رأي

عز الكلام

ليس كل ما أُكل يُهضم!!
أم وضاح
 
ما عدت (ميالة) لبذل باقات التفاؤل تجاه تصريحات أو وعود يطلقها مسئولون في الحكومة أو البرلمان أو أي جهة لها علاقة بالأداء الرسمي في الدولة، لسبب بسيط جداً أن معظم هذه الوعود تتبخر في الهواء بعد إطلاقها مباشرة وينساها من قالها قبل أن ينساها من سمعها وتصبح مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً لكن رغم ذلك لم أستطع أن أطرد من داخلي بصيص فرح سرقته من بين ركام الإحباط سرقة، وأنا أقرأ ثنايا تصريح على لسان عضو لجنة الإعلام والسياحة بالبرلمان الأستاذ “محمد المعتصم حاكم” أن لجنته قد تعهدت بإعادة كل أراضي المدينة الرياضية حتى لو كان فيها القصر الجمهوري، والتصريح بهذا الشكل يؤكد أن الإخوة البرلمانيين أعضاء اللجنة قد عقدوا العزم تماماً على إعادة حق الدولة المنهوب منذ (20) عاماً ومورست تجاه هذا الملف كل أنواع (الدغمسة) وتزييف الحقائق حتى كدنا أن نفقد الأمل في القضية بأكملها، ودعوني أقول أن سبب فرحتي بفتح هذا الملف ليس فقط لأنه سيعيد للقانون هيبته وللدولة حقوقها ويرعوي كل من تحدثه نفسه باستباحة الحق العام، ولكن لأن فتح ملف أراضي المدينة الرياضية سيمنح آخرين جرعات من الجراءة لفتح ملفات أراضي أخرى نهبت على عينك يا تاجر وبيعت في سوق الله أكبر لتتأكد حقيقة واحدة أن المتر المربع الواحد الذي لم ينجُ من (الرهن) بيع بليل وقسمت سمسرته بين المنتفعين الذين يعرفون أصل الحكاية والرواية ويعرفون القاتل والمقتول ومحل الدفن، لكن باجتماع المصلحة تنوم الضمائر وتضيع الملفات وينتشر ألزهايمر الذي ينسي الحق والحقيقة، لذلك أجد نفسي متفائلة بشيء من الحزن لهذا الحديث أن يتنزل على أرض الواقع قولاً وفعلاً، وبكرة ما بعيد ويبدو أن يوم الأمس كان يوم الفرج لملف الأراضي، حيث حملت الصحف خبر السجن لعامين مع وقف التنفيذ للمدير الأسبق لأراضي محلية مدني الكبرى بعد إدانته بالاستيلاء على أراضي دون وجه حق إضافة لاستكتاب المدان تعهداً بحسن السير والسلوك لمدة عام، وبعيداً عن تفاصيل العقوبة أقول أن مجرد كشف النقاب عن مسئول كبير وتعرضه للعقوبة حتى لو كانت مع وقف التنفيذ سيجعل كثيرين ظنوا أن فعل الماضي يجبّه الحاضر وأن من أكل هضم ما أكله وتجشأ دون أن يصيبه عسر هضم، من يظنون ذلك هم واهمون إذ أن مبدأ المحاسبة لو طارد المسئول حتى بعد انقضاء فترته سيجعل من يشغل المنصب يفتح عينه ويعلم أن تركه للوظيفة لن يسقط عنه حساباً أو عقوبة.
في كل الأحوال تركت لنفسي أن تمد حبال الآمال أن ثمة شيء إيجابي حاصل أتمنى أن تكتمل تفاصيله وحيثياته حتى لا أصحو على كابوس مرعب تفاصيله لا مفسد يحاسب ولا حق يسترجع ولا غطاء طبخة محروقة سيرفع لتشم الأنوف رائحة الحريق أو تشاهد العيون الدخان!!
{ كلمة عزيزة
شاهدت عزفاً رائعاً على فضائية الشروق، الأطفال في سن التفتح لمرحلة الشباب هم أعضاء (جوقة) موسيقية قمة في الجمال، أعتقد أنهم خريجو مدرسة الدكتور “الفاتح حسين” التي تضم عدداً من الأطفال الراغبين في تعلم الموسيقى، وهم بالتأكيد ثمرات يانعة لمستقبل الفن والإبداع في السودان.
أعتقد أن ما يقوم به “الفاتح حسين” تجاه هذا الجيل عمل وطني كبير يستحق عليه الثناء، وأبناؤنا للأسف تلفهم طاحونة الفراغ والعطالة بلا مواهب يفرغون فيها طاقاتهم وأحاسيسهم، ومثل هذه التجربة تستحق أن تعمم لأن البلد لا يبنيها ويشكل مكوناتها فقط الساسة أو أصحاب المهن الجادة، البلد محتاجة للإبداع والمبدعين حتى لو مارسوا هذا الإبداع على الهامش كهواية إلا أن ذلك سيؤثر إيجاباً على نفسيتهم وبالتالي على نتاج أعمالهم، برافوا “الفاتح حسين” وأنت ترسم الرضاء والجمال على وجوه هؤلاء الأطفال وربنا يستر عليك من كتيبة أعداء النجاح.
{ كلمة أعز
رغماً عن رفض كثير من رؤساء ووكلاء الجامعات لطريقة القبول الجامعي هذا العام التي منعت القبول عن الطريق الخاص من داخل الجامعات، رغماً عن ذلك ركبت وزيرة التعليم العالي دكتورة “سمية أبو كشوة” رأسها وأصرت على هذه الطريقة التي ستحرم الكثير من الطلاب من تحقيق رغباتهم التي لا يحققها التقديم العام! أنا ما عارفة ليه بتحبوا تصعبوها على خلق الله ورب العزة نفسه رءوف رحيم!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية