رأي

النشوف اخرتا

أحزاب داقسة لسه!
سعد الدين ابراهيم
في سنة ألفين وحاجة تقريباً.. وكنت أرأس صحيفة (الحرية) التي اندمجت في مشروع الشراكة الذكية .. والذكية هذه ترجمة غير حرفية لعبارة (smart).. واسمارت تعني الوسيم أو الأنيق وهي ليست مقصودة في حد ذاتها إنما هي اختصار بالحروف الأولى لخمس مفاهيمspecific .. محددة measurable يمكن قياسها Achievable ممكنة التحقيق..Realistic واقعية Timed.. بترتيب آو إيقاع زمني محدد.. وإذا طبقنا هذه المفاهيم على تجربة الشراكة الذكية تلك نجد أنها فقدت شروط الواقعية وكونها ممكنة التحقيق.. مع وجود التحديد وإمكانيات القياس وده ما موضوعنا.. موضوعنا إننا في صحيفة الحرية قمت مع المدير العام بزيارة مهنية لمدينة “القاهرة” الجميلة وأجرينا حوارات وقمنا بزيارات.. منها زيارة أولى لدار حزب التجمع الديموقراطي في ذات مساء وجدنا حاجة (تبغر) شباب يرسمون .. شباب يعملون بروفات لمسرحية  ولأغاني.. شباب يمارسون رياضات خفيفة (تنس طاولة).. وسنحت لنا أيضاً زيارة لدار الحزب الوطني الحاكم .. نفس التفاصيل تقريباً الزيادة صالة زاخرة بالحواسيب الكمبيوترات والشباب من الجنسين منهمك في العمل.. حينذاك كان الحاسوب مختصراً على التعلم والمعرفة ولم يكن مثل الآن حيث اتسعت وظائفه وشملت الونسة واللهو وإلى حد ما العدوانية الخطابية.
الآن أمر يومياً وقد ذكرت ذلك بدار حزب المؤتمر الوطني بشمبات في أجمل موقع.. البناء ذاته اشتمل على بساطة أنيقة المكان يضفي على أي منشط شاعرية.. لكني أمر به يومياً مرتين على الأقل .. ما لاحظت فيه نشاطاً .. ندوة في شتى الضروب حتى لو ندوة سياسية.. مرات يسيرة تضج بحشود لفعالية احتفالية.. في ذات الشارع حزب المؤتمر .. لا يحتشد إلا حين تقام ندوة سياسية صارخة ضد الحكومة ثم ينقص السامر مثل حفلة بدايتا دلوكة ونهايتا مربوكة مثلما قال معلمنا الراحل د.”عمر الطيب الدوش” كذلك دور الحزب الشيوعي لا تقيم إلا احتفاليات بالمناسبات وهي ذات إطار حزبي ضيق حتى الأغاني حزبية بحتة.. وحتى حين شارك الحبيب جداً أبوعركي البخيت في إحداها شيعه زميلنا “حسين خوجلي” إلى مثواه الأخير وحز ذلك في نفس ود البخيت الرقيق إلى يومنا هذا.
في أواخر الستينيات ونحن على مشارف الصبا.. كنا نحضر ندوة مع صلاح إبراهيم يقيمها الحزب الشيوعي القيادة الثورية وندوة فكرية يقيمها حزب الآمة  .. وتظاهرة فتية صوفية يقيمها الاتحاد الديمقراطي.. (الوطني الاتحادي.. أو الشعب الديمقراطي) وهكذا.. الآن حتى تلك اختفت بالمناسبة أين الحزب الشيوعي القيادة الثورية هل انتهى برحيل قياداته أو انصرافهم إلى دواخل ذاتهم؟.. عموماً لا توجد دور أحزاب تمارس أي نشاط .. حتى لو بالحضور اليومي .. وعمل حوارات بين الأجيال.. وربط روح التساقي بينهم.. وتقل التجارب أحزاب بلا دور نشطة في المجالات الثقافية والفكرية والأدبية والرياضية والفنية.. كالورود بلا رحيق !

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية