مسألة مستعجلة
لا يكفي الاتفاق على مؤتمر تحضيري بالخارج..!!
نجل الدين ادم
اجتماع آلية (7+7) للحوار الوطني الذي انعقد أول أمس، أقر قيام المؤتمر التحضيري مع الحركات المسلحة بالخارج.. إلى هنا لا جديد، حيث إن المبدأ الخلافي القائم ليس في هذه الجزئية، لأن المؤتمر الوطني قائد قاطرة الحوار نفسه لم يمانع في ذلك، لكن اعتراضه كان في جزئية عقد مؤتمر تحضيري شامل للحوار يضم الأحزاب السياسية المعارضة خارج البلاد، حيث يرى أن الحوار مع المعارضة في هذا الشأن مكانه بالداخل وليس الخارج.. والزمن يمضى دون أن يحدث أي اختراق في النقاط الخلافية المتعلقة ببدء الحوار وترتيبات المؤتمر التحضيري.. مطلوب من الحكومة أن تكون أكثر صرامة في التعامل مع الملف في أعقاب تدخل الاتحاد الأفريقي بطريقة مخلة تعطي المعارضة السياسية أكثر من حقها وتدعمها في اتجاه التقوي بالحركات المسلحة.
ميزة الحوار الوطني الذي تقبل عليه الأغلبية أنه ليس بحوار للسلام، وإنما حوار شامل يضع كل المشكلات نصب عينيه، ومن هنا ترى الحكومة أنه لا بد أن يكون الحوار داخل البيت السوداني، حتى الحركات المسلحة بعد المؤتمر التحضيري ستأتي إلى الحوار بالداخل.
والسؤال: ما هي المعارضة التي ترفض الحوار الداخلي؟؟ المؤتمر الشعبي مثلاً كقوى معارضة كبيرة الآن هو جزء أصيل من آلية (7+7)، (الشيوعي) هو أصلاً لا يتفق مع الحوار الوطني البتة ولا يجتهد في الضغط على الحكومة لعقد الحوار بالخارج ومنبر السلام بقيادة “الطيب مصطفى” هو الآخر عاد إلى صفوف الحوار بعد انسحابه، وكذلك (الإصلاح الآن) بزعامة دكتور “غازي صلاح الدين”.. إذن تبقى من قوى المعارضة الحيّة حزب الأمة القومي، هل من المنطقي أن يختزل اسم المعارضة في حزب واحد، وليس لسبب إلا أن رئيسه موجود بالخارج؟؟ لذلك يبدو أن الأمر سيكون كما يقول المثل (زي حجوة أم ضبيبينة)!! والحكومة تتخندق عند مبدأ عدم إشراك الأحزاب في الملتقى التحضيري بالخارج، وتشدد على أن يكون مقتصراً على الحركات المسلحة.
القصد الأساسي من الحوار أن يتفق الجميع على حد أدنى من التراضي في كل القضايا التي تهم البلاد، بالتأكيد ليس كلها، وقد يستحيل تحقيق ذلك، لكن الحد الأدنى هو نقطة الالتقاء وهي تعبير الأغلبية الذي ترضخ له الأقلية، لذلك فإنه لا غضاضة في أن تمضى الحكومة في اتجاه الحوار في كل الحالات وعقد المؤتمر التحضيري بالخارج بغية الاتفاق مع الحركات على أجندة الحوار ووضع خارطة طريق لسيره.
الأمر يحتاج إلى أن تسرع آلية الحوار الخطى، وأن تعمل على التحضير للمؤتمر وتحدد وعبر التنسيق مع الوسيط الأفريقي مواقيت بدء الحوار التحضيري، سيما وأنه يمثل الأساس لتحقيق الأهداف الكلية عبر الحوار الوطني.. ومزيد من قوة الدفع يمكن أن يحرك قطار الحوار وتلتحق به القوى المعارضة عندما تشعر بأن الركب قد تجاوزها.. والله المستعان.