"السيسي" يستنكر الإهمال الكبير لمستشفى الفاشر التعليمي
خلال تفقده المرافق الصحية بدارفور
الفاشر- محمد زكريا
رسم “التجاني السيسي” صورة قاتمة لمستقبل الصحة بولاية شمال دارفور، ووجه وزيرا الصحة والمالية بالسلطة الإقليمية إلى ضرورة معالجة مشاكل مستشفى الفاشر التعليمي. وقد شكا مواطنو ولاية شمال دارفور من ضعف الخدمات الصحية، وشددوا على ضرورة وضع معالجات سريعة.
وخلال جولة رئيس السلطة الإقليمية د. “التجاني السيسي” للمستشفى استنكر الإهمال الذي طال أكبر وأقدم مستشفيات الولاية لا سيما وجود (ثلاثة وأربعة أطفال مرضى في سرير واحد) وسط انقطاع للتيار الكهربائي.
وفي استطلاع أجرته (المجهر) داخل المستشفى شكا عدد من المواطنين والمرضى من تردي الخدمات الصحية بالولاية، واتهموا وزارة الصحة بالتماطل في إجراء عمليات تفتيش بالمستشفى خلال الفترة الماضية، مشيرين إلى وجود غياب شبه تام للأطباء والممرضين عن المستشفى في معظم الأوقات، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل الفوري لمعالجة الأمر. فيما أقر المدير العام لوزارة الصحة بالولاية الدكتور “علي إسماعيل يحيى” في حديثه لـ(المجهر) بوجود ضيق في معظم عنابر المستشفى، وقال إن عدد الأسرّة أقل بكثير من عدد المرضى، مؤكداً وجود جهود حثيثة تبذلها حكومة الولاية لإعادة تأهيل المستشفى وافتتاح مستشفى الفاشر جنوب خلال الأشهر المقبلة لسد النقص وتقليل الازدحام بمستشفى الفاشر الكبير.
من جانبه، قال المدير العام للمستشفى الدكتور “محمد هارون” إن المستشفى شُيّد في ستينيات القرن الماضي، ولم يحظ بتطوير إلا بعض الإضافات الصغيرة التي لا تتناسب مع حجم السكان وتردد المرضى، خاصة عقب ارتفاع الهجرة من الريف إلى المدن نتيجة للظروف الاستثنائية التي شهدتها دارفور، بجانب النقص الحاد في المعدات والكوادر الطبية. وامتعض “السيسي” من انقطاع التيار الكهربائي بالمستشفى، وقال: (لقد تبرعت قبل عام بمولد كهربائي جديد للمستشفى كان موجوداً بمنزلي بمدينة الفاشر)، متسائلاً عن السبب الذي منع تركيبه وتشغيله منذ تلك الفترة، فيما وجه “السيسي” مساعده “يس يوسف” ووزير المالية بالسلطة الإقليمية لدارفور بتشكيل لجنة مشتركة تضم صندوق إعمار دارفور للجلوس مع إدارة المستشفى في أقرب وقت ممكن لحصر المشكلات ومعالجتها. واستطرد “السيسي” بالقول إن التردي الذي لاحظه بالمستشفى لا يليق بمواطني الولاية ولا يشبه أياً من مستشفيات دارفور، واعداً في هذا الصدد المرضى والمواطنين بإعادة تأهيله وتوفير المعدات والأجهزة الطبية، والعمل على صيانته بالتنسيق والتعاون مع حكومة الولاية خلال الفترة المقبلة.