عز الكلام
مكاتب البينية بروفة يوم القيامة!!
ام وضاح
إذا قدر لك أن تذهب إلى مكاتب جوازات البينية لاستخراج جواز أو رخصة أو ترخيص فجهز نفسك ودربها على أنك في طريقك إلى جهاد مزدوج، هو جهاد النفس والمال وليس مجرد فعل عادي لاستخراج أوراق ثبوتية حتى إن أخذ منك زمناً ووقتاً فليس بالضرورة أن يستهلك أعصابك وصحتك، فتطلع من هنا دمك محروق وجلابيتك مُشرطة ومصاب باحتقان الجيوب الأنفية بسبب التزاحم والتلاصق وروائح العرق النفاذة!! ودعوني أقول إن فكرة قيام مكتب لاستخراج الجوازات تحت مسمى البينية كان الغرض منه تخفيف الضغط على مكاتب أخرى، والعايز يرتاح يمشي البينية حيدفع أكثر طالما أنه كل شيء في البلد أصبح سياحياً ومخصصاً. ما قلنا حاجة لو أن الغرض الذي أنشئ من أجله ثم كما ينبغي له أن يكون، إذ أن المكتب لا يقل ازدحاماً عن القضائية أو شؤون العاملين بالخارج بل أنه الأكثر سوءاً بسبب تركيبة وتكوين المبنى الذي لا أظنه قد صمم لاستيعاب هذا العدد الهائل من البشر الذين يتدافعون ويتزاحمون كيوم الحشر العظيم نساءً ورجالاً، لتذوب كل محازير عدم الاختلاط وكل شخص يريد أن ينفد بجلده ويتخلص من الدائرة الجهنمية التي تلفه حتى يتسلم جوازه في يده ليكون بذلك الجواز الأغلى والأصعب، لأنه يأتي بخلع الضرس والضنك والمعاناة!! ودعوني أقول إنه رغم هذه الصورة المحبطة إلا أن بعض الإشراقات تنبعث هنا وهناك لتبدد هذه الظلمة الحالكة كما تفعل مديرة الجوازات السيدة العقيد “حنان” التي راقبتها من على البعد، نحلة من النشاط وطولة بال تحير واستجابة لشكاوى المواطنين لدرجة أنها تحمل الأوراق من مكتب إلى مكتب بنفسها دون تبرم أو ضيق .. طيب إذا لدينا مثل هذه الكفاءات وأمثال سيادة العقيد كثر لماذا لا نساعدهم بإيجاد بيئة عمل مريحة تجعلهم يكملون مهامهم بالشكل المطلوب، ومواجهة السيول الجارفة من المواطنين التي تتجه إلى هناك صباح مساء موعودة بيوم شاق وعقوبة لا مبرر لها في عدم احترام وتقدير لآدمية البني آدم السوداني الذي هو مضطر للمدافرة والمدافعة، حتى تقدم له خدمة هي غاية في البساطة والسهولة لو أنها قدمت بشكل مدروس يسطحب كل الملاحظات والسلبيات، ليعمل على تلافيها ومن ثم ترقية وسائل خدمة المواطنين الذين يدفعون من دم قلبهم، لكنهم رغم ذلك يحصدون التجاهل وقلة القيمة، والشيوخ ضاقت بهم المقاعد ليفترشوا الأرض والنساء واقفات لأنه لا بديل إلا الوقوف!!
فيا أخي وزير الداخلية ويا أخي مدير الجوازات ما يحدث في البينية (فضيحة) بمعنى الكلمة لأنه إذا استطاعت المملكة العربية السعودية أن تستوعب حجاج بيت الله الحرام وأعدادهم بالملايين ليؤدوا الشعيرة بمنتهى السهولة والسلاسة، معقولة ما قادرين تظبطوا أداءً إدارياً لاستخراج الوثائق الرسمية بقدر عالٍ من الحرفية والسرعة والسهولة والإنسانية.. أنا شخصياً أدعو السيد الوزير والأخ المدير لزيارة مفاجئة إلى هناك وعندها سترون العجب العجاب ده كان (قدرتو دخلتو ومرقتو) سالمين!!
كلمة عزيزة
واحدة من الملاحظات التي لا تخطئها عين أي شخص جرب السفر على الخطوط الجوية لأي بلد عربي أو أفريقي أو أوروبي، منظر موظفي تلك الخطوط (باليونفرم) الموحد لهم مما يعكس مظهراً جمالياً وأناقة هي بالتأكيد عنوان للبلد الذي يمثلونه. أمس وبعد غيبة عن الخطوط السودانية ذهبت إلى مكتب الحجز الرئيسي بشارع “عبيد ختم”، ولأن الخطوط الجوية وعلى حد ما سمعنا عادت بعد رحلة توقف طويلة توقفت أن يكون قد جد في الأمر جديد لكن الجواب بان من عنوانه، والحديقة الصغيرة للمكتب المطلة على الشارع الرئيسي تشكو لطوب الأرض الإهمال وسوء الحال. دلفت إلى المكتب الداخلي لأجد الموظفين كل واحد على كيفه أحدهم بقميص كاروهات وشبشب وآخر قميص سادة وشبط وآنسة تجلس على جهاز الحاسوب تلبس عباية!! يا أخوانا الحاصل شنو؟ ده دكان لبيع الرصيد؟ ده مكتب حجز الخطوط الجوية السودانية .. فيا أخي المدير أخرج من مكتبك وشوف الحاصل ولن يكلفك جردلين بوهية لطلاء المكتب وكراسي محترمة (واستاند) خلفي مكتوب عليه سودانير والله يا أخوانا حيرتونا!!
كلمة أعز
بعد أن فضح المجلس التشريعي وزير البنى التحتية “أحمد قاسم” ونفى تقديمه للمجلس مقترح زيادة فاتورة المياه، على الرجل أن يستقيل ويحفظ (ماء) وجهه، آه آسفة نسيت أن الموية قاطعة!!