رأي
أحداث (بيت المال)
{ (الثورة) التي اندلعت في حي “بيت المال” بأم درمان ضد الشيخ “الأمين عمر”، خليفة الطريقة المكاشفية بالمنطقة، لا علاقة لها بـ (طابور خامس)، ولا (حركة شعبية – قطاع الشمال)، ولا (شيوعيين).. ولا غيرها من (الخزعبلات) التي اراد البعض – (رسميين) أو (شعبيين) – الترويج لها.
{ شخصي الضعيف من مواليد هذا الحي، وأعرف امتداداته والأحياء المجاورة جيداً، و”ودأرو”، “ود البنا”، “أبو روف”، “سوق الشجرة”، “السيد المكي”، وأعرف طبيعة أهلها، طرائق تفكيرهم، أمزجتهم، ولاءاتهم وانتماءاتهم، وقد عملتُ في بدايات عهد (الإنقاذ) مسؤولاً عن اللجان الشعبية بمجلس (مدينة بيت المال)، وكان يضم (6) أحياء، ووقتها كان الدكتور “الحاج آدم” نائب رئيس الجمهورية الحالي، مشرفاً عاماً على اللجان الشعبية بولاية الخرطوم. في ذلك الحين، لم يكن هناك شيء اسمه (المؤتمر الوطني)، فقد كانت اللجان تمثل (واجهة) للعمل (السياسي) و (الشعبي) وأحياناً (الأمني).
{ وعلى خلفية هذا النشاط السياسي والشعبي المهم، حرَّف بعض سفهاء الجرائد هذه المعلومة، خلال معاركهم الخاسرة ضدي، فزعموا أنني كنت أعمل في مجال النفايات، وليت ذلك كان صحيحاً، إذن لصارت شوارع الخرطوم مثل (صحن الصيني).
{ وعودة إلى “شيخ الأمين” – (المحايتو بيبسي) أو كما يقولون – وهو شاب طموح، ومجتهد، ولي معرفة سابقة به، ولكنه في حاجة إلى مراجعة تجربته الصوفية، فقد أتى بـ (بدع)، و(مظاهر) غريبة على سلوك وتراث وإرث المتصوفة في السودان، و(نحنا أولاد مشايخ وأبواتنا مدفونين جوة القباب)، وهذه الإشارة مهمة في هذا السياق.
{ “شيخ الأمين” يظن أن (المعاصرة) و(الحداثة) في الدعوة تتلخص في أن يلبس مثل أمراء ومشائخ (الخليج العربي).. فتجده يضع “جلابيب” سوداء وعمامات غريبة علينا، تشبه تلك التي يرتديها حاكم إمارة “دبي” الشيخ “محمد بن راشد”!! ولا يلبس كما كان يلبس الشيخ “عبد الرحيم البرعي”، أو الشيخ “دفع الله الصائم ديمة”، أو “الخليفة الحبر” خليفة الكباشي، أو الخليفة “عثمان” (راجل أم ضواً بان)، أو كما كان يلبس جدي الشيخ “محمد علي ود أبو قرين” عليهم رحمة الله.
{ هذه المظاهر (الباذخة)، والراقدة على وسائد نعم الدنيا، جعلت مجتمع بيت المال – وما جاوره – في حالة (استفزاز) مستمرة، خاصة وأنه مجتمع (فقير) و(رافض) بطبيعة تكوينه.
{ تكاثر المريدين من الشباب، من أحياء “الخرطوم” و”بحري” و”أم درمان”، وغالبهم من (الميسورين)، وتزاحمهم عصر كل (جمعة) في أزقة الحارة القديمة، للمشاركة في برنامج (الذكر)، شكَّل (مضايقة) لأهل الحي، ورغم أن منهم أتباعاً لشيخ “الأمين” ولكن الغالبية رافضون لكل شيء، الحكومة والمعارضة، (الوطني) و(الشعبي) و(الشيوعي).. (الهلال) و(المريخ)..!! لكنهم في ذات الوقت خرجوا بتلقائية عجيبة وغريبة عليهم، ملتحمين مع موكب الرئيس “البشير”، القادم من “وادي سيدنا”، يوم إعلان محكمة “أوكامبو” القبيح، بطلب توقيف الرئيس، وكانت ذروة التلاحم جوار منزل الزعيم الخالد “إسماعيل الأزهري”..!!
{ لكن حالة احتكاك واحدة بين “شاب” من أتباع (الشيخ) وآخر من أطراف بيت المال، كانت القشة التي قصمت ظهر بعير صبر أهل “بيت المال”، فهاجوا، وانتفضوا، وطالبوا بإسكات مكبرات الصوت عند (الذكر)، بل بلغ بعضهم حد المطالبة بإخراج “شيخ الأمين” من الحي!!
{ هذه هي الحقيقة مجردة، بعيداً عن تقارير (الأمن)، و(الشرطة)، ومعتمد أم درمان المحترم المهذب الفريق شرطة “أحمد إمام التهامي”.
{ عزيزي شيخ الأمين: لا تتحرك في دعوتك وممارسة نشاطك محروساً بعزوة ونفوذ (جمهرة شباب) وبعض (أثرياء)، فإن محراب الصوفية يحتاج إلى الكثير من السكينة.. والهدوء، وليس الضجيج.. (الخفوت) وليس (الظهور).. (التقشف) وليس (التكلف)، (العجين) الذي يكفي مئات (المساكين).. وليس (الزبيب) الذي يكفي لعشرين!!
