حوارات

رئيس حزب الوسط : لا يمكن أن ينجح الحوار بدون مشاركة حركات دارفور وقطاع الشمال

ما يدور في (قاعة الصداقة) تجمع لمنظمات مجتمع مدني وجمعيات خيرية
قادة الإدارة الأهلية والطرق الصوفية لا يملكون رؤية سياسية فيجب أن يبعدوا
لا يمكن أن تعالج قضية أراضي الفشقة بـ(الغتغتة)
الخرطوم –
رسم حزب الوسط صورة محددة الملامح، لمعالجة قضية الحدود مع دول الجوار عبر الحلول الجاد،  دون (غتغتة) أو تنازل، وشدد على ضرورة إعمال مبدأ الشفافية في مناقشتها، وعاب رئيس الحزب “محمد مالك عثمان” على لجان الحوار الوطني،  مناقشة قضايا ليست ذات أهمية، فضلاً عن مشاركة الإدارة الأهلية والطرق الصوفية في عملية الحوار، ووصفهم بعديمي الفكر والأفق السياسي، وقال يجب أن لا ينشغل غير المختصين في قضايا لا تعنيهم، وزاد:  لا يمكن أن يتحول زعيم حزب سياسي إلى شيخ طريقة ،والعكس صحيح.
* بدأت المعارضة في التشظي فظهرت (قوت) كجسم مضاد لتحالف إجماع المعارضة بالإضافة إلى المعارضة التي تتحاور مع الحكومة.. ما هي رؤيتكم لمستقبل الحكومة،  أنتم كحزب تجمع الوسط؟
–    لأول مرة تجتمع القوى المعارضة عندما وقعت نداء السودان الذي اتفقت   فيه على مكوناته الأربعة الرئيسية ،وهي (الجبهة الثورية) و”الصادق المهدي” ومنظمات المجتمع المدني وقوى الاجتماع ، والتي كانت تخطط  للملتقى التحضيري في “أديس أبابا”.
* ولكن (الجبهة الثورية) انقسمت من أجل الرئاسة.. فكيف تجتمع مع نداء السودان؟
–    صحيح هنالك خلافات داخل (الجبهة الثورية) وصراعات، لكن يبدو أن هذه الصراعات قد تم تجميدها لحين،  لاسيما أنهم شاركوا في الاجتماع الأخير، بما فيهم ممثلون لحركات دارفور والحركة الشعبية، وقضية الهيكلة لم تكن جديدة ، فهي مطروحة منذ وقت مبكر، وفي هذا الاجتماع وصلوا إلى اتفاق توفيقي ،بتكوين مجلس تنسيقي من الجبهات الأربع ،فيه “الصادق المهدي” و”أمين مكي مدني” و”جبريل” و”الحلو”.
* وماذا يعمل مجلس التنسيق في ظل وجود الخلافات التي أدت إلى الانقسام؟
–    مجلس التنسيق سيتولى عمل نداء السودان في المرحلة المقبلة،  بما فيه قبول العضوية الجديدة، وتوسيع قاعدته وإعادة هيكلته، حيث تم إسناد مهمة عمل اللائحة لدكتور “أمين مكي مدني”.. وتم الاتفاق من جميع الجبهات على الحضور لاجتماع “أديس أبابا”،  الذي دعا له الاتحاد الأفريقي بموجب القرار 539، وكما جاء في البيان، وأنا أعتقد خطوة اتفاقهم على تكوين مجلس تنسيقي حتى يكونوا كتلة واحدة في مواجهة الحكومة ، سيسهل عملية الحوار. 
* ولكن هل يقبل الاتحاد الأفريقي التعامل مع الجسم الجديد؟
–    التشكيل سيجد القبول عند الاتحادين  الأفريقي والأوروبي و(الترويكا) والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، لأنهم يريدون جسماً موحداً، وافتكر أن كل هذه الجهات ساعدت في الوصول إلى هذا الاتفاق.
*    ولكن هنالك حديثاً عن تكوين جسم يميني داخل (نداء السودان)؟
–    الحديث عن الخلافات في (الجبهة الثورية)، وأن هنالك تكتلات جديدة ظهرت متمثلة في “الصادق المهدي” مع حركات دارفور و(قوت)، هذا تيار يميني وتيار آخر بقيادة “عرمان” والحركة الشعبية والشيوعيين واليسار، هؤلاء أيضا معسكر، أنا أعتقد أن تلك محض تحليلات وتخمينات لم تتأكد على أرض الواقع حتى الآن، ولكننا نأخذ الجانب المشرق ،وهو وجود جبهة واحدة اسمها (نداء السودان)، وأي تنظيمات تريد الانضمام لنداء السودان، الفرصة موجودة، ويمكنهم الانضمام بشروطهم، لأن الانقسام ليس من مصلحة “الصادق” ،ولا من مصلحة حركات دارفور.
