الذكرى الـ(51) لثورة واحد وعشرين أكتوبر
نجل الدين ادم
اليوم تمر علينا الذكرى الـ(51) لثورة واحد وعشرين أكتوبر التي عجلت بذهاب الرئيس الأسبق الراحل الفريق “إبراهيم عبود”، بعد موجة انتفاضة أجبرته على الترجل. أكتوبر لم تكن مجرد ثورة والسلام، بل كانت عنواناً بارزاً لإرادة شعب في تغيير أي واقع لا يرضاه، ثورة أكتوبر حق للأحزاب السياسية في ذلك الوقت أن تتهافت إليها وتنسبها لنفسها، رغم أنها كانت ثورة شعب التحمت كل مكوناته السياسية والاجتماعية ليعبروا فكان الطلاب هم من حمل راية التغيير.
أكتوبر ولعظمتها كثورة افتخر بها السودانيون وتنافس الشعراء في ذلك الوقت لتمجيدها، فكانت الملاحم الأكتوبرية تعبيراً عن واقع حال وإرادة شعب.
فالتاريخ سطر ملامح تلك الحقبة في دفاتر الذاكرة رغم أننا كنا في رحم الغيب وقتها فحملتها إلينا ثورة في طبق من ذهب، نستلهم منها الإرادة ومعنى أن نعيش وننتصر. وقد برع الفنانون “محمد الأمين” و”محمد وردي” بالتغني بالأكتوبريات التي أثرت وجدان كل سوداني، وهو يقرأ في سطور تلك الملحمة التي استمرت حتى النصر.
فقد سطر شاعرنا “محمد المكي إبراهيم”، قصيدة (أكتوبر الأخضر) التي تغنى بها من الأعماق الموسيقار الراحل “محمد وردي”، وهو يقول:
باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرضُ تغني
والحقول اشتعلت .. قمحاً ووعداً وتمنـي
والكنوز انفتحت .. في باطن الأرض تنادي
باسمك الشعب انتصر .. حائط السجن انكسر
وبالفعل كان قد انكسر حائط السجن وإرادة الشعب تدك المعتقلات ليخرج أستاذنا الكبير الصحفي والشاعر “فضل الله محمد” ورفاقه من المعتقلين بعد انقشاع سحابة الثورة ومغادرة الرئيس الأسبق “عبود” لكرسيه. خرج “فضل الله” وهو يحمل في يده حصاد أيام من النضال برائعته أكتوبر واحد عشرين التي تغنى بها رفيق دربه الفنان “محمد الأمين” وهو يرددها بلحن عذب وقوي قوة الثورة:
أكتوبر واحد وعشرين
يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الأحرار
بالفعل كانت ملهمة غضب الأحرار، أكتوبر حملت أحاديث من ذهب فكانت ربيعاً عربياً متقدماً أذهلت كل العالم في ذلك الوقت ورئيس البلد يرضخ لإرادة الأمة.
التحية في هذا اليوم للرعيل الأول من جيل البطولات والتضحيات وهم يسطرون تاريخاً زاخراً بالإرادة، ومتع الله شعراءنا والفنانين الذين جسدوا لنا واقع تلك الثورة التي جمعت أهل السودان، فكان لهم ما أرادوا. فقد نقلوا لنا صورة من تلك الأيام الخالدات لتبقى في ذاكرة كل الأمم.