رأي

عز الكلام

أم وضاح
سياسة هبلة وأدوها طبلة!!
البديهي والطبيعي والمنطقي أن سنوات الحكم الطوال لأهل الإنقاذ والتي بلغت ما يزيد عن الربع قرن بالتمام والكمال، البديهي والطبيعي والمنطقي أن تكون أكسبتهم ما يكفي من معرفة ودراية بدروب السياسة ودهاليزها، حتى لو أنهم جاءوا لحكمنا من كنبة فصول محو الأمية السياسية. والفترة الماضية كافية لمنحهم ما يكفي من مناعة تجعلهم في منأى ومأمن من مقالب ومكر صناع القرار في أمريكا وتحالفاتها أو حتى دول الجوار من أشقاء وأصدقاء، لكن واقع الحال يقول إنو ناسنا ديل لم تعلمهم التجربة ولم يستفيدوا من الدروس بدلالة أنهم لا زالوا (يتكبكبوا) في أمريكا ويعطوها أكثر مما تستحق، لذلك اتفرعنت وانتفشت وهي تظن أنها ربنا الأعلى.
ودعوني أسأل حكومتنا الموقرة والممسكين فيها بالملفات الخارجية المهمة، دعوني أسألهم سؤالاً صحيحاً إجابته معروفة، لكن نفسي أسمعه منهم شخصياً.. أمريكا دي لينا خمسة وعشرين سنة وهي تعلن الحصار على السودان عسكرياً.. واقتصادياً وتضعنا وفق مزاجها، مرة في قائمة الإرهاب ومرة في قائمة الكباب. وموقفة حالنا، ورغم ذلك تسير بنا الأقدار كما تشاء إرادة السماء، ولم يصبنا ما كانت تريده أمريكا بجبروتها ومكرها من سوء.. ونحمد الله على كل حال.
طيب وبعد الخمسة وعشرين سنة دي أمريكا ممكن تعمل فينا شنو؟ وما اتعمل؟؟ أقول ليكم السؤال بشكل ثاني، إذا كانت أمريكا بكل ما فعلته من سوء نية وما فعلناه لها بحسن نية، لازالت مصرة على موقفها، دايرين بيها شنو!! وأمريكا التي تتهمنا بالإرهاب وعدم الأمان،(يبرطع) رعاياها كما يشاءون في الخرطوم. لا خلو طرق صوفية، لا خلو مشاركة إفطار في رمضان، وسفارتهم تقف شامخة لم يتعرض لها أحد بسوء، ومدرستهم التي تحتل ما يقارب الهكتار في وسط الخرطوم، لم يتعرض فيها (شافع) لما يسيء إليه أو يهدد أمنه، وبعد ده كله، لا زالت أمريكا تنظر إلينا بذات المنظار، وتتفرعن وتتدلل، وناسنا يزدادون خوفاً وكبكبة، وليس هناك كبكبة أكثر مما وجده كم سيناتور، جاء للخرطوم في شأن خاص بهم، لتفتح الخرطوم الرسمية ذراعيها وهاك يا أحضان، لدرجة أنها أتاحت لهم فرصة دخول البرلمان، وكأنه مرفوع عنهم الحجاب، أو هم فوق البشر!!
والحادثة من قبل تكررت وشخوص مجرد شخوص لا قيمة لهم، في صناعة القرار الأمريكي، فقط لأنهم أمريكان تفتح لهم الأبواب، وتسهل لهم المقابلات ليذهبوا من حيث أتوا،  والحال يا هو ذات الحال.
أعتقد أن هذه الانبراشة، التي تمارسها الحكومة تجاه أمريكا، هو ما يجعلها تزيد في غيها وأفاعيلها، ودورها الواضح في انفصال الجنوب، وسعيها لتقسيم باقي السودان، ما عاد خافياً على أحد، فرجاء أحفظوا ماء وجوهنا وتذكروا  قوله تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا . متذكرنوا ولا نسيتو؟؟
{ كلمة عزيزة
اعتقد أن هناك بعض الحالات والمواقف الإنسانية يفترض أن لا يتوقف فيها من يملك القرار، ولو لبرهة دون أن يفعل فيها  شيئاً، وبالسرعة العاجلة. واحد من هذه المواقف هي حالة العم “آدم فضل المولى”، الرجل الثمانيني الذي رمت به الأقدار في سجن الهدى،  بعد أن دخل لعدم سداده شيكات مجملها حوالي (70) ألف، نتاج معاملات وحراك له في مجال بيع الأراضي، المهم أن الرجل (انكسر) كما حدث للكثيرين، ورمي في السجن إلى حين السداد، لكن في حالة عم “آدم” لا ينفع إلى حين السداد والرجل الثمانيني،  والذي قضى ثلاث سنوات في السجن أصيب فيها بالعمى ومرض يمنعه عن الحركة، لن يستطيع السداد، وبالتالي سيبقى حتى الممات. رسالتي للسيد أمين عام ديوان الزكاة،  أرجو أن تحل مشكلة هذا الرجل (الغارم) رحمة بسنه ومرضه، ولأمثال هؤلاء فرض الله الزكاة رحمة بالعباد، فهل تسمعني أخي الأمين العام.
{ كلمة أعز
والله تحيرني اللغة التي يتحدث بها “كمال عمر” المعارض جداً، والموالي للحكومة جداً جداً، الليلة، الرجل قال إن السودان وقبل قيام مؤتمر الحوار كان دولة بدون شهادة ميلاد،  يعني الرجل،  وبعبارة لا أدري إن كان يدرك معناها، مسح كل التاريخ النضالي والحراك السياسي، ما قبل الاستقلال وبعده بإستيكة! طيب يا عم “كمال” خلينا نعوم على عومك أها لو مؤتمر الحوار ده انفض دون الوصول لوفاق وطني نطلع للبلد شهادة تسنين واللا كيف؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية