رأي

النشوف اخرتا

حديقة (الأحد)
سعد الدين ابراهيم
مدخل: اليوم نخصص ورود الحديقة وأزاهيرها للصبر فهو الترياق الذي نحتاج إليه وكثيراً في هذا الزمان الأغبر!
الصبر وجهة نظر:-
هو حالة من القدرة على التحمل في ظل ظروف صعبة، والتي يمكن أن تعني المثابرة في مواجهة الاستفزاز. الصبر هو الصمود المستمر على الأشياء المؤلمة نفسياً . وتحملها بروح عالية ونفس طيبة دون إظهار ملامح الاستياء والانفعال على الوجه بحيث لا تكون مرئية أو محسوسة من قبل الآخرين وهو واجب عند المصائب.
من وجهة علم النفس:-
 في علم النفس التطوري عُرف الصبر على أنه اتخاذ القرارات تجاه المشكلة، التي تنطوي على اختيار مكافأة صغيرة في الأجل القصير، أو مكافأة أكثر قيمة على المدى الطويل. عندما يطرح هذا الاختيار على الإنسان، وجميع الحيوانات، وجد أنهم جميعاً يميلون إلى تفضيل المكافآت على المدى القصير على مكافآت على المدى الطويل . هذا على الرغم من الفوائد في كثير من الأحيان تكون أكبر في المكافآت المرتبطة بالمدى الطويل.
الصبر معنى ومغنى:-
الصبر مفردة جميلة الوقع في أذن المواطن السوداني .. فهو في مسيرة حياته يجد مرات قسوة في الطبيعة التي تحاصره مرات بالسيول والأمطار والعواصف والأنواء فيجابهها بالصبر الجميل وبحمد الله على أنه بعيد من مواقع الزلازل والبراكين .. والأحزان في فقد الأعزاء ورحيلهم يجعله ينشد الصبر دائماً حتى يجابه الأحزان.. لذلك كثرت الأمثال التي تحرض على الصبر .. من الصبر مفتاح الفرج إلى سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري .. والصابرات روابح وغيرها.
أما في الأغاني فحدث ولا حرج غنى عثمان حسين بعد الصبر .. وغنى العطبراوي صابر معاك صبراً طويل.. وردي غنى صبرت واستنيت كتير أتمنى أمني نفسي وأقول بكرة الجنة .. ولصلاح مصطفى عدة أغنيات تتناول الصبر .. صبري معاك علمني كتير .. ومرة صابر فوق أذايا ومرة شايل جرحي وأبكي .. وغنى أحمد الطيب ضاع صبري أين يا وصلي وغنى محمد ميرغني ولا الصابر أنا ولا الباكي .. وغيرها من الأغاني .. وللشيخ فرح مقولة طريفة نرددها دائماً كان غلبك الصبر أصبر شوية !!
حبة حبة:-
اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.
ورطة:-
الجزع عند المصيبة مصيبة.
معادلة:-
الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر على ما تحب.
في مصنع الصبر:-
رويداً رويداً يتحول الصوف إلى سجادة.
حكاية:-   
يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً وذات ليلة جاء ذئب فأكل ديكاً له , فقيل له به فقال: خيراً، ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة فمات . فقيل له، فقال: خيراً ثم نهق حماره فمات، فقال: خيراً إن شاء الله. فضاق أهله بكلامه ذرعاً. ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغاروا عليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير، وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية