مسألة مستعجلة
انتقائية الشرطة.. ومصير الأزمة الرياضية
نجل الدين ادم
إنجاز كبير ذلك الذي حققته إدارة المباحث بشرطة ولاية الخرطوم، وهي تتمكن بعد أقل من (72) ساعة من فك طلاسم جريمة سرقة مجوهرات تقدر بأكثر من مليوني جنيه من أحد المحال بمول الواحة وسط الخرطوم وتلقي القبض على اللص الذي أخفى معالم الجريمة بصوره دقيقة، وهذا الإنجاز إن دل إنما يدل على أن العناصر التي كلفت بإنجاز هذه العلمية محترفة، وبالتأكيد أن ذلك يشير إلى الطفرة الكبيرة التي شهدها عمل المباحث المركزية عندنا في السودان خلال السنوات الأخيرة.. التحية لهم وهم يعملون دوماً بجد واجتهاد حتى لا تدون مثل هذه الجرائم الكبيرة ضد مجهول.
رغم هذا الإنجاز، لكن دعوني ألوم إدارة المباحث والإعلام بشرطة الخرطوم وهم يستخدمون الانتقائية في دعوة صحيفتين وكاميرا لحضور مثل هذا العمل الكبير، مجموعة منتقاة تعد بأصابع اليد تمت دعوتها للمؤتمر الصحفي اكتفى المكتب بدعوتها للتنوير الصحافي حسب ما سموه وإرسال الخبر لأولئك الذين لم يحضروا من الصحافيين عبر الموقع الرسمي أو في مواقع الصحف، أمر عجيب أن تتحدثوا عن تنوير صحافي يكون الحضور فيه لغير الصحافيين! إذا أرادت إدارة الإعلام بالولاية ذلك فعليها أن تسميه “أي حاجة” ولا يرد اسم الصحافيين فيه وإلا فإنه لا داعي للانتقائية.
من مصلحة الشرطة عرض مثل هذه الإنجازات على نطاق واسع، فهي المستفيد الأول أكثر من الصحف لذلك يفترض أن تكون حريصة على أن يكون الصحافيون شهوداً على مثل هذه الأعمال والإنجازات الكبيرة.
مسألة ثانية.. ما يزال كابوس تعطل الطائرات وسقوطها مستمراً، وأول أمس نجا وفد رسمي يضم دستوريين وصحافيين من حادثة بسبب تعطل المروحية التي كانت تقلهم في سماء مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.. في ظني أن هنالك حالة إهمال تلازم كل الحوادث التي وقعت، يفترض على سلطات الطيران المدني أن تكون حريصة على مراقبة مسألة الصيانة الدورية للطائرات من باب سلامة ركابها، إذا استمر الوضع هكذا فإن هذه الطائرات التي تعاني من مشاكل قطع الغيار ستحصد أرواح الأبرياء من الركاب وهم يجوبون بها داخل البلاد.. أدعو الطيران المدني مجدداً أن يلتفت لمثل هذه الأمور.
مسألة أخيرة .. قرائن الأحوال في الأزمة الرياضية التي استفحلت بعد أن جمد فيها فريق الهلال وخمسة فرق أخرى نشاطها في الدوري بسبب القرارات الصادرة من اتحاد الكرة، تبدو واضحة خاصة بعد أن نفذ هؤلاء حالة العصيان، وأحس الاتحاد العام بأنه تعجل في قراراته، تشير هذه القرائن إلى أن معالجات توفيقية ما ستحدث بعد تدخل جهات عليا في الملف، لكنها ستضع فريق المريخ ضحية بعد أن سارت كل الأمور في مصلحته.. آمل في نهاية الأمر أن لا تكون هناك ضحية.