بكل الوضوح
موت أشجار (رامبو) واختفاء (أبو شنب)
عامر باشاب
{ ما زالت تلال وأكوام النفايات تملأ الطرقات الرئيسية والشوارع الفرعية داخل الأحياء السكنية والأسواق الكبيرة بالمدن الثلاث بولاية الخرطوم وغيرها من المناظر القبيحة التي أصبحت سمة تلازم عاصمتنا الخرطوم.. ومن وسط هذا القبح كانت هناك ملامح جمالية ومشاهد حضارية وضعها سعادة العميد “يوسف عبد الفتاح” عندما كان يقود هيئة ترقية السلوك الحضري، وظل (رامبو) على مدار الساعة موجوداً في الشوارع والتقاطعات والحدائق والمتنزهات ليل نهار يعمل بجد واجتهاد، وأنجز العديد من الأعمال المدهشة اللافتة للانتباه هنا وهناك، وشاركه في ذلك خبراء زراعيين ومهندسين وفنانين تشكيليين وحرفيين، وفي وقت وجيز ظهرت تلك اللمسات الإبداعية عبر التشجير والتنجيل والنوافير والإنارة والرسم والنحت التشكيلي الذي ظهر جماله في الجداريات والمجسمات التي تعكس تراث بلادنا القومي.
{ لكن للأسف يبدو أن قرار حل هيئة ترقية السلوك الحضري ظهرت آثاره سريعاً وجاءت نتائجه كارثية، فالمتابع لأحوال شوارع عصمتنا الخرطوم يلاحظ موت العديد من الأشجار وذبول الأزهار فقد رأيت بأم عيني بعض الأشجار التي غرسها ورعاها (رامبو) قد ماتت وتيبست.. وعليه نرجو من السيد والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” أن يعيد (ترقية السلوك الحضري) بكل عامليها، وفي مقدمتهم العميد “يوسف عبد الفتاح”، حتى تعود للخرطوم بعض الملامح الجمالية التي فقدتها، وحتى لا تفقد ما تبقى في المستقبل بسبب الإهمال.
} وضوح أخير
{ قبل عيد الأضحى بأيام قلائل انتفض معتمد الخرطوم “أبو شنب” وبدأ حملة نظافة جادة كان يشرف عليها بنفسه ميدانياً.. كتبنا عن تلك الحملة وأشدنا بها، ولكي “تنعدل” الصور المقلوبة تمنينا استمرار الحملة بذات الجدية والحماسة بآلياتها ورجالها من مجندي الخدمة الوطنية، ولكن سرعان توقفت الحملة وغاب “أبو شنب” ورجاله عن الشوارع وعادت الأوساخ تحتل المشهد العام في الخرطوم عموم.
{ مجرد سؤال.. أين المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم؟!