استعدادات مبكرة ومكثفة لإنجاح الموسم الشتوي
للاستفادة من انخفاض أسعار القمح عالمياً
الخرطوم – نجدة بشارة
يبدو أن الحكومة بدأت مؤخراً الاهتمام بالقطاع الزراعي والتعويل عليه من خلال رفع سقف التمويل الزراعي لـ(3) مليارات جنيه، وزيادة الرقعة الزراعية للموسم الشتوي، بالإضافة إلى تحفيز المزارعين من خلال إعلان حزمة أسعار القمح والذرة والقطن قبل الحصاد. وكان نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” قد أكد على قدرة الدولة على شراء الإنتاج من القمح والسمسم والذرة وتخزينه كاحتياطي لمدة (10) سنوات قادمة درءاً لمخاطر نقص الغذاء.
فسرت هذه الخطوة من قبل الحكومة باتجاهها تدريجياً لرفع يدها من دعم القمح خاصة وأن تلك الخطوة قد سبقتها ترتيبات أخرى، منها فك استيراد الدقيق والقمح من الشركات الثلاث وتوجهها للمخزون الاستراتيجي بشراء القمح من الأسواق الخارجية، وتوفير احتياطي كبير خاصة وأن القمح يشهد انخفاضاً كبيراً لأسعاره في الأسواق العالمية. وفي المقابل قابل المزارعون قرار الحكومة بزيادة سقف التمويل بترحيب كبير، وشرعوا في التحضيرات الأولية لمقابلة الموسم الشتوي القادم.
وفي ذلك كشف نائب رئيس اتحاد المزارعين “السباعي محمد” لـ(المجهر) بأن الاتحاد كان وراء هذه الزيادة، من خلال مطالبتهم الحكومة لزيادة حجم التمويل للمساهمة في زيادة مخزون القمح. وقال إن الاتحاد بدأ في وضع التدابير والتحضيرات للموسم حيث توقع مساحة (800) ألف فدان جاهزة الآن بمشروع الجزيرة والنيل الأبيض، الشمالية، حلفا الجديدة. وقال هذه المساحة قد ترتفع إلى مليون فدان قمح للدورة الشتوية القادمة.
وكشف عن دخول مشروع الرهد الزراعي بمساحة مقدرة للموسم الشتوي القادم، وأكد أن قلة الأمطار كان لها مردود في الحد من انتشار الحشائش، وبالتالي جعل التحضيرات أقل تكلفة مما في السابق،. وقال إن المدخلات متوفرة وتم استيراد تقاوي من تركيا.. بالإضافة إلى توفر تقاوي بالولاية الشمالية. وقال إن الأسمدة متوفرة أيضاً وتوقع أن تبدأ الزراعة بداية نوفمبر القادم. وأكد “سباعي” أن هنالك متابعة دورية من قبل رئاسة الجمهورية.. خاصة عقب حديث الرئيس “البشير” مؤخراً بأن الزراعة ستكون قاطرة الاقتصاد. وقال كل الاتحادات تعمل باستنفار لإنجاح الموسم الشتوي، وأتوقع أن يشهد نجاحاً كبيراً وإنتاجية عالية حتى نجنب الدولة خسارة الملايين في استيراد القمح.