الكوميديان "عوض شكسبير" في بوح خاص لــ(المجهر):
السودانيون بطبعهم يحبون النقد وهم السبب الرئيسي في تخلف الدراما
دا الحاصل في درامتنا.. يعني مثلاً نخترع أعذار ولا شنو؟
حوار ـــ محمد جمال قندول
الحديث إلى الدرامي المميز “عوض شكسبير” له مذاق مختلف ،خاصة إذا تعلق الأمر بتناول هموم ومشاكل الدراما السودانية، فهو جرئ في طرحه ويمتاز بــ(بال واسع) في تقبل الأسئلة أياً كان محتواها، (المجهر) جلست إليه في حوار شيق تحدث فيه بوضوح عن الكثير من الخفايا، إضافة لعرض بعض من جوانب شخصيته.. إلى مضابط الحوار:
{ بداية “عوض” ما هو جديدك؟
ـــ كالعادة أحضر مبكراً لسباق رمضان المقبل، من خلال سلسلة كوميدية بعنوان (وتر حساس)، تدور أحداثه عن تجربة غنائية لفنان شاب، وأنا مؤلف وممثل السلسلة، بجانب فنان شاب كبير ونجم شباك سيكون مشاركاً بالعمل في أولى تجاربه التلفزيونية ،ولا أستطيع ذكر اسمه.
{ على ذكر الشهر الكريم.. هل أنت راضٍ عما قدمته برمضان المنصرم؟
ـــ راض جداً عن تجربتي عبر (سلسلة كوميدية)، والتي حملت عنوان (وتساب بلص) والتي قدمت عبر (الشروق) في 30 حلقة، ويكفي أنه ما زال يعاد بثها حتى الآن، مما يعني نجاحها.
{ “عوض شكسبير” حصر نفسه في الأدوار الكوميدية.. لماذا؟
ــ الكوميديا أقرب لقلوب الناس.. يعني الناس عايزة تضحك في الزمن الكلو مواجع علينا دا، وهي الفرصة الوحيدة لتنفيس همومهم.
{ ألا تخشى أن يكون ذلك خصماً عليك؟
ـــ الممثل هو ممثل في النهاية، ولكنني وجدت نفسي في الكوميديا.
{ ما السر في ذلك؟
ـــ يرجع إلى تكويني النفسي، حيث إنني منذ أن كنت طفلاً صغيراً كنت أحب الدعابة والضحك والتسلية.
{ نعود إلى الدراما.. ما هو تقييمك لها بشكل عام خلال رمضان المنصرم؟
ــ شهدت نشاطاً كبيراً وحفلت بالكثير من المسلسلات، وعرض فيها أضخم إنتاج درامي في تاريخ السودان شارك به حوالي (100) ممثل من كبار الدراميين السودانيين، وتم تصويره بعدد من الدول “فرنسا” و”دبي” و”الهند” و”السودان” وهو مسلسل (حوش النور).
{ رغم ما ذكرته لم نشهد ضجيجاً للدراما أو ظهوراً إعلامياً يوازي ذلك؟
ـــ يمكن أنت ما سمعت.. يا أستاذ ، أدخل على الانترنت وراجع عدد المشاهدات التي حظي بها مسلسل (حوش النور) فقط.
{ الانترنت ليست مقياساً حيث لا حديث ولا جدل كان يدور عن الدراما السودانية، وما زالت الدراما المصرية مسيطرة على الواجهة؟
ـــ الدراما السودانية مقارنة بالمصرية ، في ظل الإمكانيات وعدم الاستقرار في الإنتاج تقدمت، وأكرر إجابتي بأن شهر رمضان الماضي كان عاماً درامياً ناجحاً.
{ ولكنها لم تصل حتى الآن لمرحلة تناولها على صعيد المحطات العامة، أسوة بغيرها من دراما دول المنطقة؟
ـــ درامتنا يكمن خللها في عدم التجويد.
{ إذن أنت تعترف بوجود تقصير في دوركم؟
ـــ الإنتاج المستمر يجعل الممثلين يبرعون في تقديم المدهش، ولكن درامتنا موسمية ،وهو ما يؤدي إلى عدم التجويد.
