النشوف اخرتا
(بختنا) في ولاية الخرطوم
سعد الدين ابراهيم
صديقنا الفنان “أبو عركي البخيت”.. قارئ ممتاز للصحف لأنه يتابع بالرأي والتعليق على ما يكتب.. فيما يليني يشد أزري إن كتبت ما أعجبه.. ولكنه بعتاب رقيق يعلق على ما لا يعجبه.. قال لي: تعليقاً على موضوع.. هذا سقفنا .. ما خليتوا لينا حاجة حلوة.. انتبهتم للسالب فقط ولم تلتفتوا للايجابي .. حكمتم بالبوار على كل شيء.. كنت أفكر فيما قال: وأبحث عن إيجابيات أو عن ثغرات ننفذ منها إلى الترويج للأمل.. ونتنبر بصفات أو سلوك نعتد به.. انصرفت عن التفكير إلى معاودة قراءة كتاب صدر في ستينيات القرن الماضي بعنوان المجتمع الأمريكي عارياً.. كتبه الأمريكي ” فينس ماكارد” المتخرج في معهد الصحافة في ولاية كولومبيا وعمل في عدد من الصحف أخرها صحيفة (كوليرز) متخصص في السلوك البشري .. وقد جمع مادة كتابية في أوائل خمسينيات القرن الماضي .. ومؤلفاته السابقة كانت (الغواة المتوارون)، (الساعون للمجد)، (تجار الخردة) و(متسلقو الهرم)، وكان يُدرس مادة الكتابة الصحافية بجامعة نيويورك.
المهم قرىت الكتاب.. وأنا أبحث عن (حاجة كويسة) عندنا..
فوجدت إننا نعيش حرية غير مسبوقة في ولاية الخرطوم خاصة من جهة دفع الرسوم في حركتنا الاجتماعية والعملية وذلك بالمقارنة بولاية نيويورك.. فوجدت أننا أحرار جداً إن أردت أن تسعى غنماً .. أو تمتلك كلباً أو قطط.. أو تروي حديقتك أو تشترك في سباق.. أو حين يموت حيوان أليف تربيه وترميه في الكوشة ومرات الشارع.. فقلت أذن هذه ميزة نتمتع بها فقد قرأت أن حيرة أهالي نيويورك تطرح قضية هامه.. (فهنالك الآن أكثر من ألف نشاط يحتاج المرء من أجله إلى تصريح أو إذن من الولاية وتحصد إدارة التصاريح أكثر من مليون ونصف دولار مقابل رسوم وأذون وتصاريح.. إذا كنت ممن يقيمون في مدينة نيويورك فأنت تنتهك رسمياً التعليمات لو حاولت أن تفعل شيئاً مما يلي دون أن يكون معك التصريح أو الإذن أو الشهادة المناسبة لممارسة:-
-تربية ماعز
-وضع منضدة البنج بونج في منزلك
-عند زراعة شجرة
-استخدام خرطوم لتروي حديقة
-الاشتراك في سباق عدو لاجتياز الضاحية حول حديقة عامة
-الإعداد لرقص عام
-الاشتراك في سباق الخيل بقصد الربح
-إقامة مخيم
-العمل كبائع علف
-التخلص من أي حيوان أليف ميت
-أن تعمل بواباً أو محصل تذاكر في مباراة ملاكمة
-إقامة حفلة تنكرية
-مزاولة أي عمل في المنزل).
الله على الحرية في ولاية الخرطوم