الضعف الاقتصادي جعل لـ(داعش) أرضية خصبة والشعب السوداني يتنفس عند ستات الشاي
“جمال حسن سعيد” في حوار بطعم آخر
الخرطوم – سعدية إلياس
الممثل والشاعر “جمال حسن سعيد” له عدد من الأدوار التي كانت بمثابة متنفس للشعب السوداني، والتي رسخت في ذاكرة الكثيرين، وأبرزها لازمة (خلف الله عذبتنا)، التي ارتبطت بدوره في بعض الأعمال الدرامية التي عرضت مؤخراً. وبعيداً عن حقيقة أن المبدع يعاني كثيراً في حياته اليومية، كأي مواطن، فإن (المجهر)، بدلاً من أن تسلط الضوء على تلك المعاناة، اتجهت إلى تصويب عدستها نحو، الوجه الآخر من المسألة، والمتمثل في معاناة الثقافة، نفسها، عبر دردشة قصيرة مع صاحب (زولة):
{ كثير من القضايا المجتمعية المستحدثة كان من الممكن أن يتم نقاشها عبر الأشكال الإبداعية المختلفة.. لعل أخطرها مؤخراً التطرف الديني؟
_ الضعف الاقتصادي جعل لـ(داعش) أرضية خصبة في السودان، ولو انتبهت الدولة إلى الفنون لساهمت في حلول كثير من المشاكل، بما فيها التطرف.
{ هل تنمي الفنون إحساس المبدع بالآخرين؟
_ الإحساس بالآخر انتهى، وأصبحت الفنون الثقافية موسمية وقشرة واستعراضاً، لذلك كانت غير محسوسة والتعامل معها صعباً، وطالما الثقافة تخرج من شؤون الخدمة، فإنها تعتبر “غير ثقافة”.
{ هل للسياسة غير الرشيدة دور سلبي في التطرف الديني؟
_ النظرية السياسية تدمر الشعوب وتكون سبباً أساسياً لإدخال التطرف.
{ هل للمسرح دور مهم في الحالة المزاجية والإنسانية للشخص؟
_ البلد تحتاج إلى مواعين إفراغ و(30) ألف شخص في المسرح لو ضحكوا وبكوا هذا يعد إفراغاً.
{ أين موقع السودانيين من حركة المسرح والفنون؟
_ الفنون هي الصحة النفسية.. ومن خلالها يتنفس الشعب السوداني، ولكننا الآن نتنفس عند ستات الشاي.
{ هل السياسة هي التي تقود الثقافة أم العكس؟
_ لابد أن تصبح الثقافة فوق السياسة وتتطور المفاهيم، إلا أن الثقافة تقود السياسة، ولن ينصلح الحال إلا إذا أصبحت الثقافة خارطة طريق.
{ هل المعاناة واللهث خلف لقمة العيش محفز للإبداع؟
_ لقمة العيش “تنتهي” من الثقافة والمسرح والشعر والصحافة، في حين أن الناس في العالم تخطوا مرحلة لقمة العيش وتجاوزتها.