أسماء الدلع والألقاب لها تأثير سالب على مستقبل الأطفال !
البعض دعا لاجتثاثها نهائيا ومحوها من الوجود
الخرطوم – يوسف بشير
(تختخ) اسم دلع أطلقه “عبد العزيز” ذات نهار لافح على ابن أخته “سامي” لزيادة حجمه عن الحجم الطبيعي، التصق به هذا الاسم البغيض حتى الكبر، وحتى بعد زواجه وإنجابه أبناء ظل يرافقه.. أما “عبد الوهاب” فقد أطلق على ابن أخيه “طارق” الحاد الذكاء لقب (أبو الأفكار)، فظل يجد صدى في نفسه حتى بعد تخرجه في الجامعة.
(المجهر) أبحرت في عالم الألقاب وأسماء (الدلع) التي نطلقها على أطفالنا فهل هي ضرورة لابد منها ؟ أم نزوة خاصة يمكن تجنبها والابتعاد عنها؟ وما مدى تأثيرها على نفسية الطفل في المستقبل؟
{ حُلم بقناة فضائية
في البداية اثنت “نجلاء إبراهيم” على اسم الدلع، ودعت لانتقاء اللقب كي لا يؤثر على نفسية الطفل، وقالت: (ينبغي أن يكون إطلاق اللقب لفترة محدودة، وعدت ملازمة اللقب للطفل حتى الكبر بالكارثة، واستشهدت “نجلاء” بلقبها الذي تطلقه عليها أسرتها منذ الطفولة (نوجا) وقالت عنه إنه لا يناسبها خاصة وأنها أصبحت موظفة، وأضافت إنه يجعلها صغيره أمام زملائها في العمل ،الذين تسرب إليهم اللقب خلال زيارة شقيقتها لها في المؤسسة التي تعمل بها، بينما رفض “لؤي مختار” إطلاق الألقاب على الأطفال، وذكر إن دعت الضرورة يجب أن لا يرتبط بالأهواء الشخصية للأقارب، لأن لها نتائج ربما تكون كارثية على مستقبل الطفل، ودعا إلى محاربتها بشتى الطرق، وقال: (حتى لو اللقب جميل سيؤثر على شخصية الطفل)، وأضاف: (وحتى إن حاولنا تصحيحه يضعف شخصيته ،لكونه فقد أهم شيء في حياته، لأن اللقب في بعض الأحيان يعبر عن الذات)، وناشد رجال المال والأعمال بعمل مشروع قناة فضائية تهدف لتثقيف المجتمع عن العادات الضارة، خاصة فيما يتعلق بالأطفال.. وشاركه الرأي “أزهري دفع الله” وجزم بأن اللقب يكون له مرود سالب على شخصية الطفل، وتساءل: (لما لا يكون اللقب مدرجاً في الجنسية)، وقال: (إن لم يكن مدرجاً بها لأنه غير مناسب فلماذا نلجأ إلى إطلاق الألقاب على الأطفال؟؟).
{ عادة قديمة متجددة
(اعتادت أسرتي إطلاق اسم (دلع) على أي مولود فيها فور بداية تعلمه الحديث، أحياناً يطلق بغرض الدعابة فيلازمه حتى الممات).. هذه كانت إفادة “عمار موسى”، موظف بالقطاع الخاص، وأضاف: (ربما تعوق مستقبله)، مبدياً رفضه لإطلاق اسم دلع على أي من أطفاله الثلاثة، وقال إنه حذّر زوجته من ذلك بصورة حازمة. فيما وصف “أبو سامي”، عامل، اسم الدلع بالتسمية العابرة، وقال إنه لا يمانع إن أطلق أي من أفراد أسرته اسم دلع على أولاده، بيد أنه عاد وقال: (يجب أن يكون مدروساً بعناية فائقة حتى لا نجعله يرفض العديد من أمور الحياة إذا نما إلى علمه أن دلعه اسم كريه، أو أطلق عن طريق السخرية).. وفي ختام حديثه دعا لاجتثاث اسم (الدلع) نهائياً، فيما رفض “طاهر”، مواطن، مبدأ إطلاق لقب على الأطفال، وشدد على أنها عادة قديمة متجددة يجب علينا محوها من الوجود، وقال إن بعض ألقاب (الدلع) حين تسمعها، تشعر وكأنك تشاهد فيلم رعب، وتساءل: كيف يتقبل الصغير ذلك؟ وأجاب على نفسه: (ربما صغره جعله لا يعي، وجزم بأن اللقب يؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل)، ورفض حتى الأسماء اللطيفة.
{ قبول باشتراط
قطع “صلاح إبراهيم”، أب لطفلين، بأنه ليس لديه إشكال في (تدليع) أبنائه، واشترط أن يكون لقباً له وقع حسن على النفس، وقال إن اللقب يستطيع من خلاله الطفل كشف ماهية الحياة أكثر من اسمه الأصلي. بينما أبدت “سارة”، أم لطفلة، اعتزازها بـ(تدليع) ابنتها، وقالت للصحيفة إن ذلك يشعرها بأنها أقرب إلى طفلتها، خاصة وأن اللقب يشعرنا بالأمل والصفاء الروحي.