رأي

مسألة مستعجلة

دمغة لعلاج مرض السرطان..!!

نجل الدين ادم

صدمت من التزايد الكبير في حالات الإصابة بمرض السرطان وسط الأطفال، حسبما نقلت الصحف أمس.. تخيلوا، (486) حالة إصابة خلال تسعة أشهر، وهنالك (45) مصاباً يومياً.. شفى الله أطفال السودان من هذا المرض القاتل، فالرقم يدعو إلى الشفقة وأن تتمعن الجهات الرسمية وكل صاحب ضمير حي في أسباب هذا التزايد المخيف حتى تتمكن من تلافيه ما أمكن، وفي المقابل تكون الأجهزة الصحية جاهزة للتعامل مع الحالات التي تظهر خاصة وأن وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور “مأمون حميدة” ذكر أمس أن فرص العلاج كبيرة إذا ما تم الكشف عن المرض مبكراً.
 هذه الأرقام تحتاج بالفعل أن تعلن الحكومة الطوارئ وتطلب المساعدة حتى تستطيع التقليل من حالات الإصابة، فبمزيد من البحث العلمي يمكن أن تحيل السلطات الصحية الوضع الماثل إلى ظرف أفضل من هذا الذي يحيط بأطفال الآن.. وقد سعدت جداً بمبادرة إنشاء مستشفى متخصص لعلاج مرضى السرطان من الأطفال، فالأطفال هم المستقبل، وفي صحتهم صحة للمجتمع، وفي سقمهم سقم للمجتمع.. وأفضل ما في المبادرة أن الطرف الآخر الموقع على الاتفاقية المتعلقة بإنشاء هذا المستشفى مع الحكومة هي منظمة مجتمع مدني وهي جمعية (بت البلد الخيرية) التي تترأسها حرم النائب الأول، فاستشعار الجمعية لهذا الخطر المحدق بأطفالنا في حد ذاته خطوة إيجابيه نحو العلاج، فالوضع حسبما كشفت الإحصاءات غير مطمئن ويحتاج إلى تدخل خارجي ودعم حكومي أكبر لمحاصرة الظاهرة المرضية المتمددة لهذا الداء العضال.      
وزير الصحة بروفيسور “مأمون حميدة” أقر بوجود تقصير في العناية والاهتمام بمرض السرطان.. هذا الاعتراف في حد ذاته يمكن أن يكون نقطة تحول تقود إلى المعالجات العاجلة والمستقبلية للمرض.. وأتمنى أن لا تقف هذه الجمعية عند هذا الحد بالإعلان عن إنشاء مستشفى متخصص، بل أن يمتد دورها وجمعيات أخرى إلى إنشاء صندوق لعلاج مرضى السرطان ويكون للحكومة سهم مقدر وكذلك للمواطنين، وأن يمتد أيضاً إلى مشاركة المغتربين بالخارج في هذا الصندوق، واقترح في ذلك إجازة البرلمان لدمغة على غرار “دمغة الجريح” ويتم تحديد رسم رمزي في كل التعاملات، فهكذا يمكن أن يتوفر المال المعقول للمساهمة في مجال البحث والتقصي بجانب علاج المرضى.. هذه المبادرة أتوقع لها النجاح إذا ما تضافرت جهود منظمات المجتمع المدني والحكومة على السواء.
على نواب المجالس التشريعية والبرلمان القومي أن يقودوا هذه الحملة ويحثوا المواطنين على المشاركة بالقدر المطلوب حتى نستطيع محاربة هذا المرض اللعين، حمانا الله وإياكم وشفى كل المرضى وبلغهم تمام الصحة.. وبالله التوفيق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية