رأي

مسألة مستعجلة

اللجان الشعبية والشروط الحتمية ..
نجل الدين ادم
فكرة اللجان الشعبية نبعت في بدايات الإنقاذ في محاولة لخلق جسم لصيق بالمواطن يقوم بالإشراف في تنزيل الخدمات له في الأحياء وقد لعبت في تلك الحقبة دوراً بارزاً خاصاً فيما يلي معالجة بعض الأزمات مع الحكومة مثل الخبر والسكر وغيرها.
تطورت اللجان الشعبية كجهاز خدمي وباتت حكومة مصغرة وهي بمثابة حكومة الحي وقد مُنحت سلطات واسعة وتعتمد عليها أجهزة الدولة المختلفة في مدها بالمعلومات كديوان الزكاة وغيره، وتساعد في عملية الإحصاء وحث الناس على روح العمل الجماعي والمساعدة في استخراج الأوراق الثبوتية وغيرها من المهام وتأتي عضويتها بالانتخاب.
لكن للأسف إن بعض اللجان الشعبية بالأحياء انحرفت عن مهامها الأساسية وبدأت تقيم ميزان العدالة في تقديم الخدمات للمواطن بمزاجها وانتهاج المحسوبية والولاء وغيره، وتحولت المهام لبعضها في المقابل إلى سياسية ومن هنا بدأ شقاء المواطنين، هناك حالة استغلال واستخدام نفوذ من قبل بعض اللجان الشعبية وليست جميعها لأن في المقابل هناك لجان راشدة وواعية بدورها، وتشهد على التجاوزات التي أشرت إليها حجم الشكاوى التي تكون اللجان طرفاً فيها سواءً تلك التي تأتينا في  الصحف أو الشرطة أو للمعتمدين.
بحجم الثقة التي منحت للجان والسلطة التى تم تفويضها لهم ينبغي لها أن تكون على قدر المسئولية وأن تكون في المقابل آلية لمساءلتها عن أي تجاوز وعدم ترك الحبل على الغارب، اللجان تقدم خدمات جيدة للمواطنين كعمل طوعي لا تتقاضى عليه أجراً، لكن ما يسود صحائفها تلك التجاوزات التي تقع هنا وهناك وتجد البعض من أعضاء اللجان يدخل في عمليات بيع الأراضي وفي السمسرة ويدعي السلطة التنفيذية المطلقة وغيرها من الأمور الخارجة عن مهامه.
سؤال منطقي .. هل بالضرورة أن يكون رئيس اللجنة أو أعضاؤها مؤتمر وطني؟ هكذا أصبح العرف سائداً في الأحياء بأن اللجنة الشعبية يفترض لها أن تكون مؤتمر وطني وهذا بيت القصيد الذي يقود إلى جملة من المشكلات، حيث يلعب الانتماء للحزب دوره في الحصول على الخدمة عند البعض.
اللجان حكومة مصغرة يفترض لها أن تبتعد عن الواجهات السياسية وهي تقدم الخدمات للمواطن مجردة، الآن وقد حل والي الخرطوم  الجديد الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” حكومته وكافة أجهزتها وبات الناس في انتظار الحكومة الجديدة لولاية الخرطوم بوصفها الولاية الأم، ننصح القائمين على الأمر بضرورة مراجعة آليات عمل اللجان الشعبية وطريقة عملها والدقة في عملية الانتخابات التي تجري لاختيارها، فهي النواة لحكومة المحلية والولاية ومن ثم المركزية، عليه فإن من الأوفق على كل الولايات بوصفها الراعية لعمل اللجان أن لا تتهاون في أي تجاوزات للجان الشعبية مهما كان وإلا فإن العائد سيكون خسارة الجماهير التي يلجأ لها الناخبون في مواسم الانتخابات ليتولوا سلطات تنفيذية أو تشريعية،
والله المستعان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية