صفقات بلا مقابل.. دبلوماسية المنتديات والمعارض!!
{ قالت وزارة الخارجية إنها اتفقت مع “إيطاليا” خلال اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين البلدين التي عقدت أمس الأول بمقر الوزارة بالخرطوم على عقد (منتديات اقتصادية) وملتقى للجامعات السودانية الإيطالية خلال الفترة القادمة!!
{ بالمقابل، تريد إيطاليا أن تطمئن إلى دور السودان الفاعل في دعم استتباب الأمن في ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية من شرق أفريقيا التي تكون وجهتها في الغالب السواحل الإيطالية.
{ قبل أيام حصلت سفيرتنا في “روما” السيدة “أميرة قرناص” على وظيفة أممية باختيارها (بالتزكية) رئيساً للجنة الزراعة والأغذية بالأمم المتحدة. رئاسة اللجنة لا تتطلب التفرغ للمنصب، كما أنها لا تتلقى راتباً ومخصصات حسبما ذكرت السفيرة في حديث صحفي.
{ ودعوني أسأل السفيرة “قرناص” والسفير “دفع الله الحاج علي” مدير العلاقات الثنائية بالخارجية رئيس الجانب السوداني في المباحثات مع الوفد الإيطالي: هل لدى سفارتنا في “روما” حساب جارٍ يستقبل التحويلات من وإلى “الخرطوم”..؟ أم أنه حساب في حكم (المغلق) لا حركة فيه ولا تحويلات مالية بما في ذلك مرتب السفيرة “قرناص” وبعثتها الدبلوماسية الممثلة للسودان في بلد الحضارة الرومانية؟!
{ قد لا يعلم البعض من أهل السودان أن سفارتنا في إيطاليا وكذا بقية سفاراتنا في دول الاتحاد الأوروبي ليس بإمكانها استقبال أو إرسال أي مبالغ من فئة (الدولار) أو (اليورو) أو (الإسترليني) ولا دراهم وريالات الخليج العربي!!
{ المرتبات تذهب لسفارتنا (صحبة راكب)، يحملها إداري أو دبلوماسي مسافر إلى هذه المحطة أو تلك، وقد تبلغ الحمولة (خمسين) أو (ستين) ألف دولار مما يعرض حاملها لمشكلات في المطارات، كما حدث مع أحد الإداريين التابعين لسفارتنا في “القاهرة” العام الماضي.
{ وإذا كانت سفارتنا في “روما” تعاني من حصار اقتصادي خانق تفرضه وزارة الخزانة والبنك المركزي الإيطالي تضامناً وتواطؤاً مع العقوبات الأمريكية على السودان، وذات الشيء يحدث في “برلين” و”بروكسل” و”باريس” وغيرها من العواصم الأوروبية، فعن أي منتديات (اقتصادية) تتحدث الخارجية السودانية؟! وما قيمتها؟! مجرد معارض مثل معرض زهور الخرطوم يشارك فيها الوزير وتحتفي بها السفيرة ذراً للرماد فوق العيون؟!
{ وما قيمة رئاسة سفيرتنا للجنة زراعة أممية، إذا كان حسابها المصرفي في “روما” مغلقاً وعجزت عن رفع الحظر عنه، رغم ما فعلته لصالح وعيون الإيطاليين عندما أقنعت زوجها الوزير السابق “علي كرتي” الذي أقنع بدوره قيادة الدولة بأهمية (تقديم السبت) للإيطاليين بانتظار (الأحد) الذي لم ولن يأتي، بمنح الحكومة الإيطالية هدية ثمينة وقيّمة بتسليمها المواطنة السودانية المدانة بتهمة الردة عن دين الإسلام “مريم يحيى”، فحطت يومها في مطار الخرطوم طائرة خاصة تحمل نائب وزير الخارجية الإيطالي الذي اصطحب في طائرته “مريم”، وسلمها بابا (الفاتيكان) الذي قام بتعميدها وسط ضجة وصخب سياسي وكنسي وإعلامي هائل!!
{ كسبت إيطاليا.. فماذا كسب السودان من صفقة بلا مقابل، تماماً كصفقة تسليم “كارلوس” للسلطات الفرنسية في تسعينيات القرن المنصرم، تماماً كتعاون حكومتنا (الحاتمي) مع أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب ودون مقابل أيضاً!!
{ أصبحت “أميرة قرناص” رئيسة لجنة زراعة بالأمم المتحدة بالتزكية، ولم يكسب السودان (الدولة) شيئاً، فحساباتنا المصرفية مجمدة في أوروبا، وآليات الزراعة وتقاناتها الأوروبية والأمريكية الحديثة ممنوعة عن بلادنا!!
{ أنا لا أدري كيف يصفون أحدهم بأنه سفير ناجح و(شاطر) وراتبه ورواتب سفارته تأتيه في (ظرف) مع زول جاي من السودان!! كيف يستقيم ذلك؟!
{ وكيف تسمح حكومتنا للسفارات الأوروبية وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الخرطوم بفتح حسابات مصرفية جارية تحول منها وإليها ما تريد، بينما حسابات سفارات السودان بالخارج مجمدة؟!
{ أين سياسة التعامل بالمثل المعروفة في المعاملات والأعراف الدبلوماسية الدولية؟!
{ قال منتديات اقتصادية.. قال!!