* ما هو مستقبل الملتقى التحضيري الذي يجمع مكونات نداء السودان والحركات الدارفورية مع الحكومة؟
–    أعتقد أن ذلك أسلم للحكومة.. الحركات لو دخلت بملف نداء السودان، الذي جمعهم كلهم طبعاً هنالك أحزاب أخرى مثل حركة (الإصلاح الآن) برئاسة دكتور “غازي صلاح الدين”، الذي وقع نيابة عن 7+7 ، وأمبيكي كان يصر عليه، وأنا افتكر أن مشاركته ضرورية أن يأتي وتأتي كل الجبهات الممثلة في نداء السودان.
{ حال اتفاق الحكومة مع قوى نداء السودان ، ماذا يحدث للحوار الذي يدور بـ(قاعة الصداقة) حالياً؟
–    أنا افتكر الحوار الموجود في الخرطوم هو مجرد تجمع مجموعات ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات خيرية.. لكن أعتقد الحوار سيبدأ مع المجموعات هناك ، باعتبار أن الغرض من الحوار هو إيقاف الحرب وإحلال السلام، وما تريده الحكومة والمجتمع الدولي هو إيقاف الحرب وإحلال السلام، وأي حوار لا يشمل الحركات المسلحة في دارفور والمنطقتين لا يؤدي إلى حل.. أنا أعتقد أنه إذا تم الملتقى التحضيري في “أديس أبابا”، فيجب أن يتوقف حوار الداخل ، الذي بدأ يناقش أشياء لا علاقة لها بالحوار.
{ ما هي الأشياء التي لا علاقة لها بالحوار ومنحت فرصة للنقاش؟
–    مسألة الهوية ،الآن مافي داعي لإثارتها لأن الهوية تحتاج إلى أكاديميين وليس سياسيين، لأن الهوية معقدة ومنذ فترة طويلة حتى الكشوفات الأثرية أثبتت أن في مرحلة سابقة (السودان دا أصلاً كان أرض الزنوج ،وبعدهم جاء الحاميون والساميون وإنسان سنجة، وحتى عهد كوش ، الحاميون جاءوا من المنطقة العربية واستقروا في شرق البلاد، وبعدهم جاءت المسيحية مكثت ألف سنة ، وبعدها دخل الإسلام، ولكن كثيراً من المثقفين ذهبوا في الاتجاه العربي ونسوا أن السودان آخر دولة في المنطقة العربية دخلها الإسلام، وبعض الدول العربية رفضت ترشيح “محمد أحمد المحجوب” لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة بسبب عدم عروبته.
{ ولكن يجب أن لا ننسى أنه دولة أفريقية؟
–    المهدية استطاعت جمع كل القبائل وعشان كدا الدولة العثمانية استعانت بالقبائل في استعمارها للسودان، ولم ينل الاستقلال ،إلا بعد اتحاد كل الجبهات، والتوحيد الثاني كان في ثورة أكتوبر وأبريل بوحدة كل الكيانات ضد الرئيس الراحل “جعفر محمد نميري” سقط بوحدة النقابات ولا يمكن أن ينجح الحوار الحالي إلا بتوحد الكيانات السياسية.
* حالياً الحوار يشمل كافة مكونات المجتمع بما فيها الإدارة الأهلية؟
–    رجال الطرق الصوفية والإدارة الأهلية مشاركتهم في الحوار الوطني لا معنى لها. يعني عشان يناقشوا شنو في العلاقات السياسية والدولية؟  العمل السياسي للسياسيين ما في حاجة اسمها منظمات مجتمع مدني، والحاجة الغريبة  إنو ناس  الطرق الصوفية والإدارة الأهلية ما عندهم رؤية ولا أفق ولا أفكار سياسية، ولا يمكن أن يتحول زعيم حزب سياسي إلى شيخ طريقة صوفية ، أو زعيم إدارة أهلية، وبعدين ما ممكن كل خمسة أشخاص يكونوا منظمة ويقولوا دايرين يشاركوا في الحوار، ولا يمكن أن يناقشوا قضايا الحدود مع الدول مثلاً.
* على ذكر الحدود أين حزبكم من “حلايب” والمشاكل التي تعرض لها السودانيون بمصر؟
–    نحن ظللنا نتحدث عن العلاقات التاريخية بين “القاهرة” و”الخرطوم” وتأكيدها، والآن جاء الوقت الذي يقف فيه الناس في قضية “حلايب”، الرئيس أكد في أكثر من مرة أن “حلايب” سودانية، وجميعنا نعلم ذلك، ولكن يجب أن تكون هنالك اتفاقية واضحة. والمصريون يعرفون ذلك والسودان ضحى قبل ذلك بـ”حلفا” والآثار من أجل بناء السد العالي، نحن ليست لدينا مشكلة مع الشعب المصري، ولكن الأمر المؤسف الذي حدث بـ”القاهرة” شيء لا يقبله العقل.
