النشوف اخرتا
ليس الحكم وحده الخائن
سعد الدين ابراهيم
أظهرت مشاركات «الهلال والمريخ» معاً في كأس أبطال أفريقيا .. تعصباً أعمى .. وعدوانية لا تشبه كرة القدم التي هي رياضة للبدن والنفس .. نتائجها معروفة لا تخرج من ثلاثة احتمالات انتصار .. هزيمة .. تعادل .. والمفروض فيها أن يهنئ المهزوم المنتصر .. ويقول له المنتصر : هاردلك .. وهاردلك ذاتها بترجمتها اللفظية جارحة .. حظ سيء .. إلا في سياق ترجمتها .. إنه الحظ أو هو الحظ .. والسودانيون يعربون هاردلك هذه .. فيؤنثونها يقول : هاردلكي .. ويجمعونها : هاردلكم .. وهذا تجريح سوداني ولكنه مقبول .. إذ استخدمه شيخ شعراء الحقيبة ود الرضي حين وصف محبوبته « يالفري قودة » فأنت فري قود « very good » بإضافة التاء المربوطة.
نعود لإفرازات التعصب .. ظهرت نغمة جديدة «مشترين الكورة» قبل حين كانت مشترين الحكم .. الآن مشترين الكرة من الفريق ذاته فالمريخ اشترى من ناس الإتحاد نتيجة المباراة .. كذلك اشترى الهلال المباراة من سموحة وهذه جديدة .. لكن مع استشراء الفساد محلياً وقومياً وعالمياً .. يمكن تحصل .. ليه لأ .. لكن حتى لو حصلت فينبغي سترها ولو إنني لا أعتقد أن شراء فريق بأكمله بإداريه ولاعبيه وجهازه الفني يمكن أن يشترى وإلا كان السعر خرافياً.
أمتد التعصب إلى شماتة محيرة .. فمذيع «هوى السودان» وكان يذيع مباراة الهلال وسموحة .. وأحرز سموحة هدفه الأول في الدقيقة عشرين تقريباً صاح متهللاً : الهلال باي باي .. خلاص الهلال باي باي .. في شماتة ليست خلاقة فتبقى ثلاثة أرباع المباراة واحتمال تعادل الهلال وارد وربما انتصاره .. ومعروف أن الهلال في الآونة الأخيرة يعود سريعاً إلى التعادل والانتصار، وقد فعلها في معظم مبارياته .. هل نسي المعلق العجيب هذا أن الهلالاب يستمعون إليه وينبغي أن يكون محايداً .. فلا مانع من أن ينتمي لفريق المريخ ولكن المهنية كانت تتطلب منه بعض الحكمة .. أو الثبوت الانفعالي .. فالإعلامي الحق لا يشمت في فريق الخصم على الهواء مباشرة .. ونحن نشجع الهلال ولا نواري ذلك .. ولكن لأننا نكتب للهلالاب والمريخاب فنخلع رداء الانتماء الضيق ونحي المريخ حين ينتصر خارجياً .. فأنا والله أطربني وأبهجني انتصار المريخ فحين يقابل المريخ الإتحاد الجزائري يصبح ابن عمي على الغريب أظهرت مشاركة الهلال والمريخ تعصباً قبيحاً .. وشماتة وتقليل شأن .. صحيح إنها ظاهرة موجودة هنا وهناك ولكننا مازلنا نحبوا في كرة القدم بعد أن كنا نركض .. وهذه الردة حتى نفيق منها .. نحتاج إلى تشجيع متحضر وقومي ووطني ..صحيح لا يحلو الانتصار إلا بمكايدة الخصم ولكن في حدود اللباقة والكياسة والمزاح الإخواني وليس المزاح العدواني.
أعان الله كلاً على كلٍ !