رأي

المشهد السياسي

وفد الهيئة التشريعية ألقى بالكثير ولكن..!

موسى يعقوب
 
انعقاد المؤتمر الرابع لاتحاد البرلمانات الدولية الرابع بنيويورك في إطار الأمم المتحدة عوضاً عن “جنيف” هذه المرة وهو ينعقد كل خمس سنوات، كان فرصة لرئيس الهيئة التشريعية السودانية البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ووفده لكي يبذلا جهداً مقدراً في إزالة تشويه صورة السودان في الخارج، ذلك عبر البيان الذي ألقي في المؤتمر وعبر الحراك الواسع الذي قام به السيد رئيس الوفد، ولم يكن قاصراً على العاصمة الدبلوماسية “نيويورك” وحدها وإنما وصل إلى العاصمة السياسية “واشنطن”، حيث التقى السيد وزير الخارجية الأمريكية وبعض أعضاء الكونغرس وغيرهم.
ولأن مؤتمر وتجمع اتحاد البرلمانات والمجالس التشريعية الدولي يطمح إلى قيام حكومة دولية واحدة وبرلمان دولي منتخب وموحد، أساسهما الديمقراطية والعدالة والإنسانية وحقوق الإنسان والسلام والتنمية.. الـخ فإن البروفيسور “عمر” كما أبان في مؤتمره الصحفي ظهر (الأحد) طرح في بيانه أمام الحضور ما يجري وتم تحقيقه في السودان من تلك المظاهر والمطلوبات، من حيث الممارسة الديمقراطية وحقوق المرأة والسلام والتنمية، وما يجري من جهد وعمل من أجل الحوار الوطني والمجتمعي الذي لا يستثني أحداً.. ويتوقع له القيام في العاشر من أكتوبر تشرين الأول 2015م.
ولم ينسَ البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” في بيانه المشار إليه كما ذكر في مؤتمره الصحفي المذكو، من أن يتناول فرية الإرهاب والتطرف في الإسلام.. وهو ما تكذبه الوقائع والحقائق على الأرض – كما قال ونقول ويقول غيرنا.. فالسودان لا يرعى الإرهاب ولا يدعمه ولا يشجع التطرف في المعتقد الديني والإسلامي.. فإسلام جمهورية السودان (وسطي).. وعلماؤه وقادته الدينيون يدعون إلى الوسطية ويبشرون بها. فضلاً عن ذلك الذي قيل في مؤتمر اتحاد البرلمانات الدولي فإن السيد رئيس الهيئة التشريعية القومية السودانية قد نقل ذلك، عبر لقاء مشهور إلى السيد وزير الخارجية الأمريكي.. ورد عليه الأخير بما يرى من سياسة اعتمدتها الإدارات الأمريكية المختلفة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، التي جرى فيها الهجوم على برج التجارة العالمي بنيويورك وجزء من وزارة الدفاع الأمريكي بواشنطن.
واللقاء ونقل وجهة النظر والواقع السوداني للسيد وزير الخارجية يعد خطوة لابد منها.
على أن ما أثار إعجاب حضور ذلك المؤتمر الصحفي من إعلاميين وقادة رأي هو طرح السيد البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” لواقعة العقوبات والمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية التي ظل السوداني يعاني منها منذ سنوات طويلة، في مؤتمر برلماني دولي جامع يطمح إلى قيام حكومة عالمية واحدة ومجلس تشريعي – برلماني منتخب واحد وديمقراطي.
العقوبات على السودان – قال “عمر” (وبالحرف الواحد) غير ديمقراطية وغير إنسانية بحسبانها تمت من دولة بعينها..!
والمقصود هنا الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود مجموعة الـ(ناتو) في مجلس الأمن الدولي، وتملك حق النقض الـ(فيتو) لما ترى أو ترغب فيه من قرارات صادرة عن مجلس الأمن، بل لها صلاحيات أخرى لا تملكها ولكنها تمارسها والإشارة هنا بتقديرنا إلى (المحكمة الجنائية الدولية) التي لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية على ميثاقها.. إلا أنها تستخدمها كعصا تضرب وتخيف من ترى من حكومات وشعوب العالم الثالث..!
فالسودان المقاطع والذي فرضت عليه عقوبات منذ سنوات بل ولم ينج من صواريخ كروز التي ضربت مصنع الشفاء للدواء في 30 أغسطس – آب 1998م، كل ذلك جرى له وما يزال من قبل قطب دولي بعينه هو القطب الأمريكي.
إن النظام العالمي الذي نشأ بعد نصر الحلفاء الغربيين في الحرب العالمية الثانية – نقول هو الذي جاء لنا بنظام عالمي غير ديمقراطي وغير إنساني وتسيطر عليه مجموعة بعينها من ذلك الحلف.. وإلا أين جمهورية العراق التي ذهبت وتبددت مواردها ومعيناتها جراء ادعاءات واتهامات لم تثبت، بل اُعترف بأنها كانت وساوس وهواجس ألقى بها في الأذهان والخطط حادث الحادي عشر من سبتمبر – أيلول 2001م.
اتحاد البرلمانات الدولي سيظل يمارس مؤتمراته كل خمس سنوات وستظل أحلامه وطموحاته بقيام حكومة عالمية واحدة ومجلس تشريعي واحد مستمرة، ولكننا نخشى على تلك الأحلام والطموحات من زلزلة الواقع المعاش الذي تتحكم فيه مجموعة (1+5) بل قطب دولي واحد له طموحاته ومصالحه والله نسأله العافية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية