نوافذ

كان خليتا في البيضة بتجيك الدنيا جارية جري

فجأة وأنا أسامر صفحات الفيسبوك جيئة وذهاباً وبلا سابق وعد ولا إيحاء…تذكرت مايو من عام 2010 حيث جئت لقناة قوون الفضائية حينما أعلنت عن معاينات لتعيين مقدمي برامج، وكان فيما أذكر الأستاذ “حافظ” مديراً لها رافقه في المعاينة الأستاذ الرائع “ماجد لياي”…أولاً لا أنكر أنني تأخرت بقرابة العشر دقائق عن مواعيد المعاينة، وكان ذلك لأسباب أولها ازدحام الطرق وثانيها تأخر الأصانصير الموجود ببرج البركة حينها.
ثم دخلت على المعاينة تلك بشيء من الخوف وكثير من التجهم رغم التصاقي بأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية لأكثر من ثلاثة أعوام.
دخلت عليهما بابتسامة اعتذار ثم دارت الأسئلة وكانت النتيجة محزنة إلى حد ما ..خاصة وأنني جئت يقودني الأمل وتبتسم في وجهي الأحلام وتغني معي الأماني طيلة ليلة المعاينة ..ربما لأن طموحي كان أن أقدم برنامجاً تراثياً في إحدى القنوات الفضائية …ثم خرجت حزينة لأن الأستاذ “ماجد لياي” حينما سألني عن تاريخ زواجي وأدرك أنني لازلت طالبة في أول عام دراسي بالجامعة، كان رده (أمشي يا بنية كملي جامعتك وبعد داك تعالي تاني بعد سنتين تلاتة يمكن يوظفوك)…حزنت لأنني أحسست كأنما كنت طفلة ارتدت ملابسها صبيحة يوم دراسي جديد لعام دراسي جديد، وهي تطير فرحاً ظناً منها أنها ستلتحق بالمدرسة فإذا بها تفاجأ أنها دون ذلك وأن المدرسة لإخوتها الذين يكبرونها سناً وعقلاً…
ثم غادرت وتركت ذلك الحلم هنالك …وذهبت لجامعتي كما نصحني “لياي” ..
ثم جاء العام التالي وأنا وجهاً لوجه أمام ذات الأساتذة وذات القناة وأنا اشترط زمن التسجيل وأفاوض في الحديث حول ما سيقدم في برنامج قهوتنا للموسم الأول في العام 2011 ..بيد أن مجيئي هذه المرة كان بدعوة منهم لا حلماً يستكين على أسرّة الممنوع.
وجاء قهوتنا بفضل الله ثم الأخ الرائع بشرى البطانة …قهوتنا هذا الذي يعرفه الصغير قبل الكبير ..والبعيد قبل القريب ولله الحمد وله الفضل أولاً وآخر.
خطر ببالي هذا البوح وأنا أرى أقلاماً صغيرة على وشك النمو على أرض الإبداع …ولكنها توجس خيفة …وتمشي الهوينى…
لكل طريق بداية …ولكل أجل كتاب…فإذا أراد الله أن تكون ..ولو اجتمعت الإنس والجن لتمنع ذلك والله لن تستطيع إليك سبيلاً ..فقط أفرد المساحة لحلمك …واستعن بالله ثم توكل على الله ….وخليها في البيضا …بتجيك الدنيا جااارية وراك.
لأنني عبرة لأنثى حملت أحلامها تبحث عن زورق صغير تعبر به اللجة لشط آمن …فآبت والحزن يبتسم ابتسامة النصر الخبيثة …ثم صبرت وحلمها لا زال جنيناً في رحم الغيب …فإذا بالبحر والشط يأتيانها سعياً ويهنآنها بمخاض الحلم ..ولله الحمد أيضاً ..
فقط كن على يقين بأن مابه الخير سيحدث لك مادمت مفوضاً أمرك إلى الله …ولا مستحييييل تحت أشعة الشمس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية