الديوان

(اللوري) مازال ملك الطريق في مقاطع الأغنيات

دو دو بي .. القاقا السوا عجاجا.. دلاني في الودي  
الخرطوم – عماد الحلاوي
تقول كلمات أغنية ذائعة الصيت لفنان الشباب “حسين الصادق”:
اللوري القاقا السوا عجاجا
حلو القرين كبايتين
آ القاعدين ديل فراجا
اللوري الونا بعد ما الفنا
خلا الخلوق حزنانين
شال طير الجنة وقليبي الحنه
قولو عودتك لآ متين
اللوري البدر لا زار لا خدر
خلا الدموع تريانين
شال غيمي المطر وحزني الكتر
قولو فراقك لآ متين
اللوري الشالو ما شالني في
 بالو
خلا الأبوني شمتانين
شال شوقي بدالو وقلبي وحالو
قولو شوقك لآ العين
اللوري الرووح شوف راكبو اللووح
الشال محبوبي اب طيبا فووح
اللوري حديدو الراكبو بريدو
خلا العقول سرحانين
شال عيدي وسيدو وروحي في ايدو
قولو سوقك لآ وين
(عجبي…!!)
احتفت الذاكرة الشعبية السودانية بالقطار واللوري باعتبارهما أحدث وسائل النقل وقتها… ولها أغانٍ عريقة تناولت اللواري أو توسلت له لنقل التحية والأشواق للحبيب البعيد.
وعربات (اللوري)، ليس وسيلة النقل الوحيدة التي احتفت بها الأغنيات، فهناك وسائل نقل مغايرة، شقت طريقها كذلك إلى ألسنة الشعراء والعشاق لفراق الأحبة، ودخلت إلى الأغنيات الرصينة أو الهابطة على حد سواء، والقطار في الغناء فيه قيل الرصين من ألاغاني: (القطار المرَّه) عند “عثمان الشفيع”، (ومن بف نفسك يا القطار) عند “زنقار”، والخفيف من قبيل: (القطر الشالك انتا… يتكسر حتة حتة)… أما اللوري فكانت أغنية (اللوري حل بي دلاّني في الودي… ركبوا اللّواري وقبلوا… وقبلها كانت أغنية الكابلي: يا اللّوري تشيل منو.. غير شباب نوري تشيل منو؟)…
وعلى ألحان وإيقاع فرقة (عقد الجلاد) يتمايل الجميع مع مقطع إحدى الأغنيات الرمزية وردت فيه سيرة (اللّوري (عليك الله يا اللوري.. عليك الرسول بوري…)
الفنان “عبد القادر سالم” نجم الأغنية الكردفانية غنى: (السيسبان الني.. والحرير الطي.. الجابني ليك زمان.. وأنا برضي بيك ولهان أنا.. اللوري حل بي دلاني في الودي.. جابني للبرضاه..العمري ما بنساه).
الفنان الدكتور “حمد الريح” غنى مفاخراً بأهله في توتي: (عجبوني أولاد الأهالي.. عجبوني وسروا بالي.. ترسوا البحر بالطوارئ.. ما شالونا باللواري.
والفنان فضل المولى “زنقار” له أغنية مشهورة: (دودو بي اللوري دودو بي).
في العام 1918م… زار مدينة رفاعة فريق من ضباط الجيش الذي حارب بالميدان الغربي بفرنسا… جاء ضباط محمولين على لواري، وقال الشيخ “بابكر بدري” في كتابه.. (كانت تلك أول مرة نرى فيها هذه الشاحنات (اللواري)… كان لنا أنا والشيخ “عبدالله أبوسن”، شرف وداعهم إنابة عن أهل رفاعة إلى قرية “ود السيد”… وقد كنّا قد أرسلنا حمارينا قبل التحرك، ومن هناك أتينا على حمارينا، بعد أن رافقنا الضباط على شاحناتهم…).  
وتخصصت بعض الورش في تعديل اللواري لتصبح بصات لنقل الركاب.. أشهرها ورشة “كباشي علي” و”رجب مرسال” بالمنطقة الصناعية الخرطوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية