مسألة مستعجلة
نوم أهل المَجْمَع!!
نجل الدين ادم
حالة إرباك حدثت أمس (الأحد) من جراء غياب نتيجة تحري هلال شهر ذي الحجة وعدم إلمام معظم المواطنين بها حتى صباح يوم (الاثنين)، سيما وأنهم كانوا في حالة ترقب ليعرفوا أول أيام عيد الأضحى المبارك، خصوصاً والسعودية قد أعلنت قبل ثلاثة أيام بأن تحري الرؤية سيكون مساء يوم (الأحد) الموافق 29 ذو القعدة. وهذه دعوة للكافة طبعاً في السودان وعمان وباكستان و ..و ..، يعني على كل دول العالم بأن يكونوا في ذلك اليوم في حالة ترقب لتلقي أي شهادات من عدول برؤية الهلال، حتى تعين المحكمة الشرعية في المملكة العربية السعودية الإعلان عن موعد عيد الأضحى. يعني السعودية ممكن تقبل نتيجة تحري الرؤية عندنا هنا في السودان إذا تثبتت الجهات ذات الصلة وهي مجمع الفقه الإسلامي من ذلك، وخاطبت السلطات السعودية بالخصوص، شأنها شأن تحري الرؤية في شهر رمضان، لكن وينا الجهات ذات الصلة ووينو المَجْمَع؟، كما ذكرت الغالبية العظمى من السودانيين ناموا في ليلة أمس دون أن تعرف نتيجة التحري، إلا أولئك الذين اجتهدوا في تقليب القنوات الخارجية في أوقات متأخرة من مساء أمس.
المهم كتر خير قلة قليلة من الجرائد المحلية اجتهدت وعلى رأسها جريدتنا (المجهر) وجابت الخبر اليقين من خارج الحدود، والمجمع في نوم عميق، ولا أعرف هل اجتمع بهذا الخصوص أم لم يجتمع؟، فعند تحري هلال شهر رمضان عند كل عام كان دائماً ما يقدم الدعوة للصحف لحضور المؤتمر الصحفي لإعلان نتيجة تحري شهر رمضان، ويعم الخبر بعد ذلك القرى والحضر. هذه المرة لم تصلنا أي دعوة ربما نسي مَجْمَع الفقه أو .. أو ، وأرجو أن نجد له العذر، مع أنني لا أتخيل أن ينسى المَجْمَع هذا الحدث المهم والمَجْمَع في الأساس كل عمله ينحصر في الاجتماع السنوي للعيد!، مع أنشطة قليلة أخرى. فإذا كان مَجْمَع الفقه قد اجتمع بالفعل وكان عامل حسابو لكن دون أن يخطر المواطنين في الراديو أو الجرايد، فهذا في حد ذاته إخفاق، إذ أنه ما كان ينبغي أن يقع في هذا الأمر، لأن السؤال المنطقي .. فيما الاجتماع إذا لم تكن هناك نتيجة؟!، طبعاً المَجْمَع لم ينشر قبل يوم أو يومين من تحري الرؤية أي إعلان عبر وسائل الإعلام يدعو فيه المواطنين لتحري هلال ذي الحجة والإبلاغ عند رؤية الهلال. أما الاحتمال الثاني أن لا يكون المَجْمَع قد اجتمع من أصلو وظل منتظراً، فهذا هو الإشكال الأكبر.
أما إذا قال المَجْمَع إنو ما عندو شغلة بهلال شهر ذي الحجة، بس رمضان، مع أنو الهلال هو هلال، كان على أقل تقدير أن يقوم بدور الناقل وينقل لنا من السعودية الخبر اليقين، بيوم الوقوف بعرفة وأول أيام العيد ويعلنه، بدلاً من حالة الإرباك التي حدثت وهو المسؤول الأول والأخير عن إطلاعنا.
لا أريد أن أقول لعضوية المجمع أخطأتوا وأخفقتوا .. لكن صحوا النوم وكل عيد وأنتم صاحين.