دولة بلا نشيد !!
1
لقاء وزير الخارجية المصري “سامح شكري” مع سفير السودان في “القاهرة” “عبد المحمود عبد الحليم” أمس الأول، أنهى حالة التوتر المصنوع الذي شاركت في تسخينه بعض أجهزة صحافة وإعلام البلدين، بعاطفية جهولة أو ترصد سالب ومعيب.
أكد الوزير أن أبناء السودان في مصر يقيمون في وطنهم الثاني، وأنه لا استهداف للسودانيين في “القاهرة”، وطلب من السفارة مده بأي معلومات قد تفيد التحقيقات في شكاوى الاعتداءات على مواطنين سودانيين على أرض الدولة المصرية .
هدأت النفوس الآن بتأكيدات الخارجية المصرية على مكانة السودانيين المقدرة والمحترمة بين بقية الجاليات المقيمة في بلد الفراعنة .
نعم .. حدثت مشاكل طالت بعض الأفراد، والمطلوب التحقيق ورد الحقوق للأبرياء المظاليم الذين راحوا ضحايا (الاشتباه).
ولكن لا ينبغي التعميم وإطلاق الأحكام الملتبسة، وتعميمها بصورة شائهة عن استهداف أي سوداني وصل أو أقام في مصر!
2
عندما أتذكر كم وكيف الأغاني والأناشيد الوطنية والتعبوية التي تمجد وتحكي عن (ثورة مايو) والرئيس (أب عاج) المشير الراحل “جعفر محمد نميري” خلال سنوات الحكم التي امتدت لـ(16) عاماً، تشعر بالفارق الكبير بين إعلام وثقافة (الإنقاذ) ومهرجانات ثقافة (مايو) الثابتة والمتحركة.
( يا مايو حبيب ذي أمي وأبوي .. ذي أختي وأخوي .. خليتنا نهز .. بالعزة نهز .. كل حياتنا..).
(أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق .. يا نشيداً في دمي يجري ويحيا في عروقي…) أو كما غناها قبل عقود (الثنائي الوطني) “يوسف السماني” و”محمد حميدة”.
أو كما غنى الرائع “أبو عبيدة حسن”: (الشعب يبني .. والأمة تبنيها شعوبها .. أياد عمل .. والرقم وصل مليون طوبة).
ثم كان تمجيد اتفاقية “أديس أبابا” .. مارس 1972 بصوت القامة “صلاح مصطفى”: (تلاتة مارس عيد لوحدة السودان .. أنا وأخوي “ملوال” .. “نميري” قال كلام .. مافي جنوب بدون شمال ومافي شمال بدون جنوب .. كلنا إخوان).. كان ذلك قبل أن يظهر في حياتنا (الانفصاليون الموتورون) شمالاً.. وجنوباً ليمزقوا وحدة السودان ويقسموه دولتين .
وكم هي فقيرة هذه (الإنقاذ) رغم الأعداد الهائلة من وزراء ووزراء الدولة بوزارات الثقافة والإعلام من الخرطوم المركز إلى الولايات الـ(18)!!
غاب الوطن عن غناء أجيال زمن (أبرمها .. أبرمها) و(حرامي القلوب تلب) و(أضربني بمسدسك وأملاني رصاص) .. و(لو قايلة ريدتنا ذي مهند ونور .. تبقي عيانة وعاوزة ليك دكتور).
غاب النشيد الوطني .. وغاب الهم الوطني .. واختلط الحابل بالنابل .
{سبت أخضر.