* ولكن الخارجية والسفارة السودانية سارعتا بإصدار بيانات؟
–    أول مرة يصدر تصريح من القنصل العام بالسفارة السودانية يقول إن ما حدث كان معاملة فظة للغاية ضد السودانيين ،وأخذوا أموال المواطنين  وأدخلوهم المعتقلات، ولكن المفارقة أن وزارة الخارجية السودانية رغم ذلك تقول إن هذا لا يؤثر على العلاقات بين البلدين ، هذا ما لم أفهمه.. ونحن نرى الإعلام المصري كله يقوم ولا يقعد، بسبب مواطن مصري ضرب في “الأردن”.. والحكومات كلها تدافع عن أبنائها، وقبل ذلك قتل سودانيون في ميدان (مصطفى محمود) ، وسكتنا.
*  إذن ما هو الحل بوجهة نظرك؟
–    أنا أعتقد أنه لا يمكن أن نترك الأشياء هكذا مغطاة ، لذلك لابد من الجلوس، والمصريون يعتقدون أن قوة علاقتنا بالسعوديين في الفترة الأخيرة جاءت خصماً عليهم، ولكننا بصرف النظر عن كل علاقة ، نحن حريصون على علاقتنا بمصر وبالندية ، وتبادل المصالح بين البلدين، ولكن الإذلال عملية غير مقبولة وانتهاك حرمات وكرامة الإنسان، وما تم في “حلايب” والآن الإعلام المصري لا هم له سوى كتابة درجات الحرارة في “حلايب” و”شلاتين”، وذلك لتأكيد أنها مصرية ، وهذا لا يجوز.. أنا أعتقد أن الحكومتين يجب أن تجلسا لحل هذه المشاكل، وهنالك وسائل كثيرة للحل ، هذا إذا أردنا علاقات طيبة مع مصر، يجب أن نحفظ الحقوق لكل طرف وألا نترك أرضاً أو مواطناً في أي متر من السودان. 
* هنالك، أيضاً،  اعتداءات “الشفتة” الأثيوبية على الأراضي السودانية؟
–    هذه مأساة جديدة نحن لم نفرغ من “حلايب” بعد، لتظهر لنا مشكلةالأثيوبيين الآن.. لكن (الفشقة) لديها تاريخ طويل ،وكان الأحباش يعتدون عليها، ولكنها كانت محدودة والآن المسألة وصلت إلى مليون فدان، وهذه مساحة كبيرة.. في الماضي “محمد أحمد محجوب” أرسل مذكرة لوزير الخارجية الأثيوبي،  وأوقف هذه الهجمات وهنالك خطوط حدود معروفة.. هذه المسألة إذا استمرت بهذه الطريقة، فإن العلاقات ستسوء مع “إثيوبيا”.. فكل يوم هنالك اعتداءات مستمرة.. الحكومة الأثيوبية يجب أن تعرف أن السودان قادر على حل المشكلة.. ولكن لاعتبارات كثيرة ، الناس تبحث عن الحلول السلمية.
* بالنسبة للسدود الجديدة التي شرعت المملكة العربية السعودية في تمويلها رغم الاعتراض  عليها من قبل بعض المواطنين ؟
–    طبعاً مشكلة السدود كبيرة جداً والسودان وقع اتفاقيات مع “السعودية” لبناء (سد كجبار) و(دال) و(الشريك)، وهذه منطقة كبيرة وحسب الرواية الرسمية هذه السدود الثلاثة، لتوليد ما يقارب 1000 ميقاواط من الكهرباء للاستفادة منها في الإنتاج الزراعي، وهذا الإنتاج يعادل ما ينتجه (سد مروي)،  ويمكن زراعة أراضٍ في حدود 2 مليون فدان.
* إذن أين المشكلة إذا كانت السدود تنتج 1000 ميقاواط؟
–    أهالي المنطقة رفضوا إقامة السدود لأنه  سيتم تهجيرهم ،ويفقدون أراضيهم الزراعية، هذه المسألة خطيرة لأنه لا يمكن أن تذهب الحكومة وتوقع اتفاقية دون أن تعمل دراسة لهذه المشاريع وخاصة الدراسة الاجتماعية للسكان والتهجير والتعويض . ونحن وقعنا في مشاكل كثيرة مثل هذه.. من ناحية المبدأ بأن هذه السدود ذات جدوى اقتصادية ستوفر كهرباء وأراضٍ للزراعة ،هذا لا اختلاف حوله، ولكن الآن المشكلة مع الأهالي لابد من دراستها والجلوس معهم لتحديد منطقة التهجير وكيفية التعويض عن الأشجار والأراضي والمنازل،  والمفروض التعويض يتم قبل بداية المشاريع حتى لا يغادر المستثمرون بسبب المشاكل، ولنا سابقة مريرة مع مصنع ألبان بابنوسة، فشلت بسبب عدم الدراسة وحالياً يسحن الكركدي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية