شهادتي لله

نصائح للمرشدات .. والعروسات من غرفة المتابعة !

 1
ينتابني إحساس بالشفقة تجاه بعض الكاتبات في الصحف والمعلقات في الإذاعات والفضائيات السودانية والعربية اللائي يصعدن بكل جرأة منابر التوعية والإرشاد الاجتماعي، ويطلقن لألسنتهن وأقلامهن العنان بإسداء النصائح للنساء والرجال على حد سواء، حول كيفية إدارة حياتهم بطرق مثالية !
(باب النجار مخلع)، وإلا فالأولى أن تستفيد المتبرعة بالنصائح للغاشي والماشي من عباد الله المساكين الما عارفين، من تجاربها الشخصية وتشرع في إصلاح حياتها الخاصة، بعد أن تتكاثر عليها (الطلاقات) واحدة وثانية وثالثة .
أسوأ مشهد أن يصعد المنابر، وعلى رأسها منابر المساجد، الدجالون والكذابون وآكلو أموال الناس بالباطل.
وأسوأ مظهر أن تتحدث إحداهن عن الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة وتدعونا إلى ضرورة الالتزام بعاداتنا الطيبة وتقاليدنا الحميدة، بينما تمشي هي بين الناس متبرجة، بملابس لا تليق بداعية أو مرشدة اجتماعية حتى لو كانت في دولة “السويد” ! 
الأفضل صحياً والأسلم نفسياً أن يعيش كل شخص في الدنيا حياته ويمارس مهنته كما يكون داخله .. لا كما يريد خارجه .
2
تكاثرت بصورة مزعجة خلال السنوات الأخيرة  حالات (الطلاق) في السودان. ربما كان التعجل في اتخاذ قرار الارتباط سبباً أساسياً من بين أسباب اقتصادية واجتماعية عديدة .
لم يعد للحب العذري بتعريفه ومعناه القديم وجود في الحياة العصرية، إلا قليلاً.
كل المفردات أصبحت (مادية) .. الأرقام هي سيدة الموقف، والحسابات هي الحاكمة .. وانتهى زمن (الكبار).
في بعض الأحيان، قد تتزوج الفتاة أول أو آخر متقدم، فقط لكي تلحق بالقطار!
ولا تدري أنها قد تروح ضحية .. تحت عجلات القطار.
(العنوسة) للنساء و(العزوبية) للرجال قد تكون في أحيان كثيرة أفضل من حياة زوجية محرقة .
الزواج ليس عقداً وحفلاً وفناناً .. الزواج ليس (دبلة) و(حنة) و(جرتق)، بل مسؤولية عظيمة يتقاسمها طرفان مسؤولان، ينقطعان عن كل العالم حين يتفرغان للمسؤولية .
والمرأة عندما تتزوج، لا تتزوج لتثبت شخصيتها وحقوقها، فالسيدة “خديجة” والسيدة “عائشة” وأمهات المؤمنين عليهن الرضوان، لم يقلن يوماً لسيدنا “محمد” القدوة .. عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (أنا  أتزوجك .. إذن أنا موجودة). لم تقل واحدة: (أنا ما بلغي ليك شخصيتي) كما تقول بنات الزمن دا .
ولأنها تدخل صالة الفرح بعد لقطات (الآوت دور)، لتخرج إلى ساحة معركة بعنوان: (الحفاظ على حاجاتي)، فإنها غالباً ما تخرج من مولد الزواج بلا حمص .. لا حاجاتها بتنفعها .. ولا حاجتو !!
ولكي تحافظ الواحدة على بيتها .. لا على (حاجاتها) عليها أن تبحث عن حاجات الطرف الآخر قبل حاجاتها، وعلى الطرف الآخر أن ينظر في حاجاتها إن كانت ذات صلة وثيقة بالحياة الزوجية وتنميتها وتطويرها .
وإلا فإن العروس (الفرحانة بالمكياج عند فلانة، والآوت دور في “كورنثيا”) ستعود عاجلاً أم آجلاً لـ(حاجاتها).. مطلقة .. هناك في بيت أبيها وأمها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية