بكل الوضوح
لم نر منه غير (الصلاح)
عامر باشاب
{ تمضي الأيام وتمر السنين ويظل “صلاح محمد عثمان يس” من الأسماء العصية عن النسيان والتجاهل خاصة بعد أن ترك بصماته الإبداعية والإنسانية في حياتنا، ولذلك رغم الرحيل سيبقى موجوداً بيننا نستعيد ذكراه ونسترجع كل ما قدمه وأهداه لنا من جمال.
{ “صلاح يس” رحل عنا بصورة مفاجئة تاركاً وراءه مجموعة من الأعمال والمبادرات والاحتفائيات التكريمية للعديد من رموز الفن والإبداع والندوات الثقافية الكبيرة وغيرها من الليالي الإبداعية الموثقة بالعدسة التلفزيونية والصورة الفوتوغرافية، إذ ما يزال صدى المنتديات والليالي الثقافية التي نفذها يتردد في ذاكرة الزمن لتؤكد بأنه أحد القلائل الذين أسهموا بإخلاص لامتناهي في صنع الجمال لآماسي الخرطوم، ولذلك يترتب على أبناء الخرطوم (شعباً وحكومة) أفراداً ومؤسسات واجب الحفاظ على الإرث الثقافي الذي تركه الراحل “صلاح يس”، كما يترتب على وزارة الثقافة الاتحادية والولائية إحياء ذكراه سنوياً بما يتناسب مع عطائه للثقافة واحتفائه بمعظم مبدعي بلادي ومناصرته للمهمشين منهم ووفائه لوطنه السودان.
{ “صلاح يس” بعطائه الإنساني المتميز ومروءته وهمته النادرة جسد قدوة حسنة.
{ استثمر علاقاته وصلاته الواسعة في خدمة الثقافة ورعاية المبدعين، فضلاً عن إسهاماته الجليلة في شتى أوجه العمل الطوعي.
{ “صلاح يس” استطاع أن يجمع كل فرقاء السياسة على موائد ثقافية كاملة الدسامة وباهرة الوسامة.
{ وضوح أخير:
{ الأستاذ “السمؤال خلف الله” عندما كان وزيراً للثقافة وعد بإنتاج فيلم وثائقي يضم كل الليالي الإبداعية التي أخلص وأبدع في تنظيمها الراحل المقيم “صلاح يس”، ولكن للأسف الشديد هذا المشروع توقف مع مغادرة “السمؤال” كرسي الوزارة.
{ للأسف الشديد أيضاً نجد أن القائمين الآن على أمر (منتدى الخرطوم العائلي) ظلوا يتجاهلون ذكرى هذا الرجل النادر الذي لم نر منه غير (الصلاح) في كل عمل قدمه أو أنجزه حتى فارق هذه الفانية، ظل متفانياً في خدمة الآخرين وفي مقدمتهم أهل الخرطوم.
{ ومن هنا أقولها وبكل الوضوح لولا “صلاح محمد عثمان يس” ما كان (منتدى الخرطوم الثقافي العائلي) ولا عرفه القاصي والداني داخل وخارج السودان.
موقع (نادي الخرطوم العائلي) الذي حوله “صلاح” من خرابة إلى مركز إشعاع ثقافي.
{ المؤسف حقاً هذا الإشعاع خبأ نوره وحلت مكانه العتمة.
{ اللهم أرحم “صلاح يس” بقدر ما قدم للبلاد والعباد، وأسعده في دار الخلود بقدر ما أسعدنا.