عز الكلام
هدف الدعوة وفحوى الاستجابة!!
أم وضاح
لم أتأبط شراً على الإطلاق من الدعوة التي وجهها لي ولزملائي الصحافيين الشاب الخلوق “عمار شيلا” مدير البرامج بقناة النيل الأزرق، لأنني أعتقد أن بعد المسافات بين الناس ربما يساهم في تباعد الأفكار أيضاً، لكن امتداد ساحات التلاقي والتفاكر وطرح وجهات النظر في حضور الآخر غالباً ما تساهم وبشكل كبير في أن تكون الآراء غير مجافية للحقائق والوقائع. لذلك ذهبت إلى حيث الملتقى، وفي بالي أن أقول الكثير في حضور مدير القناة الأستاذ “حسن فضل المولى” ومدير البرامج “عمار شيلا” وأنا أكثر العارفين بالشاشة الزرقاء باعتبار أن لي تجربة الإطلال من خلالها، وبالتالي أعرف الكثير عن كواليسها ودهاليزها، ولربما هذه الإطلالة هي سلاح ذو حدين.. إذ إنها بقدر ما عرفتني برهق وتفاصيل العمل التلفزيوني ومتطلباته في كثير من الأحيان، إلا أنها تمثل حاجزاً في أن تنداح جمل النقد لزملاء قد تقابلهم في أية لحظة مما يمثل حرجاً شديداً لمن كتبه باعتبار ما نحمله في صدرونا.. لا أدري هي مجاملة أم أنها حنية أو أنها (ذوقيات) تعودنا عليها، وإن كنت أحياناً كثيرة (أعصر) على نفسي وأوجه نقداً أحاول أن أجعله متوازناً ومنطقياً لشخوص تربطني بهم أجمل العلاقات الإنسانية وهم يتفهمون ذلك.
أعود لفحوى اللقاء الذي لا أعدّه على الإطلاق هو مجرد دعوة لـ(عشوة) بقدر ما أنني أصفه في مكانه الصحيح تماماً، وهو الاحترام الذي ظلت تحمله إدارة قناة النيل الأزرق لأهل الصحافة رغم الهجوم الكاسح الذي تواجهه على الصفحات الفنية، وتأكد لي ذلك ونحن نوجه وفي ذات الدعوة هجوماً لاذعاً للبرامج وبعض الزملاء أخذهم الحماس حداً جعلهم يقسون في مفرداتهم وعباراتهم، ورغم ذلك تقبل الأخ المدير العام ومدير البرامج ما قيل بصدر رحب، ووجه بشوش لم تغيره تقطيبة عابرة!! لكن دعوني أقول إن النيل الأزرق بها مشكلة كبيرة هي ليست على الإطلاق صنيعة الإدارة الحالية بقدر ما هي ورثة مثقلة ظلت كما كرة الثلج تتدحرج وتكبر حتى وصلت إلى ما صلت إليه الآن.. وأولى هذه المشاكل عشوائية الأفكار التي هي أس البرامج وعمودها الفقري ودمها الذي يغذي شرايينها.. مثلاً برنامج الـ(أ ف. أم) الصباحي، هذا البرنامج يتأرجح ما بين الإيقاع المرتفع والمنخفض على حسب ما يطرح فيه من مواضيع، فإذا كان الموضوع حيوياً وساخناً يرتفع إيقاعه ويشد المشاهد إليه، وإذا كان العكس يحدث العكس تماماً.. لكن أن يصل الأمر إلى درجة السقوط كما حدث أول أمس ومشاهد يتصل على “فاطمة المصباح” صباحاً ويسألها “موضوعكم شنو” حتى تتسنى له المشاركة، فكانت إجابتها وبابتسامة كاملة ودون أن تتصرف بشيء من الذكاء، قالت له وهي تستعرض أسنانها بعد (النيولوك): “والله ما عندنا موضوع”!! ثم سكتت.. معقولة يا بتنا ما عندكم موضوع؟؟ كيف يعني؟؟ أمال الحلقة هدفها شنو؟؟ طيب مضيعين قروش القناة في بث مباشر ومكلف ليه الناس يجيبوك ويودوك عشان تقول لي ما في موضوع؟؟ كيف يعني؟؟ دي بقالة قال ليك عايز جبنة أو طحنية عشان تقولي مافي؟؟ وين منتج الشغل لهذا اليوم الذي فشل في إيجاد موضوع في بلد المواضيع فيها على قفا من يشيل؟! طيب الـ(أف أم) دا شنو؟؟ هل هو برنامج لطرح مواضيع تناقش عبر الهاتف؟؟ أم أنه للإهداءات وتحايا المغتربين؟؟ واللا حبة من هنا وحبة من هناك؟! عرفتوا مشكلة القناة وين؟؟ هذه عينة من الخبط عشواء الذي يحدث، لكن الطامة الكبرى أن بعض المذيعات المخضرمات فشلن تماماً في أن يخلقن بصمة أو يطورن أداءهن، لكني أشهد لهن بالتطور في نواحٍ جمالية ربما لا تهم المشاهد إن غابت ولم تتوفر.
في كل الأحوال التغيير في النيل الأزرق لم يكن هو مطلبنا مع الشراكة الجديدة، إذ ظللنا ننبه له من أيام الأخ “الشفيع”، لكن المنطق يقول إنه طالما هناك إدارة جديدة فهذا معناه هناك أفكار جديدة ورؤى جديدة، وإلا ما أشبه الليلة بالبارحة، ويكون التغيير فقط في ذهاب “صالح الكامل” ليحل محله “وجدي”، وغياب “الشفيع” ليظهر “عمار” والحال يا هو ذات الحال.
{ كلمة عزيزة
لماذا لا تلزم وزارة الصحة المستشفيات الكبيرة بتوفير كل أجهزة الفحص بها رحمة بالمريض، لأنه ما معقول يدفع شيء وشويات ليكتشف أن المستشفى الفلاني ما فيه رنين مغنطيسي (ويتلتل) المريض بين المستشفيات لعمله، وهكذا الحال لأجهزة الأشعة ورسم القلب.. هذه المستشفيات للأسف تعمل بلا رقابة ولا رقيب.
{ كلمة أعز
قرأت أمس عن تكوين لجنة لأراضي الحماداب.. أها وأراضي الحلفايا الوضع بالنسبة ليها شنو؟؟ احذروا غضب الصابرين!!