شهادتي لله

(18) عاماً من الغفلة الدبلوماسية!!

{ جددت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات على السودان للمرة الـ(18) منذ صدورها لأول مرة في الثالث من نوفمبر عام 1997م.
{ وما أن يصدر قرار الرئيس الأمريكي بالتجديد نهاية كل أكتوبر من السنة الميلادية، تُصدر السفارة الأمريكية بالخرطوم بياناً تبريرياً باهتاً تعبر فيه عن أملها باستمرار التعاون مع حكومة السودان، وتؤكد فيه أن السودان بالفعل قطع خطوات جادة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الديني، لكنها تدعو حكومتنا إلى المزيد من الجهد لتحقيق السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق!
{ هو بالتأكيد نوع من (الاستهبال) السياسي والدبلوماسي، وضحك على (دقون) الغافلين من الذين يصدقون مزاعم وترهات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء أكانت (ديمقراطية) أو (جمهورية).. لا فرق، على الأقل فيما يتعلق بملف السودان.
{ والحل الناجع أن تنسى حكومة السودان موضوع رفع العقوبات والتطبيع مع أمريكا، و(تشوف ليها شغلة غير القصة دي).
{ ما لم تغلق “الخرطوم” هذا الملف، وتمضي قدماً في عقد شراكة إستراتيجية مع “روسيا”، على سوء وفداحة موقفها في سوريا، فإن مسلسل (الاستغفال والاستهبال) الأمريكي سيتواصل، وسيقرر الرئيس الأمريكي القادم تجديد العقوبات تحت مسمى (حالة الطوارئ القومية حول السودان) في نهاية شهر أكتوبر من العام 2016.
{ ولعل كثيرين في بلادي يتعجبون كيف تكون في “الخرطوم” أكبر سفارة أمريكية في أفريقيا، ولا عمل لها في أي مجال تعاون إيجابي مع حكومتنا، ومفيد للطرفين وليس لطرف واحد، ثم أنه لا عمل لها غير التوصية بتجديد العقوبات.
{ إذا كانت السفارة الأمريكية من ناحية رسمية، لا تقوم برعاية ومتابعة أية اتفاقيات اقتصادية مشتركة أو زيارات سياسية متبادلة، ولا تفعل غير منح تأشيرات محدودة من حين لآخر لوفد من الخارجية يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فما فائدة هذه السفارة، وما قيمة سفارتنا هناك؟!
{ لا شك أن السفارات- كل السفارات في العالم- تقوم بمهام (استخبارية) إلى جانب عملها الدبلوماسي الروتيني، فإذا كانت سفارة أمريكا في السودان لا تقوم بعمل دبلوماسي مثمر، فلا شك أنها تقوم بعمل (استخباراتي) كبير ومدمر، ومن شأن هذا العمل التوصية بتجديد العقوبات، ومتابعة ومراقبة المعاملات المصرفية للبنوك السودانية مع بنوك في دول أخرى تخرق العقوبات الأمريكية، كما حدث مع البنك الفرنسي الذي فرض عليه البنك المركزي الأمريكي غرامة بلغت (9) مليارات دولار، فقط لأنه تعامل مع بنوك سودانية!
{ إذن، نحن نمنح تسهيلات حكومية على أرضنا وتحت حمايتنا، وستار الحصانات الدبلوماسية، لجهة معادية لكي تلحق بالغ الضرر بنا!!
{ فهل هناك استغفال أكثر من هذا؟!
{ إلى متى تستمر قوافل (حج) الغافلين منا شطر الولايات المتحدة الأمريكية؟!
{ سبت أخضر.. بعيداً عن أمريكاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية