أخبار

مسألة مستعجلة

الغاز أزمة لم تنتهِ إلا عن أفواه المسؤولين!!
نجل الدين ادم
قبل ثلاثة أيام أو يزيد أعلنت وزارة النفط والغاز عدم وجود أزمة في الغاز وأن كميات منه وصلت إلى ميناء بور تسودان، وأن سعر الاسطوانة زنة 20 كيلو بـ(25) جنيهاً لا غير!، صحف الأمس نقلت إلينا على لسان لجنة الطاقة بالمجلس الوطني بوصفها جهة رقابية، عن وجود احتياطي من السلعة وأنه ليس هناك من أزمة البتة، وأن ما يحدث لا يعدو أن يكون دساً للغاز من قبل جهات لم تسمها كالعادة طبعاً، واستشهدت رئيسة اللجنة وهي تحدث الصحافيين بالأرقام وأن كل الولايات أخذت حصتها وأن هناك احتياطياً في بور تسودان. كلام زين نقلته صحفنا من واجب تبشير الناس بالوقائع من مصادرها، لكن ما هي الحقائق على أرض الواقع ؟!.
أزمة الغاز لم تنتهِ إلا عند أفواه المسؤولين، بالأمس القريب ظلت معظم محلات وكلاء التوزيع بلا غاز وفي حالة انتظار، إلا من بضع أنابيب ولشركة واحدة، وفي مستودع الشجرة الرئيسي صفوف بالكوم، ولم يستطع طالب ملء أسطوانة واحدة من الحصول على الخدمة!.
أما فيما يتعلق بسعر الاسطوانة فقد بات أمر سعرها ليس بهاجس لدى المواطن لأنهم يفكرون في توفير السلعة، والسعر الرسمي الذي تتحدث عنه الوزارة لم يعد إلا رقماً في سجلاتها!.
 سعر أنوبة الغاز أم (25) جنيهاً رغم البشريات بوصول الغاز كما يقال، بـ(40) جنيهاً عداً نقداً.
 الأمر الثاني تعجبت لحديث رئيسة لجنة الطاقة بالبرلمان عن دس الغاز من قبل جهات غير معلومات، وددت لو أنها احتفظت بهذه المعلومة لأن العذر هنا أقبح من الذنب!، طيب إذا كانت في جهة تريد أن تشوش على المستهلك والحكومة بهذا الاسلوب لأي سبب، أليس من أوجب واجبات هذه اللجنة البرلمانية الرقابية أن تتقصى الحقائق وتصل إلى هذه الجهات؟ أو أن تستفسر الوزارة وتطلب حسم هذا الأمر. أمر عجيب مسؤولين يجيدون الحديث على الهواء الطلق دون أن يقفوا على تفاصيل ما قالوا به على أرض الواقع.
 أدعو لجنة الطاقة بالبرلمان ويفترض أن تسبقها وزارة النفط في عمل جولة تنكرية على مراكز توزيع الغاز وسوف يجدوا العجب العجاب، وأن ما يقولون به هو مجرد معلومات من المصدر أي نعم، لكنها غير موجودة على أرض الواقع.
أمر التخزين والدس واللعب بسلعة أساسية يستخدمها المواطن لهو جرم كبير يستحق أقصى أنواع العقوبات حتى نضع حداً لذلك.
الوزارة بحاجة لآلية ميدانية تساعدها في استقراء الواقع بدلاً من الاعتماد على التقارير الطائرة التي تحدث المسؤولين ولكنها لا تحدث المواطن بغرضوا وهو الحصول على أنوبة غاز دون عناء أو جهد.
أتمنى أن يكون اليوم هو آخر عهد بما قلت به من أزمة، وأن تصبح معاناة الأيام السابقة حديثاً من الماضي والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية