً من الصدمات الاقتصادية التي تعرضت لها بعد انفصال الجنوب، فضلاً عن الضغوط والحصار الخارجي، ولم تفقد سيطرتها على الأوضاع، لكنه دعا إلى مراجعة عاجلة للسياسات الاقتصادية تدعم الإنتاج، وتزيد الصادرات، وتقلل الواردات، حتى لا تستفحل الأوضاع، موضحاً أن المواطنين يمكن أن يصبروا على غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار، لكنهم لن يصبروا على الندرة، كما حدث في أزمة غاز الطعام، وعزا ذلك إلى نمط حياة الناس الذي تغير أيام الرفاه الاقتصادي.