حوارات

القيادي بحزب الأمة القومي دكتور "إبراهيم الأمين" لـ(المجهر) (2-2)

حوار- وليد النور
{ أين موقع دكتور “إبراهيم الأمين” في حزب الأمة؟
_ “إبراهيم الأمين” عضو فاعل في حزب الأمة، وبالتالي أنا لا أتقيد في الموقع الذي أنا فيه، رغم أنني الآن أعتقد وبعد قرار مجلس الأحزاب أنا الأمين العام، لكن لا أريد أن أستغل هذا القرار لأوجه أي عمل فيه مساس بوحدة حزب الأمة أو هيبته. وأعتقد أننا جميعاً سنعمل على لمّ الشمل من أجل المستقبل وحتى يقوم المؤتمر الثامن لحزب الأمة ويكون نموذجياً، وفيه عودة إلى التأسيس، على أن نطالب السيد رئيس الحزب بأن تتكون لجنة وفاقية تجمع كل قيادات حزب الأمة.
{ “إبراهيم الأمين” جاء إلى منصب الأمين العام عبر التكتلات وخرج أيضاً بالتكتلات؟
_ أولاً أنا ضد التكتلات واللوبيات، وضد أن تستغل في العمل السياسي، وهذه قد تحدث إذا كانت بهدف عبور مرحلة معينة، لكن إذا كانت هذه التكتلات تؤدي إلى الاستقطاب والإقصاء فهذا مرفوض، وأنا الآن لا أمثل تياراً، وأنا أرفض رفضاً تاماً أي عمل يحدث انشقاقاً في حزب الأمة، أو الحديث عن حزب جديد موازٍ.. أنا مع حزب الأمة وقواعده، ومع إصلاح حزب الأمة من الداخل.. وكما ذكرت لك نحن لدينا رؤية واضحة وكل المشاكل التي نعيشها تحتاج إلى معالجة.
{ هل هنالك خلل في تنظيم حزب الأمة؟
– الخلل التنظيمي في حزب الأمة موجود، وهذا لا يمكن أن يتم وينصلح إلا بإعادة هيكلة الحزب من القاعدة إلى القمة وفق رؤية واضحة جداً وبشفافية مطلقة ومشاركة واسعة، ولمّ الشمل لكل تيارات حزب الأمة وكل الذين ابتعدوا لسبب أو آخر، على أن تتولى عملية بناء الحزب لجنة، وهذه اللجنة يتم تكوينها بالتشاور ويتولاها السيد رئيس حزب الأمة وأن تتوفر فيها أولاً الخبرة، ثانياً القبول من الناس، ثالثاً وضوح الرؤية ورابعاً أن تبدأ هذه اللجنة عملها وفق رؤية واضحة جداً من المؤتمرات القاعدية والوسيطة على مستوى المحليات مروراً بمؤتمرات الولايات إلى المؤتمر القومي، على أن يتم فيها حصر لعضوية حزب الأمة، وأن يكون فيها تنظيم محكم لمعرفة من ينتمي للحزب، ويمكن عبر ذلك أن تكون هنالك اشتراكات وتربط هذه الاشتراكات بأن لا يسمح أن يتم تصعيد عضو إلى المستوى الأعلى إلا بعد دفع الاشتراكات.. بهذه الطريقة نحل مشكلة الخلل التنظيمي، ونحل عن طريق مشاركة كل أبناء حزب الأمة في تمويل الحزب قضية التمويل وقضية  الاستقطابات ومحاولة البعض القفز بالعمود والوصول إلى مواقع دون مرور بالمحطات الحقيقية.
{ ما هي المشاكل المزمنة التي يعاني منها الحزب؟
_ المشاكل التي نعانيها مكررة، لا سيما الخلافات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، فهي تؤكد أن هنالك خللاً تنظيمياً.. وقد اعترف الحزب في أماكن عديدة أن لديه ثلاث مشاكل أساسية، التنظيم والتمويل والإعلام.. هذه القضايا يجب أن تتم معالجتها قبل المؤتمر الثامن عبر ورش متخصصة تناقش دستور حزب الأمة بصورة تمكننا من معالجة أية ثغرات حدثت في الدساتير السابقة تعالج فيها قضية الإعلام والتمويل.
