عز الكلام
الرجوع للحق فضيلة!
!أم وضاح
بلدنا دي فيها حاجات عجيبة ومحيرة لَمّن غلط، أولها وأكثرها شيوعاً الإصرار على الوضع الخطأ حتى لو اكتشفنا أنه خطأ.. ورغم أن واحدة من قناعاتنا وأخلاقياتنا الإيمان بمبدأ أن الاعتراف بالذنب فضيلة، إلا أننا نظل نكابر ونداري ما وقعنا فيه من أخطاء، ونحاول أن نلبسها ثوب الصحيح حتى لو أجمعت كل عوامل التجربة والممارسة على أنها غير ذات جدوى!! واحد من هذه القرارات المهمة التي قلبت أسبوع السودانيين رأساً على عقب ، هو حكاية إجازة يوم (السبت) هذه التي بمرور أعوام على تطبيقها، تأكد أنها ليست ذات فائدة ولا مردود (ولا ليها لازمة)، والغريبة أنه رغم إجازة (السبت) ما زالت الخدمة المدنية غارقة في الفوضى من شاكلة التأخير والزوغان واستخدام المكاتب لغير الغرض الذي من أجله أنشئت، وكأن يومي (الجمعة) و(السبت) لم يشفيا غليل الكسالى والعطالى والمتثائبين.. ولأننا شعب يفترض أن يعمل الأربع وعشرين ساعة في الأربع وعشرين ساعة، وبلادنا تحت خط الإنتاج ونلعب دور المستهلكين بجدارة، فإن كل الدلائل تشير إلى أن عطلة (السبت) لا لزوم لها ويكفي أن نستمع لـ(ليلة السبت) بصوت الرائع “صلاح بن البادية”.. وكفاية علينا كده لتعود للأسبوع هيبته وساعاته المنقوصة.قانون آخر لا أدري على أي فلسفة ارتكز العبقري الذي استنه وجعله واقعاً مفروضاً، لفت نظري إليه أحد طلاب الجامعات من حملة الدبلوم في كلية مرموقة، حيث قال لي إن قوانين التعليم العالي تقفل الباب أمام أي طموح مشروع لحملة هذه الدبلومات في التصعيد للبكالوريوس، في حال أنه لم ينجح في مادة واحدة فقط في امتحان الشهادة السودانية ،حتى لو كان حامل هذا الدبلوم هو أول دفعته والبريمو فيها، وكأن وزارة التعليم العالي تحكم بالإعدام على طموح شابة أو شاب، لا ندري ما هي الظروف التي واجهته في امتحان الشهادة وجعلته (يقد) مادة ليلحق به الخزي والعار طوال حياته، والمفروض أن كل مرحلة لها خصوصيتها وتفاصيلها فلماذا لا تجعل وزارة التربية والتعليم هذا الحق ، وأقصد حق التصعيد مباحاً لأي طالب يكمل دراسته في الجامعة وينال درجة الدبلوم بنجاح، طالما أنه قد أكمل مطلوبات منهج التخصص الذي يريده؟وعلى فكرة حدثني أحد الأساتذة الجامعيين أن لديهم خريجين من الدبلوم هم أشطر وأبرع وأكفأ ألف مرة من بعض حملة البكالوريوس لكنهم يصدمون بهذه اللوائح المقيدة المعيبة في حق الطموح المشروع.. فهل نعيد النظر في هذه القرارات بعد أن أكدت التجربة أنها غير ذات جدوى وأخير عدمها؟!{ كلمة عزيزةأسفت لحال البلد وأنا أضحك والطير يرقص أحياناً مذبوحاً من الألم.. وضحكي كان سببه (السخرية اللاذعة) التي علق بها الأستاذ “حسين خوجلي” عبر برنامجه في قناة “أم درمان” حول منع السلطات بعض قياديي الأحزاب من السفر إلى باريس، وقال “حسين” بالحرف الواحد (ما يمنعوهم كان منعوهم، هم مسافرين يسووا شنو، ما عشان يتفسحوا ساي.. هو حل مشكلة البلد دي داير ليه سفر لي بره؟؟).. وحقيقة حديث أستاذ “حسين” (هو الزيت)، فهؤلاء يجوبون المطارات والفنادق والمدن في حرص عجيب لاستمرار المشكلة وليس لحلها بأي حال من الأحوال.. وكله بتمنه!!{ كلمة أعزبطبيعتي ومنذ أن تعلمت قراءة الصحف في الطفولة الباكرة أبدأ قراءة الصحيفة من الصفحة الأخيرة (بالمقلوب يعني)، وما زالت العادة تلازمني حتى الآن مهما كانت ما تحمله الصفحة الأولى من أخبار مثيرة ومانشيتات عريضة.. لكن (المجهر السياسي) تحديداً تستحق أن أبدأها بالمقلوب وأنا مدمنة على كتابات الأستاذ “الهندي عز الدين” ومتابعة لصيقة وحصيفة لما يكتبه الأستاذ “يوسف عبد المنان”، وأتاوق بفرحة كلما وجدت زاوية “نضال حسن الحاج”، لتنضم لركب الأخيرة البت الشقية “هناء إبراهيم” بحرفها الرشيق.. وبذلك تحرضنا جميعاً أن نبدأ (المجهر) بالمقلوب!!