بكل الوضوح
(الحوت) مازال نجم الموسم!!
عامر باشاب
يظل (الحوت) أسطورة غنائية وظاهرة إبداعية تدعو للدهشة والتأمل وتستحق الدراسة لكي تقف الأجيال القادمة على سره وسحره، كيف تحقق له هذا النجاح والانتشار والجماهيرية، وكيف راجت أعماله الغنائية المتفردة عن طريق حنجرته المختلفة التي حملت على عاتقها هم جذب الشباب ولفت انتباههم إلى الأغاني التطريبية الأصيلة.
{ حينما ظهر (الحوت) في بداية حياته الفنية قدم نفسه بتميز فني ووعي ثقافي، وباندفاع تدفقه الإبداعي أكد أنه سيكون فلتة زمانه، وكان صوته يمثل ولادة صوت يحمل طموحات ومشاعر الشباب السوداني جاء بمفردات راقية معبرة، وألحان مليئة بالشجن، وامتلك بصمة صوت خاصة وقدم نمطاً جديداً في الأداء الغنائي.
{ الظهور السريع والقوي للنجم “محمود” أكد أن لكل عصر رموزه، و”محمود” مثل رمز هذا العصر في الإبداع الغنائي.
وبعد رحيله أكد أنه أيضاً من نجوم الفترة المقبلة في الساحة الفنية، نظراً لقدرته التطريبية وتمكنه من الغناء بطبقات صوتية مختلفة لم يقوَ عليها أحد بعده.
{ إمكانات (الحوت) الكبيرة نبهت إليه الكثير من الموسيقيين وشعراء الأغنية والملحنين والنقاد الذين استطاعوا أن يشاركوه إنجازاته، ولعل في مقدمتهم يأتي الدكتور الموسيقار “يوسف حسن الصديق” والملحن البارع “يوسف القديل”، والشاعر الراحل “عوض جبريل” والناقد الفني “عبد الباقي خالد عبيد” (أول من بشر بنجومية (الحوت) وإطلالته بقوة في صفحته “دنيا الفن”).
{ إذ كان “محمود عبد العزيز” عند ظهوره في مسرح الغناء قلب موازين وحسابات الساحة الفنية، مثيراً ثورة من الجدل بعد أن استطاع وفي فترة وجيزة أن يلفت الأسماع ويتقدم الصفوف، وينجح في تحقيق أرقام قياسية في توزيع ألبوماته التي كانت تنفد من الأسواق في يوم وليلة عقب طرحها، فإنه بعد رحيله أحدث ثورة جماهيرية فريدة من نوعها لا مثيل لها في العالم (ثورة الحواتة) التي مازالت تؤكد على (عبقرية فنان وعظمة جمهور).
{ وضوح أخير
الحوت بـ(صوته) حياً وميتاً استطاع أن يكسب حب وولاء السواد الأعظم من الشعب السوداني شيباً وشباباً.
{ اسم “محمود عبد العزيز” خلد كأحد اللافتات الإبداعية من نجوم الطرب الذين أبقوا للأغنية السودانية أصالتها بهذا التمكن الكبير في الأداء الصوتي.
{ التاريخ خلد اسم (الحوت) كأحد العباقرة الذين استطاعوا أن يحققوا ثورة إبداعية جماهيرية بصدقه الإنساني وبالأعمال الصادقة التي استطاع عبرها أن يعيش في ضمائر الناس.
{ أخيراً نقول مازال (الحوت) نجم الموسم، بل سيظل نجماً لكل المواسم المقبلة، ورغم الغياب سيظل مطرب الشباب الأول لكل العصور، فلم ولن يظهر من ينافسه على النجومية، ولذلك لا تتعبوا أنفسكم في البحث عن نجم الموسم.
الحوت الأنموذج الحي للحن الخالد والصوت الذي لا يموت، سيظل باقياً يحمل لواء ريادة الأغنية الشبابية وريادة المحبة الجماهيرية الصادقة.