مجرد سؤال؟؟؟؟
الموية لسه ما جات!!!!
رقية أبو شوك
الونسة في الأحياء وأماكن المناسبات سواء أكانت فرحاً أو غيره جلها أصبحت منحصرة في (الموية)…(جات ما جات) وكأنها إنسان أو شخص خرج ولم يعد ولم يعرفوا أسباب خروجه وعدم عودته.
حضرت جزءاً من هذه الونسة والتي أكدت أن بعض الأسر أكثر من (3) أشهر المياه منقطعة عنهم، وآخرون شهرين وشهر وأقلاها 10 أيام وبعد كل هذا تأتي متأخرة جداً للذين ينعمون برؤيتها ليلاً والذين يصحون صباحي ويضعون كراسيهم أمام الموتور عسى ولعل يجود بقطرة ماء… حتى عندما تأتي متأخرة تستمر لأقل من نص ساعة ثم تختفي وربما تختفي أياماً أخرى.
هنالك قصص وحكاوى وطرائف عن انعدام المياه و(كواريك) (أنصاص الليالي) بأن (الموية الجات) هنالك عند أحد الجيران البعيد وتبدأ رحلة البحث عن (الخراطيش) لتوصيل المياه من الجار البعيد جداً حتى وإن لم تكن تعرفه.
وآخرون ينادون بحثاً عن ابنهم الذي اختفى في ظروف غامضة وهو يبحث عن المياه إلى أن عثر عليه في منزل الجيران وهو نائم أمام موتور المياه، وآخرون يحملون (الجرادل) لتوفير المياه لأحد الجيران مات والدهم ولم يجدوا ما يجهزوا به ميتهم من الماء!!!!!!
أصحاب عربات الكارو أصبحوا أكثر أهمية وهم يجوبون الأحياء المنعدمة بها المياه ويعلنون عن أسعار خرافية لبرميل المياه وصل في نهاية رمضان إلى (150) جنيهاً ثم تدرج نزولاً من (100) جنيه إلى أن وصل أمس (80) جنيهاً والمواطن يشتري لأنها المياه التي خلق الله منها كل شيء حي… نشترى ونشرب ولا نعلم مصدرها المهم في النهاية (موية) تروي عطشنا وظمأنا.. تغسل عدتنا التي نأكل عليها ثم نصاب بالأمراض بعد ذلك.
هذا هو الحال يا ولاية الخرطوم!!!
فالمواطن عندما سمع بأن هنالك اتجاهاً لزيادة فاتورة المياه اندهش جداً وقال (أسي نحن بندفع وهي مافي)، فهذه حقيقة ندفع فاتورة المياه وهي منعدمة تماماً ولم نسمع حتى الآن رداً وسبباً من الجهات المختصة لمعرفة جذور المشكلة ولو عرفنا الأسباب لوجدنا لهم الأعذار.
الآن هنالك تخمينات واجتهادات من البعض تمثلت في انحسار النيل في مناطق جنوب الخرطوم وتحديداً محلية (جبل أولياء) الأمر الذي أدى إلى أن تكون الطلمبات الساحبة للمياه بعيدة جداً من النيل، وتخمينات أخرى تقول إن الطلمبات الساحبة للمياه أكل الدهر عليها وشرب وباتت غير مواكبة لسحب المياه، وتخمينات ثالثة تؤكد أن الحل يكمن في حفر آبار.
المهم حتى الآن لم نسمع بحفر الآبار ولم تحل المشكلة والمواطن مازال يعاني ويعاني وهو يبحث عن المياه والسهر أضناه، وآخرون أصابهم مرض الغضروف وهم يحملون (جرادل) و(براميل) المياه.. فعندما تشاهد شخصاً مبتسماً في مناطق “الشجرة والعزوزاب وأبو آدم” أعلم تماماً بأنه تحصل على (جردل) مياه نقية أو جادت ماسورته بقطرات من الذهب – أقصد الماء – لان الماء أصبح الآن أغلى من الذهب لكون برميلاً واحداً من المياه يتجاوز سعره الـ(100) جنيه.
هذا هو الحال الآن!!!