{ أعزائي وأهلي في “بيت المال”: اهدأوا.. وتجاوزوا واصفحوا.. فإنكم أهل حضارة.. وثقافة ومدنيَّة.. والرسالة وصلت.
{ ودامت أم درمان هادئة.
{ شخصي الضعيف من مواليد هذا الحي، وأعرف امتداداته والأحياء المجاورة جيداً، و”ودأرو”، “ود البنا”، “أبو روف”، “سوق الشجرة”، “السيد المكي”، وأعرف طبيعة أهلها، طرائق تفكيرهم، أمزجتهم، ولاءاتهم وانتماءاتهم، وقد عملتُ في بدايات عهد (الإنقاذ) مسؤولاً عن اللجان الشعبية بمجلس (مدينة بيت المال)، وكان يضم (6) أحياء، ووقتها كان الدكتور “الحاج آدم” نائب رئيس الجمهورية الحالي، مشرفاً عاماً على اللجان الشعبية بولاية الخرطوم. في ذلك الحين، لم يكن هناك شيء اسمه (المؤتمر الوطني)، فقد كانت اللجان تمثل (واجهة) للعمل (السياسي) و (الشعبي) وأحياناً (الأمني).
{ وعلى خلفية هذا النشاط السياسي والشعبي المهم، حرَّف بعض سفهاء الجرائد هذه المعلومة، خلال معاركهم الخاسرة ضدي، فزعموا أنني كنت أعمل في مجال النفايات، وليت ذلك كان صحيحاً، إذن لصارت شوارع الخرطوم مثل (صحن الصيني).
{ وعودة إلى “شيخ الأمين” – (المحايتو بيبسي) أو كما يقولون – وهو شاب طموح، ومجتهد، ولي معرفة سابقة به، ولكنه في حاجة إلى مراجعة تجربته الصوفية، فقد أتى بـ (بدع)، و(مظاهر) غريبة على سلوك وتراث وإرث المتصوفة في السودان، و(نحنا أولاد مشايخ وأبواتنا مدفونين جوة القباب)، وهذه الإشارة مهمة في هذا السياق.
{ “شيخ الأمين” يظن أن (المعاصرة) و(الحداثة) في الدعوة تتلخص في أن يلبس مثل أمراء ومشائخ (الخليج العربي).. فتجده يضع “جلابيب” سوداء وعمامات غريبة علينا، تشبه تلك التي يرتديها حاكم إمارة “دبي” الشيخ “محمد بن راشد”!! ولا يلبس كما كان يلبس الشيخ “عبد الرحيم البرعي”، أو الشيخ “دفع الله الصائم ديمة”، أو “الخليفة الحبر” خليفة الكباشي، أو الخليفة “عثمان” (راجل أم ضواً بان)، أو كما كان يلبس جدي الشيخ “محمد علي ود أبو قرين” عليهم رحمة الله.
{ هذه المظاهر (الباذخة)، والراقدة على وسائد نعم الدنيا، جعلت مجتمع بيت المال – وما جاوره – في حالة (استفزاز) مستمرة، خاصة وأنه مجتمع (فقير) و(رافض) بطبيعة تكوينه.
{ تكاثر المريدين من الشباب، من أحياء “الخرطوم” و”بحري” و”أم درمان”، وغالبهم من (الميسورين)، وتزاحمهم عصر كل (جمعة) في أزقة الحارة القديمة، للمشاركة في برنامج (الذكر)، شكَّل (مضايقة) لأهل الحي، ورغم أن منهم أتباعاً لشيخ “الأمين” ولكن الغالبية رافضون لكل شيء، الحكومة والمعارضة، (الوطني) و(الشعبي) و(الشيوعي).. (الهلال) و(المريخ)..!! لكنهم في ذات الوقت خرجوا بتلقائية عجيبة وغريبة عليهم، ملتحمين مع موكب الرئيس “البشير”، القادم من “وادي سيدنا”، يوم إعلان محكمة “أوكامبو” القبيح، بطلب توقيف الرئيس، وكانت ذروة التلاحم جوار منزل الزعيم الخالد “إسماعيل الأزهري”..!!
{ لكن حالة احتكاك واحدة بين “شاب” من أتباع (الشيخ) وآخر من أطراف بيت المال، كانت القشة التي قصمت ظهر بعير صبر أهل “بيت المال”، فهاجوا، وانتفضوا، وطالبوا بإسكات مكبرات الصوت عند (الذكر)، بل بلغ بعضهم حد المطالبة بإخراج “شيخ الأمين” من الحي!!
{ هذه هي الحقيقة مجردة، بعيداً عن تقارير (الأمن)، و(الشرطة)، ومعتمد أم درمان المحترم المهذب الفريق شرطة “أحمد إمام التهامي”.
{ عزيزي شيخ الأمين: لا تتحرك في دعوتك وممارسة نشاطك محروساً بعزوة ونفوذ (جمهرة شباب) وبعض (أثرياء)، فإن محراب الصوفية يحتاج إلى الكثير من السكينة.. والهدوء، وليس الضجيج.. (الخفوت) وليس (الظهور).. (التقشف) وليس (التكلف)، (العجين) الذي يكفي مئات (المساكين).. وليس (الزبيب) الذي يكفي لعشرين!!
{ أعزائي وأهلي في “بيت المال”: اهدأوا.. وتجاوزوا واصفحوا.. فإنكم أهل حضارة.. وثقافة ومدنيَّة.. والرسالة وصلت.
{ ودامت أم درمان هادئة.