الفجوة الغذائية.. أرقام تدحض تطمينات المسؤولين
رغم إصرار وزارة الزراعة على النفي
الخرطوم – نجدة بشارة
يبدو أن البلاد بصدد الدخول في أزمة جديدة على أزماتها، وذلك ما كشفتها الأرقام المقرونة بالوقائع، ولتدحض معها تطمينات المسؤولين القاطعة بعدم وجود فجوة غذائية أو نقص في الإنتاجية بالبلاد.
إلا أن برلمانيين سرعان ما شككوا في الإحصاءات والتقارير التي أوردتها وزارة الزراعة (بأن ما أنتج هذا العام يزيد عن الحاجة).
وتحت القبة كانت المواجهة التي تداعى على إثرها وزراء اتحاديون يقرون تباعاً بوجود فجوة غذائية وصفوها بالموقف الحرج.
فكان أن تحدث وزير الزراعة البروفيسور “إبراهيم آدم الدخيري” رغم خطابه السياسي الذي يبث فيه التطمينات، بأن الإنتاج متدني وأن هنالك ثلاث مناطق تحتاج للتدخل وتثبيت الأسعار.
فيما أعلن رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان المهندس “عبد الله مسار” عن مطالب سيدفع بها للوزراء المختصين لإيقاف صادرات الحبوب إلى خارج البلاد، معللاً ذلك بأن الإنتاج هذا العام والبالغ (5,1) ملايين طن للذرة، أقل من إنتاج العام الماضي بواقع مليون طن، والداعي للتوجه بها للاستهلاك بالداخل وإيقاف تصديرها فوراً.
في الأثناء حذر عدد من الخبراء الاقتصاديين من فجوة غذائية محتملة ما لم تدخل الحكومة بدعم مخزونها الإستراتيجي، ووضع حاجة البلاد المستقبلية في الغذاء في الحسبان، مرجعة ذلك إلى ضعف هطول الأمطار هذا العام بنسبة أقل من المعدل، بالإضافة إلى العطش الذي قضى على (25%) من جملة الإنتاج لمشروع الجزيرة. وكشف نائب رئيس اتحاد مزارعي القضارف “حسن زروق” لـ(المجهر) أن أغلب مناطق القضارف خرجت من الإنتاج بخروج خمسة ملايين فدان من جملة ثمانية مليون فدان، وأكد أن الثلاثة ملايين فدان لم تنتج سوى (50%) من جملة المساحات المزروعة.
وأكد أن الإنتاج لم يتجاوز (20%) للذرة مقارنة بالأعوام السابقة و(5%) للسمسم ورسم “زروق” صورة قاتمة عن أوضاع المزارعين بالقضارف، وقال إنهم مهددون بالمرعى.
وقال إن المزارعين اتجهوا إلى بيع ماشيتهم بالكسر لعدم توفر المراعي وأن سعر الخراف أصبحت بواقع (500) إلى (600) جنيه. وقال إن القضارف ترفد الصادر بحوالي (3) ملايين رأس سنوياً من الماشية، وأن ذلك سيؤثر على الصادر مستقبلاً.
وأكد “زروق” أن المخزون الإستراتيجي أغرق السوق بالمخزون من العام السابق مما أدى إلى خسائر فادحة للمنتجين هذا العام.
إلى ذلك أشار النائب البرلماني “أحمد موسى سعيد” إلى أن البلاد ستواجه فجوة غذائية، مبيناً أن أرقام وزارة الزراعة لا تعبر عن الواقع ولا تمثل الحقيقة.
وكان وزراء الزراعة بالولايات قد أكدوا سابقاً نجاح الموسم الزراعي ونفوا وجود أي فجوة غذائية. وقال وزير الزراعة بولاية الجزيرة “أحمد سليمان”، إن الموسم الصيفي على الرغم من شح الأمطار إلا أن الإنتاج سيحقق وفرة.
فيما كشفت جهات مختصة عن تراجع المساحات المزروعة في الدورة الصيفية والتي بلغت حوالي (10) ملايين فدان، زرع منها (400) ألف فدان ذرة و(200) فول سوداني و(10) آلاف خضروات وسمسم.
من جانبه يرى “عبد الحميد آدم مختار” الخبير الزراعي أن الإنتاجية هذا العام ضعيفة، وأن هنالك ولايات خرجت من الإنتاج مثل القضارف وجزء من سنار وجزء من دارفور.
وتوقع حدوث فجوة حال لم تحرك الدولة ساكناً أو تعمل على توفير مخزون إستراتيجي على الموجود في العام السابق.
من جانبه توقع المزارع “حسبوا إبراهيم محمد” مشروع الجزيرة لـ(المجهر) حدوث فجوة غذائية نسبة لتدني الإنتاجية بصورة كبيرة هذا العام.
وقال إن الموسم جاء هذا العام مخيباً للآمال وأن الفدان لم ينتج أكثر من (3) جوالات على أكثر تقديرات خلاف ما تحدث عنه وزير الزراعة، بأن الإنتاجية فاقت الـ(10) جوالات للفدان من الذرة. وأكد أن المزارعين اضطروا إلى بيع الذرة قبل نضجه كأعلاف نسبة للعطش.
ويرى أن وزارة الزراعة تتحدث بالخطابات السياسية ولا علاقة لها بالواقع،
خاصة وأن أكبر ولاية منتجة للذرة القضارف خرجت من الإنتاج هذا العام.