{ الدراميون يكثرون من نغمة (ما في إنتاج).. ألا تعتقد بأنها أضحت مملة ومكررة؟
ـــ دا الحاصل.. نخترع مثلاً أعذار ولا شنو؟
{ ولكنكم تتجهون إلى تعميم السبب ، كإهمال للدراما في حين أن هنالك إشكاليات تصاحب الأداء الدرامي؟
ـــ فعلاً هنالك قصور وذلك يرجع إلى عدم التدريب الجيد، وعدم التأهيل حتى على المستوى الدراسي، حيث تعاني كليات الموسيقى والدراما.
{ ما المخرج من أزمات الدراما في نظرك؟
ـــ أن تخصص لها ميزانية ولاية كاملة.
{ ولكن هذه شبه مستحيلة؟
ـــ إذن تقدم الدراما السودانية مستحيل أيضاً.
{ ثمة انتقادات مكثفة توجه لكم وما تقدمونه من منتوج للمشاهدين ،حيث يردد الكثيرون عبارة (الممثل السوداني عايز يوري الناس انو بمثل)، بمعنى غياب العفوية عن التمثيل.. ما رأيك؟
ـــ ما بنقدر نرضي كل الأذواق ،والسودانيون بطبعهم بحبو النقد في الكورة والدراما والسياسة والبلد. وهم السبب في انو البلد ما تتقدم لي قدام، وانتقاداتهم لنا محبطة جداً.
{ البعض ينتقد تمثيل المرأة السودانية على وجه الخصوص ويرى أنها بحاجة إلى بعض التحرر، لكي تقدم دوراً عفوياً؟
ـــ دا الكلام البودينا التوووج ذاتو.
{ بمعنى!؟
ـــ دا بخلينا نتكلم في السياسة والمشروع الحضاري والالتزام بقيود محددة مشبعة بالعادات والتقاليد، وحينها لزاماً علينا إما أن نمضي بالدراما بكل ما تحمله من مشاكل وقيود أو نوقفها نهائياً.
{ خلينا نتكلم عن شخصيتك شوية؟
ـــ حبابك.
{ أين كانت النشأة؟
ـــ اووو.. اتربيت في أم درمان الثورة ،وهي التي شكلت وجداني الدرامي.
{ من الذي زرع فيك حب التمثيل؟
ـــ أنا من أتولدت كنت ممثلاً، بمعنى أني من صغير كنت بحب التمثيل وهاوي نكتة ومقالب في الناس.
{ شخصيات درامية تأثرت بها؟
ــ فرقة الأصدقاء المسرحية.
{ أفضل مخرج عملت معه؟
ـــ محمد نعيم سعد.
{ أفضل عمل درامي قدمته؟
ــــ تصدق ؟أفضل عمل درامي مثلت فيهو لحد هسي ما شافو الناس.
{ كيف!؟
ـــ شاركت كبطولة في مسلسل (عرس الزين) لمؤلفه الراحل “الطيب صالح” وإخراج “قاسم أبو زيد”، تم تصويره بقرية “كرمكول” بالولاية الشمالية، ولكنه لم يعرض حتى الآن، وكل ما نسأل يكون الجواب بأنه لأسباب إنتاجية، وعبر هذه المساحة أود أن أرسل رسالة لــ”قاسم أبو زيد” مفادها.. أين ذهب (عرس الزين)؟!
{ مدينة في الخاطر؟
ـــ القاهرة.
{ الرحيل؟
ـــ فقد أعزاء أو نهاية شيء جميل.
{ المرأة؟
ـــ الحبيبة الأم.
{ الحالة الاجتماعية؟
ـــ متزوج وأب لــ(4) أبناء.
{ زوجتك ألا تسبب لك أي إشكاليات من قبيل الغيرة من نجوميتك؟
ـــ زوجتي ممثلة وهي “ميرفت الزين” ومتفهمة لطبيعة عملي.
{ فنان مفضل؟
ــ “خوجلي هاشم”.
{ السياسة؟
ـــ لوني السياسي أغبش ساي مع الناس في الهموم والفرح.
{ والرياضة؟
ـــ مريخابي على سكين البطيخة يعني حمراء.
{ كلمة أخيرة؟
ـــ كل الشكر لصحيفة (المجهر) الرائدة.