شهادتي لله

ويستمر السؤال .. لماذا يرتفع (الدولار) ؟!

بقرار السيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي رفع سعر دولار القمح إلى (6) جنيهات، بعد ثلاثة أسابيع فقط من رفعه إلى (4) جنيهات، يصبح دعم الحكومة للقمح والدقيق شيئاً من الماضي .. إلا قليلاً .
لم يعد هناك فرق يذكر بين سعر الدولار الرسمي المعلن في بنك السودان والبنوك التجارية وسعر دولار القمح، سوى (كسور) !
أما دعم (المحروقات) الذي تسبب رفعه جزئياً في اندلاع احتجاجات وأعمال قتل وحرق ونهب وسلب واسعة في “الخرطوم” العاصمة خلال شهر “سبتمبر” من العام 2013، فلم يعد هو الآخر موجوداً، بعد أن هبطت أسعار البترول عالمياً بصورة غير مسبوقة ولفترة طويلة لأكثر من (نصف القيمة)، فبعد أن كان برميل النفط يباع بـ(115) دولاراً، أصبح سعره (55) دولاراً  !!
إذن .. المفروض أن وضع الحكومة (المالي) أفضل من الأعوام العصيبة الثلاثة الماضية التي أعقبت انفصال (جنوب السودان)، وما لحق بلادنا جراءه من خسارة نحو (75%) من إنتاج النفط وإيرادات الموازنة العامة.
لكن واقع الحال لا يشير إلى أي تحسن طرأ على الحالة الاقتصادية للدولة، فانعكس إيجاباً على حياة ومعيشة الناس، بل على العكس ارتفعت أسعار (النقد الأجنبي) بصورة مزعجة ما أدى بالضرورة إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الاستهلاكية !!
يحدث هذا والمسؤولون بوزارة المالية يتحدثون عن ارتفاع إيرادات الدولة، وهذا مؤكد، بسبب تطبيق مشروع التحصيل الإلكتروني الذي كشف بؤراً للفساد لا تحصى ولا تعد، فقد كان فاقد التحصيل (الورقي) يحسب بمئات المليارات .
وغير زيادة الإيرادات، تبشرنا وزارة المعادن كل يوم بأرقام جديدة لارتفاع إنتاج الذهب وعائداته المرشحة للوصول لحوالي (أربعة مليارات دولار) بنهاية العام .
إذن .. يا سادتي الأكارم .. لماذا يرتفع الدولار والريال والدرهم والاسترليني واليورو .. ما دامت قراءات الحال الاقتصادي تشير إلى التحسن في الإيرادات بالجنيه، وبالدولار من الذهب، فضلاً عن قروض (خليجية) رغم أنها ليست بالقدر المأمول (السعودية دخلت في مشروع استثمارات في فرنسا قبل أيام بعشرة مليارات دولار) .
وغير إيرادات الذهب وأورنيك (15 الإلكتروني) والضرائب والجمارك الباهظة (كل علبة لبن مستورد قيمتها في المنشأ ما يعادل (100) جنيه سوداني تفرض عليها الضرائب والجمارك (55) جنيهاً إضافية غير أرباح الأعمال)، غير هذا وذاك فإن التحسن الأهم هو انخفاض حجم (الدعم) المخصص للخبز والمحروقات في الموازنة .. فلماذا يرتفع الدولار ؟!
سنظل ننتظر الإجابة من وزارة المالية .. وسيظل الدولار يرتفع .. يرتفع في السودان فقط .. ولا يرتفع في “إريتريا” الفقيرة ولا في “إثيوبيا” ولا في “مصر” .. وكلها دول وارداتها أكثر من صادراتها !!
لم يرتفع الدولار قرشاً واحداً في السوق السوداء لمدة تزيد من عامين في زمن الوزير  الراحل الدكتور “عبد الوهاب عثمان”، وقد كانت وارداتنا أيضاً أكثر من صادراتنا !! لماذا ؟!
سألته – رحمه الله – لماذا ؟ فأجابني بكلمتين: (كنت بشتغل).
و(كنت بشتغل) دي .. ختوا تحتها خطوط كتيرة .
{سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية