رأي

عز الكلام

الفهم قسم!!
أم وضاح
 
مطرة أمس الأول التي شهدتها الخرطوم والتي لم تتعد نصف الساعة انتظاماً ومثلها ما نسميه (بالشكشاكة) وهي حالة هطول المطر متقطعاً في شكل قطرات، كشفت وبجلاء عشوائية ولاية الخرطوم وأكذوبة التخطيط الذي نسمع عنه أقوالاً أو نشاهده في حراك مبهم وغير مجدٍ للمسئولين عنه في أي موقع مهمته ووظيفته التخطيط للولاية، وشوية الموية التي جادت بها السماء حولت شوارع الخرطوم إلى برك طينية وبالتالي أصبحت معظم الأحياء عشوائية لتلغي بذلك مسميات دة حي درجة أولى أو دة حي درجة ثالثة، وكلها في العشوائية شرق!!
والمشكلة أن الخريف ظل يداهم ولاية الخرطوم كل موسم ويعطيها ذات الدرس وبذات الطريقة وهو ما يجعل فرضية أن التكرار يعلم (الشطار) غير صحيحة ، لكن القائمين على أمر التخطيط في وزارة البنى التحتية وما يتبعها من أجسام معنية بترقية المظهر الحضاري للخرطوم يسجلون الفشل تلو الفشل ويسقطون في ذات الامتحان رغم أنه مكرر ومعاد صم لكنهم وللأسف أدمنوا هذا الفشل وأصبحوا (توأم سيامية) لا يطيقون فراقه ولا الابتعاد عنه، لكن ما ذنب إنسان الولاية أن يتحمل هذا القدر من اللا مبالاة واللا إحساس واللا مسئولية!
ما ذنبهم أن تكون مصائرهم معلقة في يد محليات تعمل بلا خطة ولا احترافية في الأداء ولا حتى مهنية أو غيرة على العمل العام، بدليل أن محلية بحري مثلاً فتح الله عليها قبل أسابيع من الآن بإحضار قلابات رملة إلى بعض الشوارع قفلت بها حركة المارة وحركة السيارات، ومن ديك (وعييك) رغم أن السماء أرعدت وأبرقت منذرة إياهم أكثر من مرة، لكن لم يفتح الله على أحدهم بتسوية هذه القيزان إلى أن جاءت مطرة أمس وأذابت معظمها وتحولت إلى كارثة قفلت الشوارع تماماً، وبالتالي السؤال المنطقي على أي أساس وبي ياتو فهم أحضرت هذه الرمال، ولنفترض أن الغرض منها تعلية الشوارع، فلماذا لم يتم الأمر في لحظتها؟؟ ولماذا الانتظار حتى هطول الأمطار لتصبح غير ذات جدوى، أم أنه ما مشكلة وبكرة تشتري المحلية غيرها تذيبه الأمطار وبرضه تجيب غيره وأهو كله مال الحكومة الذي لا  بواكي عليه!!
أعتقد أن الحالة البائسة التي تعيشها الخرطوم على مستوى البنية التحتية للخدمات وعلى مستوى الوضع البيئي السيئ يجعل التباطؤ في تشكيل حكومتها يحمل قدراً من عدم إدراك متطلبات الولاية التي هي ولاية إستراتيجية بالكم والكيف وبالتالي عدم وجود حكومة (مستقرة) يشكل انتكاسة حقيقية يحسها المواطن من خلال حراكه اليومي، إذ ليس هناك من سبب منطقي للانتظار والمهلة في موضوع حسمه ساهل لا يحتاج لكل هذا (التريث) الغير منطقي، وعلى فكرة عدم تشكيل الحكومة ينصب في مصلحة بعض الذين كانوا محتاجين لوقت (لتزبيط ملفاتهم) أو إدراك ما فاتهم من مصالح مسابقين الوقت والتعيين لأنهم ضامنين وعارفين ثاني ما بلقوا فيها (لحسة).
{ كلمة عزيزة
والله أمر محزن ومخجل أن يتم الحديث بهذا الشكل الصريح عن تداول (أدوية مغشوشة) في دولة (يفترض) أنها دولة مؤسسات ودولة قانون، هو في الحقيقة ليس فقط أمر محزن فقط، لكنه عيب وجريمة ما ينبغي أن يبنى فيها الفاعل إلى المجهول ويتم الحديث عن شركات وهمية أو تجار يستوردون الدواء المغشوش من الصين أو غيرها، حتى متى سنظل نحكي ونعيد قصة “هيلاسيلاسي” الذي رمى بالفران داخل الفرن لأنه غش في وزن الخبز حتى يكون عبرة، ودة ما رغيف دة دواء يهدد حياة الناس بالموت والفناء، من يرمي هؤلاء داخل فرن أو حتى فرامة قصاصاً للغبش الطيبين.
{ كلمة أعز
طولت جداً لم أشاهد أو أستمع لوزير فاهم شغله ومن أهل الاختصاص في ما يليه من مسئولية حتى شاهدت أمس السيد وزير الزراعة والغابات الدكتور “إبراهيم آدم الدخيري” في برنامج الواجهة التلفزيوني الذي يقدمه الأستاذ “أحمد البلال”، الرجل فاهم ومدرك وواعي لمسئولياته لو أنه أطلقت يده من غير متاريس فسيحقق للسودان شعاره المقبور نأكل مما نزرع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية