ربع مقال
من يدير الاقتصاد..!!
خالد حسن لقمان
حكاية مدهشة تحكى في ذكاء وفطنة رجل الأعمال السوداني الراحل “الشيخ مصطفى الأمين”.. فبعد أن أعيا الرجل بذكائه الفطري منافسيه في السوق لجأ بعضهم للتكتل ضده بشراء كل محصول الذرة لإخراجه من الموسم.. يقال إن الرجل علم بالأمر وهو يشرب قهوته الصباحية فلم ترتجف أصابعه الممسكة بفنجانه بل اعتلت وجهه ابتسامة غادر بها (دكانه)، وبعد انتهاء عمليات الحصاد فوجئ التجار باختفاء كل جوالات الخيش من السوق في وقت حرج للغاية وعلموا بعدها أن “الشيخ مصطفى الأمين” قام بشراء كل الخيش وانتظرهم (في اللفة) وباعهم ما لديه بما عوضه خروجه من الموسم.
هذه الحكاية البسيطة تشير إلى أن إدارة الاقتصاد ليست فقط شهادات وخبرات (لسنوات متكررة بضبانتها).. لا.. إدارة الاقتصاد موهبة وذكاء وإن كان هنالك علم مكتسب فهو فقط يضع لهذا الذكاء منهجه وللفطنة علميتها.. ومن يدير اقتصادنا الآن يجب ألا يكون مجرد موظف بل صاحب فطنة وكاريزما وأياً كان التقدير تجاه تجربة الراحل “عبد الوهاب عثمان” والأستاذ “عبد الرحيم حمدي” إلا أنهما فقط من حملا هذه المواصفات ضمن من تصدوا لهذه المهمة خلال السنوات الماضية، ومع هؤلاء يمكن أن يجلس (وعلى مضض) وعلى (الصف الثاني) “عبد الحليم المتعافي” وإن كانت تجربته بعيدة عن هذا الكرسي الساخن.