{ لن تحل هذه المشاكل لأن حزب الأمة حزب طائفة وأسرة؟
_ الحديث عن أن حزب الأمة حزب أسرة وطائفي غير صحيح.. حزب الأمة لو رجعنا إلى التاريخ نجده مشاركاً في كل التطورات التي حدثت في تحرير السودان الذي لعب فيه قادة حزب الأمة دوراً كبيراً وقدموا تضحية لهذا السودان.. ونجده وقف ضد كل النظم الشمولية أكثر من أي حزب وساهم في تهيئة البلد للاستقلال.. وإلى الآن حتى “أحداث سبتمبر” السابقة أكثر الناس الذين تضرروا واعتقلوا وحتى مركز الحراك للتظاهرات كان من مسجد (السيد عبد الرحمن).. لذلك أي حديث عن أنه حزب أسرة غير صحيح.. نعم فيه أسرة “المهدي” ولها دور وتقدير، لكن حزب الأمة فيه حراك واسع جداً سواء أكان وسط الشباب أو وسط القواعد، وأي إنسان من بيت “المهدي” أو من غيره يجب أن يتوفر فيه القبول والمعايير والصفات التي تقدمه لتولي موقع في حزب الأمة.. هذا ما نريده في المؤتمر القادم في المقام الأول للقواعد وهي صاحبة الكلمة الفاصلة.. ثانياً ألا يتقدم أي شخص لأي موقع ما لم يجد القبول من القواعد وتتوفر فيه المواصفات التي تمكنه من الترقي لأي موقع قيادي.
{ قيادة حزب الأمة لم تخرج من آل “المهدي”؟
_ نحن لا نتحدث عن إبعاد أسرة “المهدي”.. نحن نتحدث عن تنظيم الحزب ووضع معايير معلنة للناس.. وبالمناسبة طوائف حزب الأمة والأنصار النسبة العالية منهم تتوفر فيهم درجة من الشجاعة الأدبية وقوة المنطق، لكن يجب أن نوفر البيئة المناسبة.. نحن مشكلتنا أننا في المؤتمر لم نوفر البيئة لقواعدنا من أن تكون لهم الكلمة النهائية في تنظيم الحزب.. الآن همنا كله توفير البيئة المناسبة والشفافية المطلقة.. وكما ذكرت، مرحباً بأي إنسان من بيت “المهدي” يتقدم الصفوف، لكن فقط يتقدم بإرادة الناس.
{ هل المشكلة في النخب؟
_ نحن نريد معالجة كل هذه القضايا، ولا نريد أن نعالجها في إطار لقاءات وصراعات بين النخب.. نريد مراجعتها مراجعة جذرية، وأن تتم بمناصب التأسيس وبمشاركة واسعة وبقرار من قواعد حزب الأمة.
{ هنالك حديث عن صراع داخل أسرة “المهدي” في وراثة الحزب؟
_ أي حديث من إنسان يحاول أن يختزل قضايا الحزب والجماهير ومشاكل البلد بأكملها في صراع داخل بيت “المهدي” في رأيي هذا إنسان غير عاقل وغير سوي، لأن حزب الأمة حزب لكل أهل السودان.. والناس الذين في بيت “المهدي” أو غيره وأعضاء في حزب الأمة لهم مكانتهم وتقديرهم، لكن هذا لا يعني أن لهم مواقع محجوزة وأن كل واحد منهم في رأسه ريشة.
{ معروف في الأحزاب أن من يدفع أكثر هو الذي يتولى القيادة؟
_ نحن قلنا إن الهدف من المؤتمر الثامن الرجوع للقواعد لمعالجة القضايا الثلاث التي ذكرتها ومن ضمنها قضية التمويل، وتمويل أي حزب في الدنيا لديه ثلاثة مصادر، إما يكون تمويلاً من الجماهير ومعه استثمار، أو تمويلاً بتبرعات من بعض الميسورين في الحزب، أو تمويلاً خارجياً وهو مرفوض لأنه يتحكم في قرارات الحزب.. والتمويل بالنسبة لحزب الأمة، كان الناس يتبرعون لدائرة “المهدي” وبعد أن جاءت الإنقاذ واحتكرت السلطة واحتكرت السوق أفقرت كل الناس الذين كانت لديهم إمكانيات، وليس لدينا أي مجال غير اللجوء للجماهير والاشتراكات.
{ حزب يمتلك جماهير لكنه لا يستطيع إخراجها للشارع؟
_ أولاً قضية الخروج للشارع.. قلت لك إن حزب الأمة لديه رؤية واضحة كحزب معارض وداخل في تحالف مع القوى المعارضة، وهذه كلها تخضع إلى أنك تتحكم فيها في الوقت المناسب.
{ لكن المؤتمر العام الثامن المشكلة التي ستواجهه هي كيفية تجميع الفرقاء في لجنة واحدة؟
_ لا.. الآن يمكن أن يصبح هنالك اتفاق عام، ومبدأ لمّ الشمل لم يعد هنالك خلاف عليه، ومبدأ المؤتمر الثامن كوعاء يجمع الجميع هنالك اتفاق عليه، وبالتالي على الناس تنفيذ هذا الأمر بالصورة المقبولة لكل الناس.. قطعاً ستكون خطوة متقدمة لمعالجة مشاكل حزب الأمة لا سيما أن التشاور ماضٍ وقطع شوطاً كبيراً جداً في هذا الأمر لأنه ليس هنالك خيار لحزب الأمة سوى أن تحل هذه القضية بإرادة الجماهير ومشاركتهم بالرؤية التي أنا ذكرتها.
{ وجود السيد “الصادق” خارج السودان أثر في نشاط الحزب داخلياً؟
_ حزب الأمة وموقفه الآن واضح، وهو يتكلم بلغة واضحة جداً، وفي مرحلة من المراحل كان يتحدث عن الحوار، وهو لا يرفض مبدأ الحوار لكن الطريقة التي يتم بها الحوار الآن في نظر حزب الأمة غير مجدية، لذلك هو يتحدث في محاولة لتجميع كل القوى المعارضة لتتقدم برؤية جديدة، هذه الرؤية تُمكن من إيجاد حل لمشاكل السودان سلمياً، وإذا لم تحل سلمياً واستمر كل طرف في تشدد واستمر المؤتمر الوطني في الحوار بالشكل الحالي قطعاً أزمة السودان ستتعقد، لأن ما حدث في الانتخابات السابقة كان رسالة واضحة جداً من الشعب السوداني للحكومة والمعارضة أن هنالك أزمة معقدة، وأن الحكومة لم تتمكن من حل هذه الأزمة، والمعارضة لم تتمكن من إدارة الحكومة بالصورة المطلوبة، وبالتالي كان لابد من التفكير في خيارات جديدة، وهذه الخيارات هي الرجوع للشعب.
{ حزب الأمة متهم بأنه كلما أحكمت المعارضة القبضة على الحكومة يقطع الطريق أمامها باتفاق مع الحكومة؟
– للأسف الشديد، المعارضة تنظر في النتيجة، لأن في أي نظام شمولي يتمكن النظام الحاكم من اختراق المعارضة وتشتيتها، وحزب الأمة نفسه لم ينج، والشيوعي حدثت فيه انشقاقات، والاتحادي والمؤتمر الوطني نفسه حدثت فيه انشقاقات.. لذلك هنالك أزمة وليست أزمة سلطة فقط بل أزمة نخب كذلك.. وللأسف الشديد هي طيلة فترة الحكم الوطني اهتمت بصراعاتنا أكثر من اهتمامها بالقضايا العامة، وبالتالي أصحبت وكأنها تفكر بالنيابة عن الناس.. لذلك هنالك مشكلة، ونحن نحتاج لإصلاح حزبي ليس على مستوى السلطة الحاكمة فقط أو تغيير وجوه، لكن الحل بالنسبة للسودان يجب أن يكون حلاً جذرياً يحدث حكماً ديمقراطياً وفترة انتقال تعالج فيها- بعد مراجعة نقدية لكل تجارب الحكم الوطني- كل القضايا التي أدت إلى تخلف السودان بالصورة المزرية التي نراها اليوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية