"عبد الرحمن الصادق" .. نجمة الصبر على الأزمات !
ما ظل يقوم به العميد “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية، من مجهودات واتصالات سياسية لترميم ما تهدم من علاقات بين (المؤتمر الوطني) وحزب (الأمة القومي)، وأسفرت عن ترحيب الرئيس “البشير” أمس الأول بنداء الإمام “الصادق المهدي” الذي أطلقه في ثنايا خطبة عيد الأضحى المبارك حول السلام والتحول الديمقراطي في البلاد، هو بلا شك عمل وطني كبير يحسب في ميزان قدرات وإمكانيات العميد “عبد الرحمن” .
قبل ثلاثة شهور .. زارني الأخ “عبد الرحمن” بالمنزل بعد عودتي من رحلة العلاج، ودار بيننا نقاش سياسي حول هموم وقضايا الوطن، وقد لفت نظري حقاً برؤاه ومواقفه، وحكمته التي تجاوز عمره وتجربته .
كانت أول مرة يدور بيننا فيها حوار مباشر، ولم تكن كلماته وخطبه المكتوبة التي يلقيها في احتفالات ومناسبات مختلفة كافية لسبر أغواره الفكرية ومعرفة دواخله السياسية .
أدهشني بأنه بدا (ماهلاً) كجسده الممدود، مفتوحاً على الآخر دون تعصب وإحن، مؤمناً بقناعة بما يؤديه من واجب داخل (القصر الجمهوري) وخارجه، صبور على الأزمات ولا يتعامل بردود الفعل، قادر على امتصاص الصدمات، وإلا فحدثوني عن شخص يقاد والده وأخته للسجون، فيبقى في مكانه محتملاً، كاظم غيظه إلى أن تصفو المياه، ولو بعد عام، فيرحب (الرئيس) بنداء (الإمام) !!
هي القدرات السياسية، والدربة على تخطي الشراك، وعبور الحواجز، و”عبد الرحمن المهدي” من أبطال أفريقيا في رياضة القفز فوق الحواجز بالخيول، ورفع الأوتاد من على ظهور الصافنات الجياد !
ورغم ما يتبدى على مظهر أمير (الأنصار) الشاب من خشونة مرتبطة بالرياضات العنيفة التي يمارسها باستمرار مع إخوانه، إلا أنني لمست فيه روحاً ميالة للعفو والتسامح، وشخصية تنبذ العنف وتدعو للسلام ! وليس لدينا ما نقدمه له غير أن نشجعه وندفع فيه الأمل أملاً في غدٍ مشرق وحالٍ مختلف .
امضِ أخي “عبد الرحمن” في طريقك لتعبيد طريق التآخي الوطني ورتق نسيج السودان السياسي، غير عابئ ولا آبه بالمتطرفين من الطرفين، فالوطن لا يبنيه غير أصحاب النفوس الكبار والهمم العوالي .
تجاوز متوهمي المعارضة في حزب الأمة وكيان الأنصار وبقية أحزاب الزمن القديم، وكيانات (الهلام السياسي) الجديدة، وتجاوز الذين يظنون أن خروج السيد “الصادق المهدي” من البلاد يريح أعصابهم ويفسح لهم المزيد من المساحات والفرص .
نختلف أو نتفق معه، يبقى السيد “الصادق المهدي” قيمة وطنية كبيرة ومهمة، ورقماً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية بالبلاد .
{سبت أخضر.