صالون الفضلي.. بوابة الشفاء من العلل!!
بقلم – عادل عبده
“صالون الفضلي” حاز على القلادة الذهبية في رسم الصورة الصادقة لتلاقح الأفكار وتقديس المحاججة من خلال المدرسة العصرية التي تقود لإحداث المعالجة الناجعة لقضايا السياسة والاقتصاد والثقافة وإشكاليات المجتمع الأخرى.
أحوال الحركة الاتحادية المتشابكة والمعقدة كانت على منضدة “صالون الفضلي” في المرحلة الأولى من التأسيس في ظل وجود سيناريو معد يؤطر الدخول على الهموم الوطنية المتمثلة في إرهاصات العاصفة الهوجاء التي تزحف للقضاء على الأخضر واليابس في بلادنا، وعيوننا تلتقط مشاهد اللوحة الداكنة التي ربما تقضي على الأمل والعشم.
في الصورة المقطعية سكب “صالون الفضلي” منهجاً جديداً في التحاور حول إشكاليات الاتحاديين بمختلف تياراتهم، حيث ارتكزت المداولات على النقد العميق والأفكار الموحية بأسلوب غير نمطي له مؤثرات نافذة تحترم العقل والمنطق، فالمنتدى يقف على باب الحكمة والاتزان والحياة، لا يريد أن يكون وصياً على الاتحاديين أو غيرهم، ولا يحبذ أن يقوم بدور الأب الروحي لجماهير حزب الوسط الكبير.
“صالون الفضلي” يحاول تقديم جراحة بيضاء على أوضاع الاتحاديين المزرية في مجال الوحدة الضائعة والمشاركة الهزيلة والرؤية التائهة والوجدان المقهور، من خلال جلبابه الناصح الوقور والمراقب الشفيف دون قسوة وتجريم وشطط، حتى يكون المنتدى بوابة الشفاء من العلل على صعيد الاتحاديين والفئات الأخرى.
في الأسبوع المنصرم نظَّم “صالون الفضلي” ندوة عن الحريات العامة والحقوق الأساسية، وقد كانت المداولات حيوية ومواكبة، حيث تعرض الأستاذ “عمر يحيى الفضلي” إلى مفاهيم الحرية في الأنماط المختلفة، بينما تناول الدكتور “أبو بكر حمد” أوضاع الحريات في دساتير بعض الدول، وقد تطرق إلى ملامسة القضية بمداولات الحوار الوطني الدائر الآن.. وقد وردت مداخلات قوية من “حيدر أبو عاقلة وعثمان إدريس وعمر عوض حسين وعادل عبده والدكتور عبد الرحيم عبد الله”، بينما أشرف على المنصة “محمد عمر عبد المجيد” و”عثمان محمد الحسن”.
كانت المداولات عن الحريات العامة والحقوق الأساسية شائقة وجاذبة، جرت في مناخ ملائم يلهب مشاعر التثقيف والتنوير، فكانت إشارات الحرية السالبة والموجبة والحرية والدين والحرية في عصر التنوير والحرية الفردية والحرية الجماعية، فضلاً عن الحقوق الأساسية في المواثيق العالمية والصيغ الإنسانية.
كان الأستاذ “عمر يحيى الفضلي” صاحب العُرس مبتجهاً وهو يرى كرنفاله يسري في الدواخل ويبقى طازجاً في الذاكرة، ليكون في خدمة المواطن العادي قبل أن يكون في خدمة صاحب الإيديولوجية الصارمة.
إن هدف ما يبتغيه “صالون الفضلي” هو الضرب على جبهات عديدة تهز المجتمع السوداني بأسلحة الفكر والمجادلة في سياق الوصول إلى موطن الخلل والعلل، فالآراء المعلبة وأجندة الكتلة الصماء توجد في تربة الشطط والانغلاق، فهي تضع العربة أمام الحصان وتعرقل جريان الجدول، ومن هذا المنطلق كان طبيعياً أن يجسد “صالون الفضلي” فلسفة التحرر من القيود والظلامية.
كانت صور المداولات والحوارات مختلفة على أعتاب النكهة العصرية والإبداع المتألق، فالإحساس بثقل الجسد والمسؤولية العميقة وهموم الوطن يضع الحادبين على الإصلاح والتطوير والتغيير في محطة الاستنفار والتصدي لأحوال البؤس والضياع.
من الكلمة النابعة والرؤية الثاقبة والمداخلة الذكية تنطلق الإيقاعات السحرية بضوء منتوج الخلاص من الواقع المؤلم، هكذا يكون الحراك الكثيف في “صالون الفضلي”.
نسمة الحرية مهما صغرت تدق في خلجات النفوس وتتوغل في العقل لتصنع أوضاعاً ملهمة من نسيح لا يعرف الوهن والضعف.. كم هي مدهشة وجميلة مداولات العبق الوطني المسؤول، لأنها قادرة على الإبداع الخصيب والمساهمة الفريدة.