الديوان

كتّاب سودانيون يغردون في معرض الخرطوم الدولي للكتاب

رائحة الطمي.. مدارج السلسيون.. القط المقدس.. سحرة الضفاف.. وهمست إليك
الخرطوم – يوسف بشير
يمُثل معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الحادية عشر، موسماً ثقافياً للكتّاب لعرض منتوجهم الجديد أو المنقح. وبالأمس جالت (المجهر)، في المعرض، فلفت انتباهها الكم الهائل من العناوين السودانية الأدبية. فغاصت في عمقها لتخرج بالتقرير التالي:
فواح العطر
وكما للطمي رائحته المميزة، بإعادته للأذهان، مشهد سريان الماء في جداول الجروف النيلية، كان للروائي والقاص “عبد الغني كرم الله”، مجموعة قصصية جديدة وسمها بـ”رائحة الطمي”، صادرة عن دار أوراق المصرية. وصنفها الكاتب بحسب ما كتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، بأدب السيرة، غير أنه لم يبتعد عن الخيال. فقال: (لأنها عن أمي ،لاشك فيها بعض واقع، وبعض خيال)، وتساءل، حتى الخيال، هل بمقدوره أن يطال أمي؟.
يضيف “كرم الله” في منشوره، محدثاً عن مجموعته : (وحين تفتح باب الزنكي، مع الفجر، تبتسم في وجه البطل.. أهناك شعر؟ يفوق قلب هذه المرأة الأمية؟ … شعرها الشائب (ليت الحياة والمناخ والقوانين، والشارع، تحاكي أمي). ولصاحب المجموعة أيضاً، روايتان معروضتان في المعرض، إحداهما (آلام ظهر حادة)، صادرة عن دار أوراق، والثانية (القلب الخشبي)، صادرة عن دار المصورات.
تجربة جديدة واعدة
وأبدى صاحب (مدارج السلسيون)، “دهب تلبو”، خلال إفادته لـ(المجهر)، سعادته بعرض تجربته السردية للقارئ السوداني، مطلقاً تمنياته بأن تجد الكتابات الجديدة حظها من التداول والنقد،  ليستفيد المؤلفون في رحلتهم الواعدة في عوالم السرد.
وهي رواية تناقش ظاهرة التشرد، من خلال قصة مكتوبة بطريقة سردية ممتعة، فتسوقنا تفاصيلها نحو عوالم مجهولة، ومأهولة بسحر البداوة وبكر الطبيعة. واعتبرها  النقاد، الذين تحدثوا عنها حين صدورها في أبريل المنصرم، محاولة جيدة، تحاول عكس ثقافة مهملة ورتق فتق المجتمع وطرحه نسيجاً أكثر تماسكاً في شرائح، يرى أصحاب الأخلاق أنها جديرة بالإهمال.
حظ وافر
الرواية المرشحة لجائزة البوكر 2016، “شاورما”، لكاتبها “عماد البليك”، وجدت مكانها الذي تستحق داخل المعرض، فبعد صدور الطبعة الأولى العام الماضي، أصدرت دار المصورات نسختها الثانية، لتعرضها في جناحها، ) بعد ان وجدت، في وقت سابق ، حظها من التداول، وكتب عنها عشرات المقالات النقدية. وبجانبها يعرض للبليك أيضاً روايته (القط المقدس) الصادرة عن (أوراق للنشر والتوزيع) في القاهرة في 2013. وتدور أحداث الرواية في فرنسا، واستعارت حياة الرسام الفرنسي “بالتوس” الذي اشتهر برسم القطط، وتصور لنا كيف أن القط مثل قيمة في الحياة الإنسانية قديماً وحديثاً ،وساهم في تغيير الكثير من المفاهيم البشرية.
والسؤال الذي تطرحه الرواية: هل يمكن أن تقود القطط ثورة شعب كامل.. ربما بدا الأمر طرفة.. لكن أحداث رواية القط المقدس تقودنا إلى اكتشاف أن تاريخ البشرية تحكمت فيه القطط  ،إلى حد كبير ، انها  قطط خاصة ومقدسة بدرجة واضحة.
فوق العادة
وعلى غير العادة، أبدى كاتب رواية سحرة الضفاف ،”مهند الدابي” شعوره بعدم الرضا، وقال لـ(المجهر)، لن أشعر بالرضا أبداً، مرجعاً ذلك لجهله بما وراء كل تجربة كتابية جديدة. وأجاب على فرضية أنها ربما تكون تجربة يعتد بها، بقوله (لا يوجد سقف أخلاقي لأي نص جمالي).
و”الدابي” ،الحائز الجائزة الأولى في مسابقة “الطيب صالح” ، في القصة القصيرة للشباب، لهذا العام، بقصة (ظل)، وهي مسابقة ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، تعرض روايته (سحرة الضفاف)، في جناح دار أوراق.  وتناقش الرواية صراعات الإنسان حول الحرية والأرض والتاريخ وتلك النفوس المغلولة بشدة؛ فيغوص داخلها باحثاً عن تلك الأغوار العصية لامساً غرورها وجنونها وفسادها وإنسيابها روحياً في المجاهيل. ولم يبتعد “الدابي” من الواقعية السحرية كثيراً، وتمثلت في تلك الضِفاف المترامية حول البلدة التي كانت شاهداً على الموت والغدر والتحدي والثورة.
مستقبل السرد
وهناك عشرات العناوين السودانية المعروضة بعضها ينشر لأول مرة، كديوان (وهمست إليك)، للكاتبة الروائية، والشاعرة “آمنة الفضل”، بجانب مجموعة قصصية، موسومة بـ(قيامة الرمل)، للقاص “طلال الطيب”، بها (24) قصة قصيرة، منها قصتان حازتا على شهادة تقديرية من مسابقة “الطيب صالح” للقصة القصيرة للشباب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية