رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

رقية أبوشوك
الغاز إلى أين ؟؟؟؟؟

اعتدنا على أن تكون عمليات صيانة المصفاة في (فبراير) من كل عام وليس (نوفمبر).. والتي كانت تستمر لمدة (45) يوماً… كان كل المواطنين يعرفون مواعيد الصيانة و(يعملون حسابهم) لتوفير الغاز وملء كل المتاح عندهم من أنابيب الغاز من مختلف الشركات.. وبالتالي حتى وإن كانت هنالك أزمة أو شح في الغاز أو زادت فترة الصيانة عن الفترة المقررة المعروفة والبالغة كما أشرنا (45) يوماً.. فإن الأزمة لم تصل كما وصلته الآن.
وخلال هذا العام وعلى حسب متابعاتنا فإن الغاز أصبحت أزمته تتجدد خلال الشهر والآخر.. بمعنى تكون هنالك وفرة ثم شح ثم انعدام حتى يصل سعر الأنبوبة بالأسود أو الموازي أكثر من (80) جنيهاً.. الأمر الذي يؤكد أن الغاز موجود وإلا لِمَ بيع بالأسود بهذا السعر الخرافي …
فهل يا ترى يتم تخزينه هو الآخر ليخرج متبختراً أوقات الأزمة ويباع بهذه الأسعار؟؟؟.. وقد تتمقلب وتشتري الأنبوبة بالسوق الأسود بسعر (80) جنيهاً وتأتي المنزل وأنت آخر سعادة لأنك تحصلت على الغاز ولكنها ما هي إلا أيام معدودات عندما تتفاجأ بأن الأنبوبة (خلصت) بالرغم من عدم  انتهاء الفترة القانونية لها.. وتسأل نفسك (يا ربي الحاصل شنو؟؟) … وتتذكر فجأة أن الأنبوبة عندما اشتريتها بالغاز كانت خفيفة ولم تكن كما اعتدت.. و(الخفة) تأتي من باب أنها كانت مليئة للنصف فقط ولكن في لحظة فرح حصولك على الغاز لم تتوقف كثيراً في أنها نصف أو مليانة.. المهم اتحصلت على الغاز.
المواطن أصبح في حيرة من أمره.. هل يرجع للفحم مرة أخرى؟؟؟ والذي هو الآن تضاعف سعره مع أزمة الغاز كما أنه غير عملي وقد تجاوزته الكثير من الأسر بعد أن اتضح أنه غير اقتصادي وقد يكلفك الكثير من الوقت والجهد والمال.. كما تجاوزته في إطار الظروف الاقتصادية المعروفة والتي أكدت أن الغاز أقل كلفة من الفحم.. كما أن المواطنين وقفوا مع الجهات التي كانت تنادي بعدم قطع الأشجار والمحافظة على الغطاء النباتي والبيئة وحينها كانت الهيئة القومية للغابات قد قامت بتوزيع بتوجازات وأنابيب غاز.
بعد هذا كان من المفترض أن نتوقع الإقبال الكبير على الغاز والذي سيؤدي إلى زيادة نسبة الاستهلاك والطلب على الغاز.. فزيادة الإقبال والطلب على الغاز يستوجب زيادة المستورد أو المنتج منه وذلك حتى نتلافى مثل هذه الأزمات وبالتالي نقابل زيادة الطلب بزيادة العرض.
الآن المواطنون ما زالوا يعانون بالرغم من البشريات التي أطلقتها وزارة النفط عندما أعلنت انتهاء فترة الصيانة والتي وصفتها بالأكبر منذ (15) عاماً.
كنا نتوقع أن يتم الإعلان عن الصيانة حتى (نعمل حسابنا) كما قلت.. لأن المواطن شغال (رزق اليوم باليوم).. ولكن عندما يتم تنبيه فإنه يضطر إلى إحلال وإبدال.. بمعنى يتم تحويل ميزانية بنود أخرى غير مهمة إلى بند الغاز وتوفيره للأسرة.. يقوم مثلاً بملء جميع الأنابيب واستبدال أنبوبة بأخرى مع دفع فارق السعر.. الآن اضطر بعض المواطنين إلى تحويل أنابيبهم إلى غاز النيل باعتباره متوفراً ودفعوا أكثر من 400 جنيه مقابل البدل.
 فالسؤال الذي يفرض نفسه متى ستحل الأزمة التي أصبحت متجددة ؟؟؟
فهل الصيانة وراء الأسباب أم أن هنالك موضوعاً آخر مرتبط بالاستيراد والتحويلات المالية والتجارة العالمية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية