أخبار

براءة مدحت

نيابة المال العام التي أُحيلت إليها قضية المستشار (مدحت) قالت كلمتها ورفعت تقريرها لوزير العدل مولانا (محمد بشارة دوسه) ليقول كلمته بإعلان ما توصلت إليه النيابة من براءة المستشار (مدحت) من كل التهم التي وجهت إليه بعد أن أثبتت لجنة التحقيق الأولى أن (مدحت) ارتكب أخطاء إدارية فقط لا ترقى لتوجيه تهمة الفساد أو تجاوز السلطات الممنوحة أو خرق القانون، وأثبتت اللجنة الأولى خطأ (مدحت) في ورود اسمه ضمن المؤسسين لشركة خاصة رغم أن الشركة المشار إليها ماتت في المهد صبية، ولم تخرج للوجود إلا في الأوراق الخاصة بمسجل الشركات التي يسعى البعض لتأسيسها ويفشلون في الحصول على مال تسييرها. وبعد إحالة وزير العدل تقرير اللجنة الأولى لنيابة المال العام التي حققت مع المستشار (مدحت) لشهور وفحصت الأوراق والمستندات الخاصة بالقضية واستدعت أشخاصاً بعدد الحصى. حصحص الحق وقالت النيابة المتخصصة في قضايا المال العام كلمتها، ولم تجد ما يدين المستشار (مدحت) رغم المناخ الذي تحيط بالقضية من محاكمات لمتهم لم تثبت عليه الجريمة بعد.
لكن النيابة قالت بما نص عليه القانون ولم ترهبها (أبواق) الإعلام التي (شنقت) المستشار (مدحت) في رابعة النهار، وفرضت عليه قيود الوظيفة وقانون الخدمة المدنية أن يصمت (ولا يدافع) عن نفسه وشرفه وأسرته التي تآذت مما أثير في وسائل الإعلام من تهم غليظة بحق إنسان أثبت القضاء براءته من التهم التي حوكم بها في أجهزة الإعلام.
{ هل من حق المستشار (مدحت) بعد أن ثبتت براءته أن يقول كلمته للرأي العام، أم لا يزال السيد وزير العدل على موقفه الرافض للمستشارين الحديث في القضايا التي لها علاقة بالمهنة؟ حتى لو اقتضت الضرورة أن (يدافع) الإنسان عن نفسه من (تهجمات) الآخرين مثلما هي الحال في قضية المستشار (مدحت) التي انتهت ببراءته.
{ الرأي العام ينتظر إفادات (مدحت) لطي صفحة قضية شغلت الساحة وأطلت برأسها بغتة، ولكن قضية المستشار (مدحت) وراؤها (كلام) وأمامها (كلام) ومن بعدها (كلام) خاصة و(مدحت) من المستشارين المشهود لهم بالكفاءة وخدمة المجتمع، ولكن حرب داحس والغبراء بين (الكويمات) الصغيرة ومراكز القوى الكبيرة هي من (تشعل) النيران، ويتربص المتربصون بآخرين في هجعة الليل، وفي رابعة النهار الأغر تخرج الأفاعي (للدغ) الآخرين.
{ المستشار (مدحت) ضحية لأبواق الإعلام ولعاطفية الرأي العام ونبذه لكل إدعاء بأن ثمة فساد وضحية لمجموعة داخل وزارة العدل تتربص به وآخرون يمتد وجودهم من بوابات الوزارة حتى رأسها في قمة السلطة (الوزير)، ولكن الحق قد أصبح صبحه، وخرج الآن (مدحت) بثياب بيضاء يمشي الهوينى بين ردهات العدل. (مدحت) الذي تمت تبرئته لا تجمعني به إلا جغرافية الوطن الكبير، ولم تقع عيني عليه حتى اللحظة وهو كذلك، ولكني و(طنَّت) نفسي على الوقوف إلى صف الضعيف حتى يقوى والمظلوم حتى ترد إليه حقوقه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية