تقارير

تجدد الخلافات داخل مكونات (نداء السودان) بشأن تسمية رئيسه وهيكلته هل تقوده إلى الانهيار؟

الصادق المهدي يصل الخرطوم برفقة قيادات نداء السودان
الخرطوم – محمد جمال قندول
قبل أن تنعقد اجتماعاتها منتصف الشهر الجاري، في باريس، دبت خلافات بين مكونات نداء السودان علي خلفية تسمية رئيس للتحالف، وذلك بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية، الذي نقل تجدد الخلافات داخل قوى نداء السودان بشأن هيكلتها من الداخل، وتسمية من يقودها بالفترة المقبلة.
وتحتشد الأجواء السياسية، راهناً، بالعديد من القضايا التي تشغل الرأي العام والساحة السياسية، في مقدمتها تشكيل الحكومة الوفاقية الجديدة والتي يسبقها  تسمية رئيس وزراء، بينما تشتعل الأجواء الخارجية بالعديد من القضايا أبرزها  الخلافات داخل مكونات نداء السودان بشأن الرئيس القادم  للتحالف، الذي تتصارع قوى دارفور بقيادة “جبريل إبراهيم” وقطاع الشمال بقيادة “عقار والحلو” و”عرمان”، حوله. في وقت برز فيه تحالف جديد بين الحزب الشيوعي وقطاع الشمال، مؤخراً بعد أن كان الشيوعي يرفض الانضمام إلى هذا التحالف، نداء السودان، الذي يضم “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة، بجانب حركات دارفور.
الخلاف بشأن عودة الإمام
وكانت (المجهر) قد أبرزت يوم (الأحد) الماضي في صفحتها الأولى خبراً من مصادر مطلعة بداخل قوى نداء السودان،رفضت الكشف عن هويتها لحساسية موقعها، عن وجود خلافات داخل التحالف بسبب قرار “الصادق المهدي” بالعودة إلى البلاد، والذي اتخذه  بصورة مفاجئة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، بعد غياب دام أكثر من (3) سنوات، ونقلت الصحيفة بأن القيادات داخل التحالف قد اختلفت على عودة “الإمام” ، خاصة الحركات المسلحة التي لا تثق بـ”الإمام” والذي طالما وصفته  بالمتقلب، الأمر الذي شكل هاجساً لديها بأن “الصادق” قد ينضم للحوار حال وصل إلى الخرطوم، فيما أكدت قيادات حزب الأمة، على رأسها نائب رئيس الحزب  اللواء (م ) “فضل الله برمة ناصر”، ونائبة رئيس الحزب “مريم الصادق المهدي” بأن الحزب سيظل على موقفه الرافض للحوار بشكله الحالي،  وذلك عبر أكثر من تصريح خلال الشهر الجاري.
وتبرز مشكلة هيكلة قوى نداء السودان كواحدة من المعضلات التي تواجه هذا التحالف، الذي يضم في عضويته عدداً من حركات دارفور المسلحة بقيادة “جبريل إبراهيم” و”عبد الواحد محمد نور” و”مني أركوي مناوي”، بجانب قطاع الشمال بقيادة “عرمان” و”الحلو” و”عقار”، وحزب الأمة القومي وعدد  آخر من الأحزاب.
هيكلة وميثاق
نائب رئيس حزب الأمة القومي “فضل الله برمة ناصر” قال لـ(المجهر) أمس (الخميس) بأنه لابد من هيكلة نداء السودان، والهيكلة لابد أن يختارها الرئيس، ونحن ليس لدينا مانع في أن يكون الرئيس من أي حزب، ونداء السودان عليه بـ(3) أشياء، هيكلة الداخل ووضع ميثاقه وبرنامجه، وأضاف إن إعداد الميثاق قطع شوطاً كبيراً.
وقطع “برمة” بعدم وجود رفض داخل حزب الأمة لأن يكون الرئيس القادم للتحالف من أي جهة داخل مكوناته. وزاد: نحن شبعنا رئاسات. نحن عايزين حل لمشاكل البلاد. وذلك عبر تنظيم نداء السودان، وأضاف “برمة” أن قرار عودة “الإمام” للداخل تتوقف على قرار الحزب والتراضي مع الحلفاء، بأن تكون العودة خيار الجميع، لكن رغبتهم تتمثل بوجود “الإمام” بالخارج، ويبقى حتى يتم دوره بالخارج، واستدرك قائلاً: لكن نحن ننظر أن عليه دور بالداخل يجب أن يؤديه.  وزاد : عموماً فإن عودته ستتم بتشاور الجميع .
وكشف “برمة” عن أن “الإمام” سيأتي إلى الخرطوم مصطحباً معه بعض القيادات الوسطية من قوى نداء السودان في السادس والعشرين من الشهر الجاري دون الكشف عن أسمائهم.
نفسية الإمام
الخبير السياسي البروفيسور “حسن الساعوري” يقول لــ(المجهر): إن الاختلافات داخل هذا التحالف قديمة خاصة، وأنه يضم أقصى اليمين والشمال في الأفكار، و”المهدي” يظن أنه أكبر حزب البلاد، ولن يقبل أن لا يكون رئيساً،  وذلك بحسب نفسيته، أما أن يكون رئيساً أو لا. وذلك منذ اختلف مع “محمد محجوب” في رئاسة الوزارة شكل حزباً وبقي رئيساً، ودخل البرلمان وهو ما يشير أن شخصيته مكونة أن يكون رئيساً، وهو أمر بالنسبة له عقائدي باعتباره إمام الأنصار، ويرى “الساعوري” أن بناء التحالف عضوياً وتنظيمياً ضعيف، وليس لديه أي لوائح أو مشاريع وإنما أعضاؤه متفقون على إسقاط النظام فقط.
ولا يرى “الساعوري” أي داعٍ للاستغراب من التحالف بين الحزب الشيوعي وقطاع الشمال، وقال إنهم في حالة تنسيق دائم وطويل منذ 1983م، في التنسيق مع الحركة الشعبية منذ تأسيسه بقيادة “جون قرنق”، لذا فإن التحالف بينهما تحالف طبيعي، وهو إعلان على ما كان كائناً وواقعاً بالتاريخ الماضي.
وبحسب مراقبين سياسيين فإن الأوضاع ستتفاقم خلال الفترة المقبلة داخل هذا التحالف، إذا لم يتخل أطرافه عن الأنانية التي ظلت سمة غالبة لدى أغلب رؤساء الحركات والأحزاب بداخله ويرى المراقبون بأن “المهدي” يعد خياراً مناسباً لقيادة التحالف بضوء خبرته الطويلة بالمعترك السياسي، التي تفوق أكثر من نصف قرن بجانب حنكته وعلاقاته المميزة، مع كل الألوان بما فيها المجتمع الدولي، الذي يظل واحداً من الأوراق التي كانت المعارضة ولازالت تعوِّل عليها في مساندتها للإطاحة بالنظام. رغم انحسار عمل هذه الورقة في ظل الانفتاح الكبير، وضعفها الذي تشهده الساحة السياسية مقابل انفتاح العلاقات الخارجية للخرطوم مؤخراً مع انعقاد الحوار الوطني.
ويشير المراقبون إلى أن موقف نداء السودان ضعيف جداً، وذلك بسبب خلافاته وعدم توحده حول رؤية محددة وضعف هيكلته الداخلية، بجانب عدم الثقة بين مكوناته والتي تعد أحد أقوى الأسباب الذي قد تقود إلى تفاقم الخلافات وانهيار تحالف نداء السودان ما لم تتفق مكوناته على أهداف محددة وعلى قيادة لها وزنها.
ويرى المراقبون بأن انضمام الحزب الشيوعي قد يؤجج الصراع بالداخل لما بسبب عدم قبوله، بطغيان الأحزاب المشاركة عليه بجانب خلافية الشيوعيين أنفسهم والذين لا يميلون إلى التوافق السياسي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية