بكل الوضوح
تقليعة تكريم المبدعين والمدعين !!
عامر باشاب
{ في الآونة الأخيرة انتشرت بعض مؤسسات الفجأة وصارت تقدم نفسها للناس عبر أسلوب الدعاية الرخيصة وتقليعة (تكريم المبدعين والمدعين).
{ بالأمس الأول قادني الفضول الصحفي إلي الذهاب إلى منتدى الخرطوم العائلي بعد أن نما إلي علمي بأن بعض المؤسسات الإعلامية أعلنت عن تكريم عدد من نجوم المجتمع في مقدمتهم الطبيب الشهير (رتشارد) اختصاصي العظام، والشاعر “أزهري محمد علي” مدير قناة قون الفضائية وصاحب الكلام الساخن الأستاذ “مبارك البلال” مدير عام صحيفة (الدار) الواسعة الانتشار، والإعلامي المتميز “حسن فضل المولى” مدير قناة النيل الأزرق والملحن الفنان “أحمد المك”والشاعر والإعلامي “خالد الوزير” وآخرون لا أدري لماذا تم زج أسمائهم مع الأسماء سابقة الذكر لأنهم مازالوا في بداياتهم العملية ومن بينهم المذيعة الناشئة “شهد المهندس” وخبيرة تجميل من جيلها وحقيقة الأسماء التي حرصت على ذكرها في الأول هي التي زادت اندفاعي لحضور هذه الأمسية التي كنت أظنها ليلة وفاء حقيقة.
ولكن للأسف تفاجأنا بأمسية هزلية غارقة في العشوائية والعبط حقيقة أمسية لا تليق بمقام (رتشاد وأزهري والجرنال ومبارك البلال وود المك وابن الوزير).
{ حقيقة تفاجأنا بمنظمة أول مرة نسمع عنها تدعى منظمة (ابرايزا الثقافية الخيرية العالمية) كما تفاجأنا بمن يديرونها شخصيات لم نرهم قبل ذلك ولم نسمع عنهم في الأوساط الثقافية، ولم تلتصق بهم حتى عبارة ناشط ثقافي التي صارت تعطى لكل من هب ودب.
{ وقبل أن نتوهط في مقاعدنا تفاجأنا بتوزيع (مطبقات) ترويجية لشركة تحمل نفس اسم المنظمة شركة (ابرايزا العالمية للأعشاب والتجميل) تروج لأعشاب غريبة، مثل تلك التي كثر الترويج لها في الفضائيات الإعلانية (العشبة الواحدة منها عبارة عن صيدلية) وإن صدقت إعلاناتهم فإنها تعالج كل شيء.
{ المهم نعود لموضوعنا وأنا أتابع في تلك المسرحية الهزلية أقصد الأمسية جالت بخاطري العبارة الشهيرة التي أطلقها أديبنا الراحل “الطيب صالح” (من أين أتى هؤلاء) وظل صداها يتردد بداخلي.
{ حقاً من أين أتى هؤلاء.. كل يوم تظهر على السطح شخصيات ومنظمات غريبة تسعى للظهور على أكتاف نجومية المبدعين بحجة تكريمهم، وفي الحقيقة هذه المنظمات هي التي تكرم نفسها بوهج من تختار من نجوم تدعي تكريمهم، والأكثر غرابة هناك بعض هذه المنظمات تخصصت في اختيار المبتدئين في جميع المجالات وتعطيهم صفة النجومية التي لا يستحقونها.
{ من الأشياء الغريبة التي تفاجأنا بها في تلك الأمسية المضروبة شاب قدموه كمطرب لا علاقة له بالطرب ملقب بالعمدة.
{ أيضاً استغربنا لتصرف المذيعة التي تدعى “شهد المهندس” بإصرارها على إجلاس أسرتها في المقاعد الأمامية، رغم اختيارهم الجلوس مع رواد المنتدى.
{ أخيراً أقولها وبالصوت العالي انتبهوا أيها المبدعون من الوقوع في مصيدة تلك المؤسسات الغريبة التي تبحث عن الظهور بين أضواء ووهج النجوم.
{ أحد نجوم الدراما الكبار قال لي إنه مازال نادماً على استجابته لدعوة إحدى المنظمات التي استخفت به، حينما صعدت به في إحدى المسارح معلنة عن تكريمه بكرتونة (إندومي).