الديوان

(المجهر) تكشف هوية من ألقى القبض على قاتل "خوجلي عثمان" وتحاوره..

 في ذكرى رحيله الـ(21):
وليد زاكي الدين: هذه هي تفاصيل القبض على قاتل “خوجلي”…
حوار – محمد إبراهيم
مرت بهدوء أمس ذكرى رحيل الفنان الكبير “خوجلي عثمان” الذي قتل يوم (الخميس) الموافق 10_11_1994م عن عمر يناهز الثلاثة وأربعين عاماً، نتيجة لتأثره بجراحه عندما قام أحد المجرمين بتسديد طعنة غدر له من خلفه بعد ما قام المرحوم بضيافته في (نادي الفنانين) بـ(أم درمان) قبل بداية الحفل الذي كان المرحوم مشاركاً فيه، ولفظ له كلمته الأخيرة بقوله: (أخ مالك ياخي)، وأصاب ذلك المجرم الفنان “عبد القادر سالم” في يده عندما أتى لإنقاذه، وبعد اكتمال الإجراءات القانونية ادعى ذلك المجرم، أنه يعاني من اضطرابات نفسية، وقامت المحكمة بإخلاء سبيله.
 لا تزال ذكرى رحيل “خوجلي عثمان” طعنة نجلاء في قلوب كثير من الفنانين، ولا يزال جرح رحيله أخضر رغم مرور أكثر من 20 عاماً على مقتله.
(المجهر) تكشف أسراراً لأول مرة عن مقتل “خوجلي”، بحوار مع الفنان “وليد زاكي الدين” الذي ألقى القبض مع أحد العازفين على قاتل الفنان “خوجلي عثمان”، ويكشف “وليد” لـ(المجهر) مطاردته للمجرم حتى ألقى القبض عليه وتسليمه للشرطة.
{ مرحباً بك وليد؟
–    أهلاً وسهلاً بـ(المجهر).
{ كيف كانت علاقتك بالفنان الراحل “خوجلي عثمان”؟
–    الفنان “خوجلي عثمان” كان وقتها مطرباً كبيراً، في وقت كنا نتلمس فيه بداياتنا الفنية، وكان دمث الأخلاق دائم الابتسامة ويتمتع بأخلاق عالية.
{ احك لنا ما حدث يوم مقتله؟
–    بعيد صلاة المغرب بدقائق كنت أجلس مع بعض الشباب خارج دار اتحاد الفنانين وكان الظلام يلف المكان، ووقتها بدأ الناس يتوافدون إلى الاتحاد.. ورأيت ساعتها “خوجلي” يدخل إلى دار الاتحاد وهو يرتدي (بدلة) جميلة جداً وكان في كامل أناقته… وبعد نصف ساعة سمعنا صوت جلبة وهرج ومرج.. وعندما دخلنا إلى دار الاتحاد وجدنا شخصاً يحمل سكيناً يشهرها في وجوه الناس حتى تمكن من القفز عبر حائط الاتحاد الشمالي (المكان الذي شيد فيه المسجد حالياً).
{ هل كان وقتها قتل “خوجلي”؟
–    نعم، سدد له طعنتين واحدة في ظهره والأخرى في بطنه.. وأصاب “عبد القادر سالم” في يده، ثم حاول بعد ذلك الهرب.
{ وأين كنت وقتها؟
–    كنت في الباب ومعي عازف (البييز) “محمد يحيى”، وعندما قفز القاتل من الحائط سارعنا لركوب سيارة “محمد يحيى” وطاردنا القاتل ولم نلحق به إلا في نهاية الميدان الذي يقع شمال اتحاد الفنانين… “محمد يحيى” (ثبَّت) القاتل على السور.
{ هل كان يحمل السكين وقتها؟
–    نعم كان يحمل السكين التي قتل بها “خوجلي عثمان”.. ولكن نزلنا من السيارة معي “محمد يحيى” واستطعنا حصاره وانتزاع السكين منه بمعاونة مجموعة من الفنانين والعازفين الذين كانوا يطاردون القاتل.
{ وهل توفي “خوجلي” في حينها؟
–    توفي في المستشفي الذي أُسعف إليه.
{ هل رأيت القاتل عند دخوله دار الاتحاد؟
–    لم ألحظ دخوله.. ولكنه كان يرتدي ملابس عادية مثل الآخرين وليس به ما يلفت.
{ كيف بدأ الجو النفسي في الاتحاد بعد هذه الحادثة؟
–    لأول مرة تحدث جريمة قتل ووقعها كان صعباً جداً عند الناس.. وفي ذلك الوقت كان الهوس الديني على أشده.. وخلقت تلك الواقعة نوعاً من خشية الفنانين على أرواحهم وكان من الممكن أن يتعرضوا لحوادث مشابهة.. لقد قتل فنان في داره ولذلك أمن الفنانون على أنفسهم في المسارح العامة وفي المناسبات الخاصة.
{ هل حدث ما تخوف منه الناس وقتها؟
–    تزامنت الحادثة مع كثير المضايقات التي تعرض لها الفنانون من عدة جهات.
{ هل من كلمة في ذكرى رحيل “خوجلي عثمان”؟
–    ربنا يتغمده بواسع رحمته، فقد توفي غدراً ولم يتوقع في لحظة أن يغدر به.. “خوجلي” سلم عليه وأكرمه وابتسم في وجهه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية